قطف التين من قمة العشرين (2)

تَكلَّمتُ بالأَمس؛ عَن نَشأة دوَل العِشرين الاقتصَاديَّة، ولَن أُعدِّد الدّوَل هُنَا، لأَنَّهَا مَوجودَة فِي عُهدة الشّيخ «جوجل»، وهَذه العِشرين تَحضر كُلّ سَنَة، وقَد كَانَت فِي البِدَايَات مَحصورَة عَلَى: وزرَاء المَاليَّة والاقتصَاد، ثُمَّ أَصبَحت تُقَام؛ عَلَى مُستوَى القِيَادَات والرُّؤسَاء والملُوك، كَمَا يَحضر القِمَم مَدعوّون دَائِمُون، إمَّا بصِفةِ دَولَة، أَو مُنظَّمَة، فمَثلًا دُعيت مِصر مِن قَبْل، ودُعي البَنك الدَّولي، ودُعي الاتِّحَاد الإفرِيقي، إلخ..!
أمَّا القَضَايَا التي تُسيطر عَلَى أَعمَال قِمم العِشرين، فهي نَوعَان:
النّوع الأوّل: القَضَايَا المُتوَاردَة «المُستمرَّة»، مِثل النّمو الاقتصَادي المُتوَازن والمُستدَام، وتَعزيز التِّجَارَة والاستثمَارَات، والتَّنميَة المُستدَامَة، وخَلق فُرَص العَمل، ومُكَافَحَة الفَسَاد، إلخ..!
النّوع الثَّاني: القَضَايَا المُستجدَّة، مِثل الاقتصَاد الرَّقمي، والتَّعليم، والصحَّة، وقَد سُررتُ كَثيرًا؛ أنَّهم أَضَافُوا مُستقبَل التَّقَاعد؛ لأَجندة أَعمَالهم، لأنَّ المُتقَاعدين فِي العَالَم كُلّه؛ مَازَالُوا كَفَاءَات مُعطّلة..!
وطَريقة العَمَل فِي قِمم العِشرين، تَتَّخذُ ثَلَاث مَسَارَات:
الأوّل: المَسَار المَالِي، ويُشكِّل 30% مِن الاجتمَاعَات، ويُنَاقش القَضَايَا الاقتصَاديَّة والمَاليَّة..!
والثَّاني: مَسَار مَجموعة التَّواصُل، ويُمثِّل 20% مِن الاجتمَاعَات، ويَدور حَول الحوَار مَع المُجتَمَع المَدني..!
والثَّالِث والأَخِير: مَسَار الشَّرْبَا، ويُمثِّل 50% مِن الاجتمَاعَات، ويَدور حَول القَضَايَا التَّنمويَّة والاجتمَاعيَّة..!
حَسنًا. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: يَتطلَّع النَّاسُ -دَائِمًا- إلَى قمّة العِشرين كخَارطةِ طَريق، تَرسم للمُجتمَع الدَّولي أَحلَامه المَاليَّة، وتَطلّعَاته الاقتصَاديَّة، وهَا هي الأَنظَار تَتَّجه إلَى طُوكيو، التي تَستَضيف مَجموعة ال20، وتَزدَاد تَطلّعات النَّاس الحَالمين؛ حِينَ يَعلَمون أنَّ القمّة ستُدار بعَقليَّة يَابَانيَّة..!!