حوطة سدير مدينة تقع شمال العاصمة الرياض بحوالي 150 كم، على ضفاف وأدي الفقي المعروف حالياً (بوادي سدير)، كانت تسمي قديماً (الحائط) التابعة لبلد القارة المشهورة بقارة صبحا، حسب ما ذكر الهمداني في صفة جزيرة العرب (والفقي لآل حماد من تميم، والحائط لبني تميم) (1). وإذا أردنا دراسة الناحية العلمية في هذا البلد، فلابد من التطرق عن قارة صبحا والتي كانت حوطة سدير امتداداً لها بعد خراب القارة بسب الحروب والأوبئة وغيرها من الظروف الأخرى، مما أدى إلى انتقال أهلها إلى الأمكنة القريبة منها ونشوء العديد من البلدان حولها مثل الحوطة ومقبلة والجنوبية والجنيفي والعطار والحصون (2)، وغيرها من الأمكنة الأخرى في شبه الجزيرة العربية. وحيث أن المصادر والمراجع سطرت الكثير من الأحداث التاريخية عنها، إلا أننا نجد أنها لم تعط حقها من الناحية العلمية، والتي تعتبر فيها بلد القارة من محطات العلم في منطقة نجد بالإضافة لبلد العيينة وأشيقر. ودل على ذلك ما توفر لدينا من صور وإطلاع على مخطوطات ووثائق محلية ومعالم طبيعية تدل على ثراء الحركة العلمية فيها، ونذكر منها إشارات وبإيجاز وذلك من خلال ذكر بعض العلماء فيها كالتالي: 1- الشيخ أحمد بن محمد بن جمعه بن سيف بن أحمد بن مانع التميمي، نسباً القاري بلداً الحنبلي مذهباً والذي وجد له العديد من التملكات على بعد الكتب الفقهية، وهو من علماء القرن العاشر الهجري (3). 2- الشيخ إسماعيل بن رميح بن جبر بن عبدالله بن حماد بن عريض بن محمد بن عيسى بن عرينة التيمي، القاري بلداً الحنبلي مذهباً. صاحب المجموع المشهور (مجموع بن رميح) والمسمي التحفة، وجد له العديد من الوثائق والخطب ومنها الخطبة المشهورة التي ألقاها على أهل القارة بعد الحرب التي حصلت فيها نهاية القرن العاشر الهجري. وذكر الشيخ عبد الله بن بسام وفاته في حدود سنة 970ه. (4) . 3- الشيخ حسين بن علي الضبيب لقباً الوهبي نسباً القاري بلداً وهو من آل محمد من الوهبة من بني حنظلة من قبيلة بني تميم من علماء القارة، نسخ العديد من الكتب منها كتاب نسخ سنة 1109 للهجرة حسب ما أشار إليه الشيخ عثمان بن منصور الناصري التميمي في كتابته لإحدى وصايا أحفاد الشيخ حسين. هذا وتوفي في سنة 1110 للهجرة. (5). - ونجد في نهاية القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر أصبحت بلد الحوطة محطة رحال لطلبة العلم، ومن المشاهير العلماء الذين استقروا في البلد فترة من الزمن لطلب العلم: 1- الشيخ عجلان بن منيع بن سويلم الحيدري درس على يد الشيخ فوزان بن نصر الله وللشيخ عجلان بعد الكتب التي نسخها ومنها كتاب شرح الإقناع والذي نسخه سنة 1113 للهجرة وقد اطلع عليه ابن عيسى عند الشيخ أحمد بن عبيد في بلد جلاجل. وله أيضاً كتاب نسخه في حوطة سدير سنة 1136 للهجرة وأيضاً له تهميشات على كتاب (المجموع فيما هو كثير الوقوع) للشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آبابطين المتوفى سنة 1121 للهجرة، حسب ما أشار لذلك الشيخ إبراهيم بن عيسى. (6) 2- الشيخ محمد بن حمد بن عباد العوسجي البدراني الدوسري، ولد في بلد البير من إقليم المحمل، وطلب العلم على يد الشيخ فوزان بن نصر الله والشيخ عجلان بن منيع الحيدري، نسخ العديد من الكتب منها شرح المنتهى سنة 1134 للهجرة في حوطة سدير وتوفي سنة 1175 للهجرة. وغيرهم من العلماء الذين قدموا من بلدان سدير والأقاليم المجاورة ومن هؤلاء الشيخ محمد بن عبدالله بن حمد بن طراد الدوسري والذي قد رحل أولاً إلى الشام ودرس على يد الشيخ محمد السفاريني النابلسي وابن القهرمي البطريق ثم طلب العلم في حوطة سدير واستقر فيها وتولى القضاء وتوفي فيها سنة 1225 للهجرة، وله العديد من الوثائق والأحكام، حسب ما ذكر ابن عيسى في مجموعه. - الأسر العلمية في حوطة سدير: هناك العديد من الأسر والتي خرج منها أفراد تميزوا بطلب العلم ونسخ الكتب الدينية من فقه وغيره وكتابة الوثائق المحلية. ومن هذه الأسر: (آل منقور، آل نصرالله، آل رميثة، آل منيف، آل مهيدب، آل الشيخ منصور، آل جريوي، آل حسين). وأيضاً هناك بعض الأسر التي استقرت فترة من الزمن لطلب العلم في الحوطة من البلدان المجاورة مثل أسرة الغرشي والذي لهم أملاك وأوقاف فيها ومنها مسجد الشيخ عثمان بن علي الغرشي من آل صبيح البدراني الدوسري والذي بني في فترة الإمام فيصل بن تركي، وأيضاً ابناء عمهم أسرة الفهيد والذين درس العديد منهم في الحوطة على الشيخ عثمان بن منصور الناصري التميمي قاضي الحوطي المتوفى سنة 1282 للهجرة وغيره من العلماء. وهناك أيضاً أسرة الشيخ محمد بن عبدالله بن إسماعيل آل علي والذين قدموا من بلد الغاط بأمر الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري قاضي سدير فترة الإمام عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ليصبح إماماً للمسجد الجامع ومعلماً لأهلها وكاتباً لوثائقها ومن بعد أبناؤه. - آل منقور ومنهم الشيخ أحمد بن محمد بن احمد بن حمد بن محمد المنقور، التميمي نسباً والحنبلي مذهباً والنجدي بلداً، هكذا بخطه ولد الشيخ سنة 1076 للهجرة في بلده حوطة سدير وقد اجتهد في طلب العلم على عدة علماء من أشهرهم الشيخ عبد الله بن محمد بن زهلان، وله العديد من المؤلفات منها مجموع الشهير (الفواكه العديدة والمسائل المفيدة)، وأيضاً (جامع المناسك الثلاثة الحنبلية) والذي جمع فيه مناسك كل من المشايخ منصور البهوتي وابن أخته محمد الخلوتي ومحمد بن بلبان الخزرجي، رحمهم الله تعالى. وتوجد نسخة من هذا الكتاب بخط الشيخ محمد بن عيسى بن عبيد كتبت سنة 1209 للهجرة وهو من علماء بلد جلاجل بسدير، والذي ذكره الشيخ محمد بن مانع بقوله في مقدمة المنسك المطبوع (المصنف رحمه الله معروف بالثقة والمشايخ النجديون يعولون على نقله ويعتمدون عليه) وتاريخه المشهور بتاريخ بن منقور وقد توفي الشيخ أحمد سنة 1125 للهجرة وخلف عدداً من أبنائه وأحفاده من طلبة العلم ومنهم ابنه الشيخ إبراهيم الذي درس على يده وتولى القضاء في بلد حوطة سدير وفي سنة 1170 للهجرة استلحق الإمام محمد بن سعود إلى الدرعية، وثم ثبته قاضياً في بلده وتوفي سنة 1175ه في مرض (أبو دمغة) وله العديد من المراسلات العلمية مع العلماء مثل الشيخ عبدالوهاب بن سليمان بن علي بن مشرف التميمي والد مجدد الدعوة الإصلاحية محمد بن عبدالوهاب، وله العديد من الخطوط في بلده. ومنهم أيضاً الشيخ حمد بن إبراهيم بن أحمد المنقور حفيد العالم المشهور والذي له بعض الخطوط ومن أحفادهم أيضاً الشيخ حمد بن عبد المحسن المنقور من كتاب الوثائق في الحوطة في فترة الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. - آل نصرالله تنتسب أسرة آل نصرالله بحوطة سدير إلى ذرية الشيخ فوزان بن نصر الله بن محمد بن عيسى بن محمد بن عيسى بن صقر بن مشعاب من المشاعيب من بني ثور من بني تميم نسباً والسبيعي حلفاً. ولد الشيخ فوزان في بلدة عنيزة من إقليم القصيم وبعد حصول الحروب في البلدة انتقل الشيخ إلى أشيقر ودرس على يد علمائها، وبعد ذلك انتقل إلى حوطة سدير واستقر فيها وتولى القضاء فيها و التعليم ووفد إليه بعد طلبه العلم للدراسة على يده وتوفي سنة 1149 ه نسخ بعض الكتب في الفقه الحنبلي وله العديد من الوثائق والأحكام والفتاوى. وخلف عدداً من الأبناء والأحفاد من طلبة العلم نذكر منهم بإيجاز كلاً من: أ?) الشيخ نصر الله بن فوزان بن نصر الله، درس على يد والده الشيخ فوزان وعلى علماء إقليم سدير ثم بعد ذلك طلب العلم في الزبير والبصرة ودرس على علمائها ونسخ بعض الكتب منها كتاب (مختصر التحرير) للشيخ محمد بن احمد الفتوحي سنة 1137 ه حسب ما أشار ابن عيسى في مجموعه. ب?) الشيخ حمد بن نصر الله، درس على يد والده والشيخ إبراهيم بن أحمد المنقور وابن طراد وانتقل إلى أشيقر لطلب العلم. ج) صالح بن حمد نصر الله قاضي، بلده القطيف في عهد الإمام تركي بن عبدالله المتوفى سنة 1248ه د) الشيخ محمد بن حمد بن نصر الله من أشهر تلاميذ الشيخ عثمان بن منصور التميمي نسخ له العديد من الكتب وله العديد من الوثائق والخطوط، عمل في بيت المال في حوطة سدير ومن زملائه في الدراسة الشيخ عثمان بن بشر صاحب عنوان المجد. وايضاً هناك أخوته كل من عبدالله وعبدالمحسن وعبدالرحمن من كتاب الوثائق في الحوطة. ه) أبناء الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن حمد بن نصر الله بن فوزان بن نصرالله وهم الشيخ محمد والشيخ صالح ممن تولوا إمامة مسجد سلطان والجامع ومن كتاب الوثائق ومن أبنائهم الشيخ إبراهيم وعبد الكريم أبناء الشيخ صالح بن عبدالرحمن بن نصر الله من طلبة العلم والذي توفي من عدة سنوات. (7) وفي الختام أشكر كل من ساهم بإمدادي بمعلومات وصور ومخطوطات ووثائق محلية وأخص بذلك الشيخ عبدالكريم بن محمد المنقور والأستاذ عبدالله بن ناصر العبيد. وأرجو من لديه أي معلومات أو إضافة مما جاء في المقال تزويدي بذلك. * ص. ب:240900 الرمز البريدي : 11322 الرياض