103 مليار ريال صافي دخل أرامكو السعودية    المملكة توزع 6.500 سلة غذائية للمتضررين شرق خان يونس    استشهاد عشرات الفلسطينيين خلال اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لشرقي مدينة رفح    الأرصاد: الفرصة مهيأة لأمطار رعدية    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المصلى المتنقل خلال مهرجان الحريد    مركز الحماية الأسرية وحماية الطفل في حائل يقيم مأدبة عشاء لمنسوبيه    مركز التنمية الاجتماعية في حائل يُفعِّل اليوم العالمي للإبداع والابتكار 2024    الهلال يحسم الكلاسيكو على حساب الأهلي    مالكوم: حققنا فوزاً ثميناً.. وجمهور الهلال "مُلهم"    260 موهبة بنهائي فيرست 2024 للروبوت    "آيفون 15 برو ماكس" يحتل صدارة الأكثر مبيعاً    وزير الدفاع يرعى تخريج طلبة الدفاع الجوي    وصول أول رحلة للخطوط الصينية إلى الرياض    حظر ممارسة النقل البري الدولي بدون بطاقة التشغيل    العُلا تنعش سوق السفر العربي بشراكات وإعلانات    تدشين مسار نقدي خاص بتجربة البدر الثقافية    ولي العهد يعزي رئيس الامارات بوفاة الشيخ طحنون    استقبل أمين عام مجلس جازان.. أمير تبوك: المرأة السعودية شاركت في دفع عجلة التنمية    عقوبات مالية على منشآت بقطاع المياه    لصان يسرقان مجوهرات امرأة بالتنويم المغناطيسي    فهد بن سلطان يقلّد مدير الجوازات بالمنطقة رتبته الجديدة    «الدون» في صدارة الهدافين    «ستاندرد آند بورز»: الاقتصاد السعودي سينمو 5 % في 2025    مؤتمر لمجمع الملك سلمان في كوريا حول «العربية وآدابها»    «أحلام العصر».. في مهرجان أفلام السعودية    المملكة وتوحيد الصف العربي    هل تتلاشى فعالية لقاح الحصبة ؟    اختبار يجعل اكتشاف السرطان عملية سريعة وسهلة    وزير الحرس الوطني يستقبل قائد القطاع الأوسط بالوزارة    أبو الغيط يحذّر من «نوايا إسرائيل السيئة» تجاه قطاع غزة    القيادة تعزي البرهان في وفاة ابنه    أخضر تحت 19 يقيم معسكراً إعدادياً    فيصل بن بندر يدشّن سبعة مشاريع لتصريف مياه السيول والأمطار في الرياض    افتتح المؤتمر الدولي للتدريب القضائي.. الصمعاني: ولي العهد يقود التطور التشريعي لترسيخ العدالة والشفافية    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة من الهلال    الهلال يتغلب على الأهلي والاتحاد يتجاوز الابتسام    أبو طالب تقتحم قائمة أفضل عشر لاعبات    قبضة الخليج تسقط الأهلي    اختتام "ميدياثون الحج والعمرة" وتكريم المشروعات الفائزة والجهات الشريكة    فنون العمارة تحتفي بيوم التصميم العالمي    الميزان    فريق القادسية يصعد "دوري روشن"    أنسنة المدن    ريادة إنسانية    اكتشاف الرابط بين النظام الغذائي والسرطان    إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.. وصول التوأم السيامي الفلبيني «أكيزا وعائشة» إلى الرياض    بكتيريا التهابات الفم تنتقل عبر الدم .. إستشاري: أمراض اللثة بوابة للإصابة بالروماتويد    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة ال21 من طلبة كلية الملك عبدالله للدفاع الجوي    الهواية.. «جودة» حياة    الحرب على غزة.. محدودية الاحتواء واحتمالات الاتساع    أكذوبة «الزمن الجميل» و«جيل الطيبين»..!    جواز السفر.. المدة وعدد الصفحات !    اجتماع سعودي-بريطاني يبحث "دور الدبلوماسية الإنسانية في تقديم المساعدات"    أمير منطقة تبوك يستقبل أمين مجلس منطقة جازان ويشيد بدور المرأة في دفع عجلة التنمية    وحدة الأمن الفكري بالرئاسة العامة لهيئة "الأمر بالمعروف" تنفذ لقاءً علمياً    هيئة الأمر بالمعروف بنجران تفعّل حملة "الدين يسر" التوعوية    في نقد التدين والمتدين: التدين الحقيقي    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدفاع المدني.. نصف السلامة في «الوعي»
يشارك المجتمع الدولي الاحتفاء باليوم العالمي سعياً ل«تنمية مستدامة بلا مخاطر»
نشر في الرياض يوم 10 - 03 - 2015

يتصدى جهاز الدفاع المدني للكثير من الصعوبات والتحديات في سبيل حماية الأرواح، ويبذل هذا الجهاز جهوداً كبيرة لتنمية وتعزيز "الوعي المجتمعي" بوسائل السلامة الوقائية والحماية من المخاطر في المنزل والشارع وفي المنشآت والمصانع ومقرات العمل وحتى في المناطق البرية وغيرها، إذ يراهن الدفاع المدني على هذا "الوعي" ليكون عوناً له في المهام التي يؤديها لحماية الأرواح من كل خطر، كما يعول الدفاع المدني كثيراً على تغيير الصورة النمطية عنه من خلال الإفادة من كل جديد في مجال السلامة وتحسين أداء وسلوك أفراده في التعامل مع المجتمع والانتقال السريع لمواقع الحوادث ومواصلة التدريب والتطوير والتأهيل لعناصره واستقطاب المعدات والتقنيات الحديثة التي تمكنه من التعامل الأمثل مع مستجدات الخطر.
وتظل هذه الجهود ناقصة دون «شراكة حقيقية» من المدرسة، والأسرة، ووسائل الإعلام، وباقي الجهات الأخرى؛ لتعزيز مبدأ السلامة للأرواح والممتلكات، وتحقيق التنمية المستدامة تجاه كثير من السلوكيات أثناء وقوع الحوداث،.
واليوم تُشارك المديرية العامة للدفاع المدني المجتمع الدولي الاحتفاء باليوم العالمي للدفاع المدني الذي يأتي تحت شعار "التنمية المستدامة بلا مخاطر"، حيث يحمل هذا الشعار الكثير من الرسائل والدلالات المهمة التي يسعى لتعزيزها لتصبح سلوكا من سلوكيات أفراد المجتمع.
«ندوة الثلاثاء» تناقش هذا الأسبوع - تزامناً مع اليوم العالمي للدفاع المدني- شراكة المجتمع في وعيه والتزامه بالسلامة مع رجال الدفاع المدني.
شعار مناسب
في البداية تحدث الفريق "سليمان العمرو" عن مفهوم اليوم العالمي للدفاع المدني تحت شعار "تنمية مستدامة بلا مخاطر"، قائلاً: إن المملكة العربية السعودية تُعد من أعضاء المنظمة الدولية للحماية المدنية والتي تضم أكثر من (60) دولة، وفي الحقيقة هناك اجتماعات سنوية لهذه المنظمة الدولية، ومن ضمن ما تطرحه هو اختيار اليوم العالمي للدفاع المدني، كذلك هنلك عدد من المواضيع التي تتم مناقشتها والاستفتاء عليها والتي تتفق مع كل دولة، مضيفاً أن هذا الشعار يحتفل به جميع الدول التي تحت مظلة المنظمة الدولية للحماية المدنية، مبيناً أنه يحق لأي دولة اختيار الشعار المناسب الذي يتفق وطبيعة هذا المسمى، ذاكراً أنهم في المديرية العامة للدفاع المدني اختاروا ما يناسب هذا المسمى، وبالتالي تم تعميمه على كافة مديريات الدفاع المدني للاحتفال بهذا اليوم، إلى جانب وجود مشاركة مجتمعية كبيرة من خلال التعميم على أمراء المناطق وكذلك الوزارات والمصالح كافة، وبتوقيع سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بحيث يتم تفعيل هذا اليوم وفق ضوابط ومحددات وضعتها المديرية العامة للدفاع المدني وسلمتها لجميع الجهات، مشيراً إلى أن الهدف من ذلك مشاركة مجتمعية كبيرة تساهم في الوصول إلى المواطن ورفع مستوى الوعي لديه.
صياغة عمل متكامل
وعلق الزميل "راشد الراشد" قائلاً: إن تضحيات رجال الدفاع المدني كبيرة في حماية أرواح الناس وممتلكاتهم وأمنهم، ونحن شركاء في إبراز هذه الأدوار المتميزة، وواجب الإعلام كبير جداً في إعطاء هذه الصورة وهذا الدور، وقد ظل الدفاع المدني فترة طويلة في الظل ليس لهم ذلك الصدى الموجود عند بعض القطاعات، وربما كانت مفاهيم الشرائح الاجتماعية عن الدفاع المدني أنه قطاع عزل وقطاع إبعاد للأشخاص الذين لا ينتجون ولا يعملون.
وعلى الرغم مما تمر به المدن من حداثة وتطور وبالذات مدينة الرياض، سواء عمرانياً أو توسعياً، إلاّ أننا نتألم أحياناً عندما نرى بعض قطاعاتنا أو بعض مرافقنا لا تفي باحتياجات الدفاع المدني، ولو أخذنا مثلاً طريق الملك عبدالله لا يتسع لسيارتين أو لثلاث، ولا سمح الله لو وقع مثلاً حادث حريق أو إسعاف مرضى أو حادث مروري فإن سيارة الاسعاف أو الدفاع المدني لا تستطيع تجاوز بعض المناطق، وقس على ذلك بعض الطرق والشوارع، وهذه بكل صراحة تعد أموراً مزعجة، بينما في العواصم الأخرى غير ذلك، حيث تصل سيارة الإسعاف أو الدفاع المدني في أقل من دقائق، ولاشك أننا نمر بمرحلة مهمة، لكن بالجهود والفكر ممكن أن نتغلب على هذه الإشكالات، ليبقى دور الإعلام كبيراً عبر التواصل مع المواطن والمسؤول، حيث يُعد شريكاً في ردم الخلل وتكسير الهوات الموجودة ومحاولة صياغة عمل متكامل.
شراكات متعددة
اللواء المبدّل: الطرق لا تساعدنا في الوصول لمواقع الحوادث.. وشراكتنا تبدأ من المدرسة
وحول الشراكة الإيجابية بين الدفاع المدني والمجتمع، وكيفية بناء شراكة فاعلة وإيجابية، أكد اللواء "حمد المبدل" أن الشراكة تبدأ من الطالب في المدرسة إلى أن تشمل جميع فئات المجتمع، مضيفاً أن لديهم شراكات متعددة مع الجامعات والمدارس والقطاع الخاص الذي يساهم مساهمة فاعلة، من خلال ما ينظمه الدفاع المدني من ندوات ومؤتمرات ومعارض، مبيناً أن لديهم برنامجا توعويا يطرح في جميع المدارس حرصاً منهم على النشء وترسيخ مفهوم الوقاية والسلامة.
العقيد الحارثي: تغيير الأنماط السلوكية «صعب» و80% من برامجنا موجهة للأطفال!
وتداخل العقيد "عبدالله الحارثي" قائلاً: تُقدم "صحيفة الرياض" صفحة مخصصة للدفاع المدني في موسم الحج وهي مستمرة منذ ست سنوات تقريباً، إضافةً إلى أن لديهم شراكة استراتيجية مع مركز المعلومات بالصحيفة، وعقد سنوي لمدة أربعة أعوام مع المركز بأن يُحلّل كل ما ينشر في الصحافة السعودية، مضيفاً أنهم عملوا على توقيع مذكرات تفاهم للرقي بمستوى السلامة في العديد من المنشآت؛ لأن الأجهزة والمؤسسات العامة والخاصة عليها عبء كبير في توفير متطلبات السلامة والتي تصب في مصلحة تلك الجهات وتساعد الدفاع المدني.
جانب وقائي
وفيما يتعلق بتحمل الدفاع المدني الكثير من الصعوبات في وقت الكوارث، والتي تقع بسبب التهاون وعدم التعاون من قبل المواطنين، مما يؤدي إلى تضخيم الأزمة، وكذلك دور المجتمع في التعاون مع المديرية العامة للدفاع المدني وفي فروعها، خاصةً في الجانب الوقائي الذي يعد باباً من أبواب الاستعداد لمواجهة حالات الطوارئ، أوضح العميد "عبدالله الشغيثري" أنهم وجدوا اهتماماً بالغاً لدى الأسرة ابتداءً من ولي أمرها وكذلك ربة المنزل ثم المدرسة، مضيفاً أنه من حيث الاهتمام بالجانب الوقائي فربما أنهم في الدفاع المدني أقل وطئاً من المرور، حيث يجدون تعاوناً بشأن سلامة المنازل وكذلك الأشخاص وبعض الجهات أيضاً، مبيناً أن المؤشر اختلف قليلاً في نسبة الحوادث، لافتاً إلى أنه عند تحليل نسبة الحوادث في المنازل لاحظوا تحسناً كبيراً في موضوع تعاون المجتمع وتفهمه لموضوع السلامة الوقائية بشكل عام.
تعمل بصمت
وعلق الزميل "يوسف الكويليت" قائلاً: كانت "أرامكو" في يوم من الأيام لا تفاخر بإنتاجها وإنما بسلامتها، الأمر الذي جعلها تأخذ الشهادة العالمية الكبرى في كل عام، وفي الحقيقة نحن نُفاخر بزملاء لنا، وكذلك نُفاخر بعملهم، وسبق أن كتبت أكثر من مرة عن هذا المرفق الكبير الذي يُضحي ولا أحد يعلم بتضحياته شيئاً، حيث يُشهد لهم أنه مهما كان غياب الإعلام والرأي العام فإنه من الأجهزة التي تعمل بصمت وبدون طلب شهادة من أحد؛ لأنه جزء من سلامة وأمن المواطن وحماية منشآته وكل ما يتعلق به.
رسائل تفاعلية
وحول استخدام التقنية الحديثة في إيصال رسالة الدفاع المدني للأسر وكافة أفراد المجتمع المدني، قال العقيد "عبدالله الحارثي": إنه ضمن خطط الدفاع المدني الاستراتيجية يتم التركيز على عنصر الوقاية، خاصةً المتعلقة باجراءات السلامة، أو الوقاية من خلال التوعية، وأي وسيلة تستجد خاصة الوسائل التقنية فإن الدفاع المدني يبادر إلى الاستفادة منها، مضيفاً أنهم أنشأوا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2012م تقريباً "تويتر"، "فيس بوك"، "انستقرام"، "يوتيوب" حيث وصل عدد المتابعين في "تويتر" حوالي (300) ألف متابع، وفي "انستقرام" حوالي (40) ألف متابع على الرغم من إنشائه عام 2013م، وعلى "فيس بوك" لديهم ما يقارب (28) ألف متابع، مبيناً أنه وصلت المشاهدة في قناة "اليوتيوب" ما يقارب أربعة ملايين مشاهد، ذاكراً أنه بلغ عدد المقاطع التوعوية التي أنتجها الدفاع المدني حوالي (207) مقاطع، مؤكداً حرصهم على التواصل مع المواطنين إلى الحد الذي تُحرك فيه مواقع التواصل الاجتماعي فرق الدفاع المدني مباشرة، حيث تظل تلك المواقع متابعة حتى انتهاء الحالة، مشيراً إلى أن لديهم طرقا تفاعلية، بما يسمى "أنغوغرفك" والتي تجعل المواطنين يتفاعلون معها وينصرفون عند الحوادث، حيث لم تعد رسائلهم تلقينية بل هي تفاعلية، عبر إجراء تجارب عبر الفيديو تُبنى على التعليم، وذلك في كيفية استخدام "كاشف الدخان"، وكيفية فتح الشخص الباب في حال وقوع حريق.
إدارة الأعمال
العقيد الغامدي: «التقنية» تدير أعمالنا وقت الطوارئ وشراكتنا مع جميع الجهات
وعلّق "العقيد يحيى الغامدي" قائلاً: إن الجانب التقني الذي ذكره العقيد "عبدالله الحارثي" هو ما يخص التقنية في مجال التوعية، لكن لدينا جانباً آخر على درجة كبيرة من الأهمية، وهو كيفية استخدام التقنية في إدارة أعمالنا، خاصةً فيما يتعلق بالحوادث وحالات الطوارئ، ولعلكم تعلمون أن الدفاع المدني شريك مع عدد كبير من المصالح والوزارات والهيئات العامة والمؤسسات والشركات الخاصة، مضيفاً أنه نسبةً لضخامة المعلومات والبيانات فإنه لا بد أن تكون هناك وسيلة قادرة وبشكل سريع على معالجة حالات الطوارئ، مبيناً أنهم يحاولون جاهدين أن تصل المعلومة عبر هذه التقنية، ومن خلال تمرير الحدث إلى أصحاب القرار لاتخاذ المناسب في ذات الوقت، من خلال التواصل مع جميع الجهات، ذاكراً أنه إذا وقعت مثلاً حالات طارئة فهم مستعدون بشكل تقني، إضافةً إلى الاستعدادات الأخرى من خلال التواصل مع الجهات المعنية الذين هم شركاء لنا في إدارة الحدث، مُشدداً على أنهم يحتاجون في حالات الطوارئ أن تكون لديهم معلومات عن المستشفيات والخزن الاستراتيجي وعن المياه، وكذلك مواقع السكن، فكل ذلك يتم تقنياً عن طريق إعداد الأنظمة والتواصل مع شركائهم في هذا العمل، بالتعاون مع الادارة العامة للحماية المدنية في بناء الاستراتيجية.
الوقاية من المخاطر بالمفهوم الشامل..«مسؤولية جماعية»
تطورات متسارعة
وتداخل الفريق "سليمان العمرو": إن ما ذكره الزملاء هو موضوع مهم جداً، لكن الأهم هو موضوع الوقاية؛ لأننا لو ركزنا عليها لا شك سيكون لها مردود ايجابي، وبالتالي تقل نسبة الحوادث، وجميعنا يعلم أن النمو السكاني في المملكة ارتفع بشكل كبير، إضافةً إلى زيادة المشروعات والتوسع العمراني الكبير المصحوب بالتوسع في الطرق والجسور، وكذلك القطارات، وانتشار مصانع المشتقات البترولية والبتروكيماويات، والتوسع الهائل في بناء الأبراج الشاهقة، مضيفاً أن كل هذه التطورات المتسارعة أصبحت تشكل في الدفاع المدني هاجساً كبيراً، مبيناً أنه من ناحية الوعي المجتمعي فإنه ليس بالمستوى المأمول؛ لأن الدفاع المدني بالمفهوم الشامل هو مسؤولية جماعية تحتم مشاركة كافة القطاعات العامة والخاصة، متطلعاً إلى أن تصبح السلامة عند جميع الناس سلوكاً وليست متطلباً، ذاكراً أنه خير مثال على ذلك هو أنه عندما يقتنع الفرد بأن ربط الحزام في السيارة شيء ضروري، وإذا لم يفعله يكون قد وقع في مخالفة مرورية، فإنه مع التشديد والاجبار والتنبيه سيصبح ربط الحزام سلوكاً، بل إنه بمجرد ركوب الشخص السيارة يبادر إلى ربط الحزام، مؤملاً من جميع الشركات والمؤسسات العامة والخاصة أن يؤدوا الدور الوقائي من أجل السلامة، ولعلنا جميعاً نلاحظ عندما تزور بلداً من البلدان وتزور منشأة من المنشآت تجد أن السلامة لديهم من الأولويات، حيث تجد الشركات والمؤسسات تحرص على حماية العمّال سواء في اللبس أو سلامة المنشأة أو حتى المارين بالطريق.
الفريق العمرو: نعاني من الأحياء العشوائية ونتطلع أن تصبح السلامة «سلوكاً» للمجتمع
وأضاف: يظهر ذلك جلياً في المدن الأوروبية مثل "باريس" عندما تسير على الرصيف تجد هناك حماية كاملة، وهذه تُعد ثقافة عامة، لذا نتطلع من القطاعات العامة والخاصة والشركات أن يكون لها دور في الوقاية والسلامة، ونحن نحاول بقدر المستطاع أن تُساهم هذه الشركات والقطاعات في ترسيخ مفهوم السلامة؛ لأن الخطر حينما يقع لا يُهدد الدفاع المدني وحده وإنما يعم المجتمع ككل.
الأجهزة المغشوشة!
وتساءل الزميل "د. أحمد الجميعة" عن جهود الدفاع المدني مع هيئة المواصفات والمقاييس ومع الجمارك في التقليل من خطورة الأجهزة المغشوشة والمقلدة داخل المنازل.
وعلّق الفريق "سليمان العمرو": لدينا تعاون كبير مع وزارة التجارة وهيئة المواصفات والمقاييس، ونحن دائما في اجتماعات مستمرة على أعلى المستويات من المسؤولين في الجانبين بشأن هذا الموضوع، مضيفاً أنه على الرغم من وجود بضائع رديئة وأسلاك وتجهيزات مغشوشة - وقد تكون هي السبب في وقوع بعض الحوادث - إلاّ أن هناك حملة كبيرة تعملها وزارة التجارة من أجل سحب هذه الأجهزة والتشديد على الكشف عليها في المنافذ، وإعادة ما نسبته (50%) من الأجهزة التي تأتي للمملكة إلى مصادرها، مبيناً أن هذا يعزز دور الدفاع المدني ويساهم في إيجاد السلامة في كثير من المواقع، ذاكراً أنهم وجدوا أعلى نسبة في الحوادث ناتجة عن خلل في التوصيلات الكهربائية، وبدون وعي وفهم؛ لأنهم يجدونها رخيصة في الأسواق ويستعلمونها في العديد من الأجهزة، ومن ثم يخرجون من المنازل ويعودون إليها فيجدونها قد احترقت، وهذه من أكبر المشكلات التي نواجهها.
رقم عالمي
وقال الزميل "أحمد الجميعة": هناك نقد موجه ضد الدفاع المدني في عدم الوصول السريع الى موقع الحريق، وأنه في الحقيقة أصبح الكود الأمريكي (خمس إلى ست دقائق للوصول إلى موقع الحادث) ذريعة للتقليل من جهود الدفاع المدني في هذا الجانب، إذ أصبحت المدة الزمنية المحددة في الكود مبرراً للتأخر عن موقع الحريق!
وأوضح اللواء "حمد المبدل": أن الوصول إلى الرقم العالمي في موقع الحادث يحتاج الى عدة اعتبارات منها؛ أن الطرق الآن لا تُساعد الفرق للوصول إلى مكان الحادث بسبب الزحام الشديد، كذلك السائقين في الطرقات لا يفسحون المجال لمرور سيارات الدفاع المدني سواء الطوارئ أو المحملة بالمياه، مما يُشكّل عائقاً كبيراً؛ بسبب حمولة السيارات الثقيلة وبطئها، إضافةً إلى الزحام الشديد في الطرقات، مضيفاً أنه وبشكل عام يعد استجابتهم في الدفاع المدني لنداءات الاستغاثة جيدة مقارنة بالاستجابة العالمية المحددة ما بين خمس إلى ست دقائق للوصول إلى موقع الحادث، مبيناً أن الاستجابة لديهم تعوقها عدة عوامل أصبحت تؤثر في الرقم العالمي للوصول لموقع الحادث أو الحريق، مشيراً إلى أن هناك انتشاراً معمارياً أفقياً في جميع مدن المملكة، وأن مدينة الرياض لا يضاهيها أي مدينة على مستوى العالم من حيث التوسع الافقي، مما يتطلب توصيل الخدمة بشكل قريب من هذه المواقع، ذاكراً أنه حتى تستطيع آليات الدفاع المدني الوصول إلى تلك المواقع تحتاج لوقت حتى تقطع المسافات؛ بسبب زحام الطرق، وعدم الاستجابة السريعة من المواطن، خاصةً في ظل العمل الدؤوب والكثيف في طرقات الرياض لانجاز أعمال "المترو"، وكذلك في بعض المدن الكبيرة.
تحمل الأعباء
العميد الشهراني: نتحمّل أعباءً لسنا سبباً فيها ولوائحنا تحمي المتطوعين
وتداخل "العميد علي الشهراني": فيما يتعلق بعملية انتقال فرق الطوارئ، فقد صدر توجيه معالي الفريق عندما كان مساعداً لشؤون العمليات ببحث هذا الموضوع على مستوى أجهزة الدول المعنية بفرق الطوارئ، فإن الفرق الخاصة بالدفاع المدني وأجهزة الدولة المعنية تتحمل أعباء هي ليست سبباً فيها وإنما ناتجة عن الظروف البيئية المحيطة بها، إضافةً إلى البيئة الإنشائية المتمثلة في الطرق ووسائل المواصلات، والتي من الممكن أن تكون سبباً في عدم وصول الفرق في الوقت والمكان المناسبين، مضيفاً أنه من باب المسؤولية قد لا نتحدث عن ذلك، لكننا نحاول أن نوجد الحلول، وخير مثال على ذلك منع الشاحنات من السير على الطرق الدائرية في أوقات الذروة، مما خفف كثيراً، وهذا دليل أن الانتقال يحكمه الطريق، وأن البيئة والبنية التحتية غير مهيأة لدينا.
197 مركزا
وأكد "الفريق سليمان العمرو" أنهم دشنوا قبل عامين (197) مركزاً جديداً، وأضافت هذه المراكز أهمية كبرى، حيث انتشر الدفاع في كافة المواقع، حتى صار قادراً على مباشرة الحوادث التي تقع عن قرب، إضافةً إلى محاولة توزيع الفرق في بعض المواقع خلال ساعات الذروة، خاصةً المناطق التي يصعب الوصول إليها نتيجة الزحام، مبيناً أن الجميع سيلحظ فرق الدفاع المدني تقف في مواقع استراتيجية للتعامل سريعاً مع أي حادث، ذاكراً أنه بخصوص المعيار فلديهم اثنان داخلي وخارجي (داخل المدينة وخارج المدينة)، ويحاولون بقدر المستطاع ووفق الامكانات المتاحة والظروف التي تحيط بفرق الدفاع المدني زيادة نسبة الاستجابة بشكل كبير، لافتاً إلى أنه عند وصول البلاغ تتحرك فرق الدفاع المدني خلال (50- 60) ثانية، إلاّ أن المشكلة أن المعدات التي يتم استخدامها ثقيلة وتشكل خطورة كبيرة على الناس ولا تستطيع الفرق أن تسرع بهذه المعدات المحملة بالمياه من أجل إنقاذ الموقف أو إطفاء الحريق، مُشدداً على أن الموضوع يحتاج إلى وقت في ظل الأوضاع الراهنة داخل الرياض أو المدن الأخرى للوصول إلى موقع الحادث.
دور رقابي
العميد الشغيثري: لمسنا اهتماماً من الأسرة في الجانب الوقائي وجودة البضائع مطلب
وأوضح العميد "عبدالله الشغيثري" أن موضوع المعدات والاستيراد وجودتها تقلل من نسبة وقوع الحوادث، مضيفاً: "قبل كل شي يجب أن أُثني على الدور الكبير لوزارة التجارة خلال الأعوام الأخيرة، حيث إن هناك تعاونا كبيرا مع الوزارة والدفاع المدني، ففي الماضي كانت كل البضائع التي تصل إلى منافذ الجمارك تدخل إلى المملكة، لكن الآن أصبحنا نفكر كثيراً، فهناك بضائع تحجز بسبب المواصفات والحرص على تطبيق الجودة، ولا نقول ان السوق أصبح فارغاً، وإنما هناك تحسن أفضل مقارنةً بالماضي"، مبيناً أن المملكة دولة كبيرة وكل احتياجاتها يتم استيرادها، وهذه يجب إمعان التفكير فيها، خاصةً فيما يتعلق بالتزام الناس بقانون السلامة، ووضع حد لاستغلال بعض التجار لسهولة ومرونة دخول التجهيزات، حيث لم تكن لدينا قوائم خطر لبلدان يمنع التصدير منها، مما سمح لضعاف النفوس باستغلال هذا الموضوع، ذاكراً أن الدور الرقابي سيستمر - وإن شاء الله - سيعقد اجتماع خلال الشهر القادم يضم كبار التنفيذيين من عدة قطاعات مثل الدفاع المدني ووزارة التجارة وهيئة المواصفات والجمارك من أجل السيطرة على موضوع جودة المنتجات والسلعة المستوردة.
دور المتطوعين
وعن وجود متطوعين من المواطنين للمشاركة في الدفاع المدني في حال وقوع كوارث مثل السيول والفيضانات، أشار "العميد علي الشهراني" إلى أن الإدارة العامة للحماية المدنية تعمل على التنسيق في أعمال مواجهة الكوارث بشكل عام والحروب، وبناء على ذلك فهناك موضوع تهيئة المتطوعين لما لهم من دور في أعمال الدفاع المدني، بل هم من المنفذين للأعمال، مضيفاً أن لدى الدفاع المدني خططاً في ذلك، وهناك كذلك لائحة لحماية حقوق المتطوعين في هذا الجانب، بدءاً من تسجيل المتطوع في شتى أنواع التخصصات، مبيناً أن لديهم تطوعا عاما ومتخصصا، مُرحباً بجميع المتطوعين، مؤكداً أنه في حال استدعاء المتطوع فإنه ستتم حمايته من خلال اللائحة الخاصة بذلك، والتي تنظم عمله وتسجيله الكترونياً، ثم الاتصال به ومنحه بطاقة وإرشادات للعمل، ثم التدريب على أعمال الدفاع المدني التي يميل لها في هذا الجانب سواء كان متطوعاً عاماً أو متخصصاً أو مستشاراً في مجالات معينة كالتخصصات الكيميائية والهندسية، ذاكراً أنه يشارك معهم أحياناً مجموعات تطوعية.
التوعية مطلب
وقال الزميل "راشد الراشد": تعقيباً على موضوع التوعية، ففي اعتقادي أنها تُعد جانباً مهماً جداً جداً في أي عمل، من حيث تألقه وتكامله، وقد ذكر الفريق "سليمان العمرو" جملة رائعة وهي: "يجب زرع ثقافة السلوك والوعي في المواطن وفي كل مناحي الحياة"، حتى يؤدي واجباته ويتفاعل مع كل الجهات والقطاعات التي تقدم الخدمات، مضيفاً أنه إذا زرعنا التوعية كسلوك وثقافة في المجتمع نكون قد اختصرنا كثيراً من الزمن والمبالغ التي نصرفها، حتى يُصبح التعاطي معها كنوع من الواجب الوطني والاجتماعي، مبيناً أنه في الدول الأخرى وعلى سبيل المثال "بريطانيا" وتحديداً "لندن" هناك قانون يمنع التدخين في سيارات الأجرة، وتجد السائقين ملتزمين بذلك، ويفرضون على من يركب معهم التقيد بذلك، متأسفاً على أننا - إلى الآن - لسنا ملتزمين بثقافة ربط الحزام! مُشدداً على أنه إذا زرعنا ثقافة الالتزام واحترام القانون كسلوك وممارسة نكون قد عالجنا العديد من الاشكالات كمشكلة عدم الالتزام بالوعي والسلامة الأمنية في المنشآت وفي الدوائر الحكومية وفي المنازل، متمنياً أن نصل في يوم من الأيام إلى مرحلة أن تكون التوعية لدى الناس جميعاً.
وعلّق الزميل "يوسف الكويليت" قائلاً: أذكر أنني سافرت إلى "سنغافورة" وبصحبتي الزميل "سليمان العصيمي" قبل (25) عاما، ولاحظنا أنهم يكتبون على كل سيارة عبارة: "ممنوع التدخين"، ومعنا صديق آخر يبدو أنه لم يقرأ هذه العبارة، حيث أشعل "السيجارة" فتوقف قائد السيارة غاضباً وفتح كل الأبواب وطلب منا النزول، مُشدداً على أهمية الالتزام بمبدأ الوعي وبثقافة السلامة؛ لأن ذلك من أهم المقومات الاقتصادية والاجتماعية.
زيارات مدارس
وتداخل العقيد "عبدالله الحارثي" بقوله: أرجو أن تطمئنوا بأن الدفاع المدني يرى أن التوعية جزء مهم وأساسي في أعماله، لكن تغيير الأنماط السلوكية أمر في غاية الصعوبة ويحتاج إلى وقت، مضيفاً أن معالي الفريق "سليمان العمرو" ومنذ أن كان نائباً لمدير عام الدفاع المدني وضع برنامجاً للتعامل مع طلبة المدارس ابتداءً من المرحلة الابتدائية، من أجل زرع الأنماط السلوكية الإيجابية في هؤلاء الأطفال، ومن أجل أن ينشأوا عليها نسبة لقابليتهم للاستجابة بسهولة، لذلك بدأوا منذ عامين من خلال ثلاثة محاور بالتعامل مع طلبة المدارس، حيث نظموا زيارات للضباط الدارسين إلى المدارس وليس لالقاء المحاضرات كما كان الأمر في السابق، وإنما لتطبيق البرامج التفاعلية، حيث يتم استخدام الطفاية "الكترونياً" من خلال "الشاشات"، وهي موجودة في معرضنا المقام في أسواق "بانوراما"، مبيناً أن هناك تنظيم زيارات لطلبة المدارس إلى مراكز الدفاع المدني لمدة ساعتين ليطلعوا على كيفية أداء الفرق والحالات التي ينطلقون إليها، وكذلك يتعرفون على ملابس الدفاع المدني، مؤكداً أنه تبلغ نشاطات الدفاع المدني لليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام حوالي (500) نشاط وفعالية، و(80%) من هذه الفعالية موجهة إلى الأطفال، مشيراً إلى أن أغلب المعارض المقامة في جميع المواقع في المناطق والمحافظات تشتمل على مسرحيات وبرامج تفاعلية وتدريب وورش عمل في كيفية تعليم الأبناء الإسعافات الاولية، وكيف يخرجون من المنزل؟ وكيف يكون لديك خطة لاخلاء المنزل وغيرها من الفعاليات، موضحاً أنه ستستمر باذن الله على مدار العام مع التركيز الشديد على أطفال المدارس الابتدائية.
مؤشر جيد
وعلق الفريق "سليمان العمرو" على أنه من الصعب تغيير سلوك الكبار، لذلك يسعون إلى الاهتمام بالنشء والأجيال القادمة، مضيفاً أن الطفل حينما تأتي به إلى مراكز الدفاع المدني ويلبس "الخوذة" وتعرّفه على مبادئ أعمال الدفاع المدني، فإن ذلك لاشك سيرسخ في ذهنه طيلة حياته، وبالتالي قد يُحب العمل في هذا الجهاز، مبيناً أنه لكي تكون الصورة واضحة للجميع فقد أصبحت وظيفة الدفاع المدني محبوبة لدى أفراد المجتمع، فقد كان لدينا حوالي (1000) وظيفة تقدم إليها ما يزيد على (165) ألف شخص يطلبون التجنيد، وهذا يعد مؤشراً جيداً، ومنهم خريجو جامعات يتقدمون بطلبات التوظيف في الدفاع المدني، وهذا دليل على أن كثيراً من الأمور في الآونة الأخيرة قد تغير إلى الأفضل، ذاكراً أنهم مطالبون بتغيير الصورة النمطية عن الدفاع المدني من حيث تحسين الأداء، وتحسين السلوك، وكيفية الانتقال السريع إلى مواقع الحوادث، والحرص على التعامل الحضاري مع الناس، مؤكداً أنهم يركزون على التدريب عبر الاستعانة بأكفأ الضباط، إضافةً إلى التدريب على رأس العمل؛ لأنه ليس من المعقول أن يجلس الفرد في المركز دون أي تدريب، وإنما من المهم الحرص على التحاقهم بأي فرع من فروع التدريب وبشكل مستمر، حتى يكتسب مهارة جيدة في كيفية التعامل مع المعدات والأجهزة والمركبات، وبالتالي يستطيع أن يتعامل مع الحوادث بكل مهارة وتفان.
كاشف الحريق
وطرح الزميل «د. أحمدالجميعه» سؤالاً حول تأخر الدفاع المدني في إقرار نظام يسمح له بتفتيش المنازل المخالفة، والتأكد من توفر شروط السلامة المتعلقة بالتمديدات والمسابح، وعلق الفريق "سليمان العمرو" بقوله: ان هذا الموضوع ليس غائباً عن تفكيرنا، لكن يجب ألاّ نتدخل في خصوصيات الناس، على أن نتوجه إلى رفع مستوى الوعي، وتنبيه أفراد المجتمع، مضيفاً أنهم لا يستطيعون دخول المنازل؛ لأنهم غير مُلزمين بذلك، لكن يمكنهم دخول المجمعات السكنية الكبيرة وميادين الاحتفالات وقاعات المؤتمرات والفنادق والشقق المفروشة، مبيناً أن هناك مجموعات تطوعية تتولى عملية التوجيه والارشاد وتوزيع بعض "البرشورات" والمشاركة داخل الأحياء لتشجيع الأهالي على توفير الطفايات ووسائل مكافحة الحريق، وهذا ما رآه خلال زيارته اليابان، موضحاً أن شروط البلديات في أغلب الدول هي وجود متطلبات منها كاشف الحريق ومخرج الطوارئ، بحيث يكون منسجماً مع تصميم البناء، وحتى لو وقع حريق يكون هناك مخارج تسمح بخروج الساكنين وإنقاذهم، مُشدداً على ضرورة دراسة سلوك الدخان في أي منشأة، وكذلك وجود أبواب جيدة عازلة لدخول الدخان، ذاكراً أنه يوجد أبواب مقاومة للحريق في المنشآت الكبيرة والمستشفيات والفنادق، تنطلق مع صافرة الانذار وتنغلق مباشرة، وتكون على شكل مروحة حتى تتيح الفرصة لخروج الأشخاص، وإذا خرجوا انغلق الباب بحيث لا ينتشر الحريق إلى مواقع أخرى.
طفل القريات
وأوضح الزميل "سليمان العصيمي" أنه خلال الأيام الماضية أنقذ الطفل "ريان" في "القريات" عائلته عندما اشتعلت "الدفاية" في المنزل، وكادت أن تتسبب في كارثة، لكنه استطاع ان يكون بطلاً عندما أخذ "الدفاية" المشتعلة الى الخارج لتحترق بعيداً عن أفراد أسرته، مضيفاً أنه يُعد نموذجاً حياً على حسن تصرفه نتيجة لإحساسه الداخلي، أو لأنه ربما رأى شيئاً شبيها لهذا الحادث، مقترحاً على مسؤولي الدفاع المدني استغلال هذا الحادث وتسليط الضوء على هذا الطفل، وكذلك إجراء لقاء معه ليكون نموذجاً حياً للأطفال، متمنياً له الشفاء العاجل.
أحياء عشوائية
وتساءل الزميل "يوسف الكويليت": تعلمون بأهمية علم جغرافية المدن، الذي يتم تدريسه في الجامعات، متسائلاً: هل تعانون من المدن القديمة الكلاسيكية من خلال تحرككم وتنقلاتكم لمباشرة أي حادث أو حريق؟
وأجاب الفريق "سليمان العمرو" قائلاً: لا شك أننا نعاني العديد من المشكلات في بعض الأحياء خاصةً العشوائية في مكة المكرمة والأحساء، وكذلك بعض المدن القديمة التي لا يستطيع الدفاع المدني أن يصل إليها، لذلك تم تقديم تقارير عن هذه المدن ووضعنا لها الحلول التي منها تعميم شبكات إطفاء في هذه المواقع، وكذلك العمل على نزع الأمانات أو البلديات ملكيات تلك المواقع، مضيفاً أن هناك توجها في مكة المكرمة من خلال المخطط الشامل المعتمد من المقام السامي لإزالة الأحياء العشوائية مثل "البرماوية" وإنشاء أبراج عليها.
رئيس التحرير:«الوعي المجتمعي» واحترام الأنظمة وقاية من المخاطر
أكد الزميل "تركي السديري" -رئيس التحرير- على ضرورة تعزيز الوعي بين أفراد المجتمع تجاه احترام الأنظمة والتقيد بتعليمات الدفاع المدني وغيره من الأجهزة المهمة، مشيراً في مداخلته خلال الندوة إلى أهمية السلامة والوقائية، والحماية من المخاطر، والتي لا تتحقق إلا بالوعي المجتمعي، منوهاً في هذا الصدد بجهود الدفاع المدني في مجال تعزيز الشراكة مع المجتمع ومع وسائل الإعلام لإيصال الرسالة التوعوية للمواطن للوقاية من أية حوادث قد تنتج.
وشدد رئيس التحرير في هذا الصدد على ضرورة أن يكون المواطن على درجة من الوعي والفهم والكفاءة التي تدعم جهود رجل الأمن في الميدان في تطبيق الأنظمة واحترام الجميع لها، ومن ذلك الاهتمام بتعليمات الدفاع المدني المهمة والتي تكون وقاية لهم من أي حريق أو حادث قد ينتج بدافع الإهمال واللامبالاة في المنزل أو في أي مكان.
ونوه الزميل رئيس التحرير في حديثه خلال الندوة بمشاركة المديرية العامة للدفاع المدني المجتمع الدولي في الاحتفاء باليوم العالمي للدفاع المدني، وإقامة العديد من الفعاليات المتنوعة المواكبة لهذه المناسبة لإيصال رسالته للمجتمع.
الزميل رئيس التحرير متحدثاً خلال الندوة
الفريق العمرو يكرم الزميل تركي السديري
الأبراج تعتمد على نفسها في متابعة السلامة
أوضح الفريق "سليمان العمرو" أنه فيما يتعلق بالأبراج فليس هناك برج يتم تشييده إلاّ بعد عرض كافة المخططات للدفاع المدني؛ للتأكد من وجود متطلبات الإطفاء والسلامة والإنذار ومخارج الطوارئ وفق "الكود الخليجي" المخصص لهذا الغرض، مضيفاً أن أهم شيء في ذلك هو أن يكون كل برج معتمداً على نفسه في عملية متابعة السلامة من حيث مخارج الطوارئ، وفي حال -لا قدر الله- وقع حريق يتدخل المتخصصون لهذا الغرض، مبيناً أنه يدخل الدفاع المدني كجهة مساندة؛ لأن هناك إمكانات وقدرات ووسائل موجودة داخل البرج ومصاعد خاصة للطوارئ لا ينقطع عنها التيار الكهربائي ومعزولة عن الدخان والحريق بحيث يصل هذا المصعد إلى كافة الأدوار، ذاكراً أن هناك فحصاً دورياً من حين لآخر من قبل المختصين في الدفاع المدني لجميع الأبراج للتأكد من سلامتها، وأن المسؤولين فيها ملتزمون بجميع التعليمات بالشكل المطلوب.
وفي سؤال للزميل"محمد الغنيم" حول وجود مصاعب وعدم تعاون من بعض ملاك الأبراج في هذا الجانب، أكد الفريق "سليمان العمرو" على أن لديهم نظام العقوبات يستطيعون من خلاله تحديد نوع المخالفة، وبالتالي تحديد نوع العقوبة التي تُطبق فوراً، مضيفاً أنه إذا تطلب الأمر فإنه من الممكن عرض الموضوع لولي ولي العهد وزير الداخلية، أو إلى أمراء المناطق الذين يحرصون كل الحرص ويهتمون بالسلامة لاتخاذ الإجراءات ضد أي منشأة لا تستجيب لاشتراطات وإجراءات الدفاع المدني، مطمئناً الجميع أن مشروع القطار الذي تم تنفيذه في مكة المكرمة يضم أعلى المواصفات الخاصة بالسلامة، ويتابعه الدفاع المدني منذ الإنشاء حتى انتهائه، مشيرا إلى أن مواصفات قطار الحرمين غير موجودة في الدول الأوروبية ولا في الولايات المتحدة الأمريكية.
التعامل مع مخاطر أنفاق «المترو»
أجاب "الفريق سليمان العمرو" على سؤال الزميل "محمدالغنيم" عن المخاطر التي يمكن أن تحدث في الأبراج، التي بدأت تنتشر في العاصمة الرياض والمدن الكبيرة، ومخاطر الأنفاق التي تمر عبرها شبكة "المترو"، ومدى قدرة أفراد الدفاع المدني الذين هم الآن على مقاعد الدراسة في الكليات والجامعات الأمني للتعامل مع هذه المخاطر المتجددة ؟ وقال: نحن في الدفاع المدني نحرص على التنسيق مع الجهات الاستشارية التي جلبتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وندخل في نقاشات لمصلحة المشروع، وعلى سبيل المثال في مشروع "مترو الرياض" حريصون بأن يلتزم الجميع سواء من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أو جميع الشركات والقطاعات العاملة في المشروع بالجودة، مضيفاً أنهم في الدفاع المدني لديهم حضور كبير في جميع مراحل الإنشاء، ويحرصون على أن يجد المستشارون أشخاصا لديهم علم ودراية، مبيناً أنهم عملوا على تعديل الكثير وإدخال اللمسات المهمة على المشروع، بل ويتابعون كل التصاميم الخاصة بالأنفاق وكأنهم -من خلال سؤالكم- يعيشون هاجس تحليل الأخطار في المديرية العامة للدفاع المدني، ذاكراً أنه فيما يتعلق بالنظرة المستقبلية فنحن والحمد لله مؤمنون بأن الدوام لوجه الله سبحانه وتعالى، والناس يتغيّرون، حيث يتخرج من الدفاع المدني حوالي (100) ضابط متخصص في مجالات الهندسة ومن جامعة الملك سعود، كذلك هناك من يدرس "الدبلوم" العالي في الهندسة الخاصة بالوقاية من الحريق في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1436ه، مشيراً إلى أنهم مازالوا في مرحلة دراسة التصاميم مع المستشارين، حيث وصلوا إلى نسبة (60%)، ويفكرون الآن في كيفية التشغيل، كذلك يعملون على تجهيز الفُرق على رأس العمل، بأن تشترك فيها كل الجهات التنفيدية من ضمنها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض؛ لأن التنفيذيين تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة، فإنهم إذا بنوا مشروعاً من المشروعات يجب عليهم أن يدربوا المتعاملين معها على كيفية التدخل ومدى استعدادهم لذلك.
ما المطلوب؟
الفريق سليمان العمرو:
* يجب أن تكون تدابير السلامة الخاصة بالدفاع المدني متماشية وبشكل متواز مع المشروعات التنموية، حتى يكون الدفاع المدني قريباً ومتابعاً لتفادي المخاطر التي قد تلحق بهذه المشروعات التنموية.
* عدم انشاء مشروعات على المواقع المهددة بالسيول والفيضانات حتى تتم دراستها.
اللواء حمد المبدل:
* لابد من العمل على تفادي المخاطر في جميع مشروعاتنا التنموية اليومية والمستقبلية.
العميد عبدالله الشغيثري:
* لابد من وجود تعاون بين القطاع الهندسي مع قطاع المقاولات والملاك في المنشآت ومع المديرية العامة للدفاع المدني، من أجل تحقيق الهدف السامي وهو توفير الأمن والسلامة لنا ولأجيالنا ولمستقبلنا.
العميد علي الشهراني:
* من أجل وجود تنمية مستدامة يجب أخذ جميع الأبعاد التي قد تكون سبباً للمخاطر في الحسبان.
العقيد د. يحيى الغامدي:
* عندما يشعر المستثمرون أن هناك تنمية بلا مخاطر، فإن ذلك سيؤدي إلى تنمية اقتصادية مزدهرة داخل المملكة.
العقيد عبدالله الحارثي:
*تعزيز التنمية المستدامة بتطوير المستقبل وتأهيله دون أن يؤثر على الأجيال القادمة، ودور الدفاع المدني في ذلك هو المحافظة على القائم من تنمية والاستعداد للمستقبل.
المقدم مبارك العصيمي:
* يجب الاهتمام بالسلوك الإيجابي لدى النشء من خلال المدارس.
المشاركون في الندوة
الفريق سليمان بن عبدالله العمرو مدير عام الدفاع المدني
اللواء حمد بن عبدالعزيز المبدّل مساعد مدير عام الدفاع المدني لشؤون العمليات
العميد عبدالله بن أحمد الشغيثري ​​ مدير الإدارة العامة للسلامة
العميد علي بن عمير الشهراني ​​ مدير الإدارة العامة للحماية المدنية
العقيد د. يحيى دماس الغامدي مدير الإدارة العامة لتقنية المعلومات
العقيد عبدالله بن ثابت الحارثي مدير إدارة الإعلام في الدفاع المدني
حضور الرياض
راشد الراشد
يوسف الكويليت
د. أحمد الجميعة
سليمان العصيمي
سالم الغامدي
محمد الغنيم
خالد العويد
هاني الغفيلي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.