اختلفت الآراء في الأسباب الحقيقية في الهبوط الحاد في اسعار النفط فهناك من يقول انها اسباب سياسية وهذا يعنى ان هناك دول لديها مصالح من انخفاض اسعار النفط للضغط على دول اخرى! واخرون يرون ان السبب الرئيسي هو ارتفاع سعر صرف الدولار. وبعيدا عن هذه الاراء ومن وجهة نظر اخرى تبدأ بمقدمة بسيطة عن كيفية تحديد سعر برميل النفط. طبعاً يتم تحديد سعر النفط من خلال العرض والطلب الفعلي وجزء من التوقعات، وكما الطلب على الطاقة يرتبط ارتباطا وثيقا بالنشاط الاقتصادي لذا كلما كبر النشاط الاقتصادي للدولة زاد الطلب على النفط. ايضا، هناك عوامل اخرى تؤثر على اسعار النفط مثل فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي وفصل الصيف في البلدان التي تستهلك تكييف الهواء كما ان النفط يتأثر بالطقس حيث انه يمنع تحركات ناقلات النفط ومن هذا المنطلق معظم الدول المصدرة للنفط تتوقع زيادة اسعار النفط وتبنى عليها خططها التنموية! ومن اخر جملة يأتي (سهم النفط القاتل)! ان اكبر دولتين استهلاكا للنفط في العالم هما الولاياتالمتحدةالامريكيةوالصين حيث ان الولاياتالمتحدةالامريكية تستهلك 18% من الناتج العالمي اما الصين 10%. ولنبدأ بالصين حيث ان الصين اكبر مصدر للسلع في العالم وثاني اكبر مستهلك للنفط. وعندما نلقي نظرة قريبة على الاقتصاد الصيني خلال الفترة 1978 و 1998 نرى ان الصين كانت في نمو سريع جدا وهذا يعني الاستهلاك في تزايد مما يزيد الطلب! ولكن في السنوات الماضية نجد ان ليس هناك تغير ملحوظ وانما اكتفاء ذاتي وبطء في النمو وهذا يعني ان الاستهلاك قل او ربما توقف عن الزيادة! واما في الولاياتالمتحدةالامريكية فهي دولة منتجة للنفط ولكن ليس لها مصلحة من تصدير النفط فالاستهلاك الداخلي مرتفع لذا تستورده لتغطية الاحتياجات ولكن في السنوات الاخيرة ارتفع انتاج النفط لديها مع انخفاض في استهلاك النفط المحلي! وبما ان الفائض في النفط اصبح في ازدياد سمحت الحكومة الامريكيه للشركات بالتصدير. عدم الزيادة في استهلاك الصين للنفط وتصدير الولاياتالمتحدة للنفظ ادى الى فائض في العرض وهذا الفائض سبب نزول اسعار النفط حيث ان السوق غير متوازن كما السابق! في العادة عندما يحدث مثل هذه الاختلال في السوق تقوم الدول المصدرة للنفط بخفض انتاجها ليتحقق التوازن ويستقر السعر. ولكن الوضع اختلف حيث في 27 نوفمبر عقد اجتماع في فيينا لمنظمة الدول المصدره للنفط والتي تسيطر على %40 من السوق العالمي بشأن وضع قيود لانتاج النفط ومحاولة لاستقرار السوق ولكن الاجتماع فشل في الوصول الى اتفاق! مما سبب نزولا حادا في اسعار النفط. بخصوص الآثار السلبية، كل الدول سوف تتأثر ولكن متفاوتة في درجة الضرر فمثلا الدول المصدرة مثل روسيا، وايران اكبر متضرر حيث ان توقعاتهم الاقتصادية بنيت على ارتفاع سعر برميل النفط واما الدول الاخرى في مأمن حيث ان احتياطاتها تمتص الصدمة. واما بخصوص الدول المستهلكه فعلاقة الدولار بالنفط ربما لها تأثير فكلما هبط سعر النفط ارتفع سعر صرف الدولار.