تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري في قطاع غزة، عبر أوامر إخلاء متسارعة تستهدف المدنيين في مدينة غزة، بالتزامن مع استهداف المباني الشاهقة، في وقتٍ يشهد القطاع مجاعة غير مسبوقة وفق تقارير الأممالمتحدة. ويصف مراقبون هذه الخطوات بأنها مسعى ممنهج لإفراغ المدينة من سكانها، تحت ذريعة توفير «مناطق إنسانية» في الجنوب. وبينما يواجه سكان غزة التهجير والمجاعة والاستهداف المباشر، يتضح أن إسرائيل تواصل إدارة الحرب بمنطق المساومات السياسية، في حين يدفع المدنيون الثمن الأكبر. موقف مصري وعلى الصعيد الإقليمي، دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إسرائيل إلى التجاوب مع مقترح المبعوث الأمريكي لوقف إطلاق النار، مشددًا على أن استمرار الحرب يفاقم المجاعة ويعرض المدنيين لمخاطر كارثية. وأوضح أن مصر مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة فور إعلان الهدنة، ضمن الخطة العربية – الإسلامية التي أُقرت في القاهرة. وحذر كذلك من خطورة استهداف وكالة «الأونروا»، مؤكدًا أن تقويض عملها يمثل سابقة خطيرة تمس القانون الدولي وتضر بثقة المجتمع الدولي في المؤسسات الأممية. كما شدد على أن استخدام التجويع كسلاح لا يمكن أن يُمرر دون محاسبة. كارثة أعمق وأعلن الجيش الإسرائيلي أن منطقة المواصي في خان يونس ستكون «منطقة آمنة»، داعيًا سكان غزة إلى الانتقال إليها عبر ممر مخصص دون تفتيش. غير أن الأممالمتحدة أكدت أن هذه الخطوات أحادية الجانب ولم تُنسق مع المجتمع الإنساني، محذرة من أن عمليات التهجير القسري ستقود إلى كارثة إنسانية أعمق، خاصة أن السكان يفتقرون للقدرة على التنقل أو أماكن بديلة للإيواء. استهداف متواصل ورغم مزاعم توفير مناطق محمية، استمرت الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة، حيث قُتل 15 شخصًا بينهم أسرة كاملة في مخيم الشاطئ للاجئين، فيما طالت الضربات محيط مستشفى ناصر في خان يونس، الذي يضم آلاف النازحين. وكانت إسرائيل قد قصفت المستشفى نفسه الأسبوع الماضي ما أسفر عن مقتل 22 شخصًا، بينهم الصحفية مريم دقة. كما أصدرت تل أبيب تحذيرات بإخلاء برجين شاهقين في غزة، بزعم استخدام حماس لمرافق داخلها، وذلك بعد يوم من تدمير برج آخر من دون تقديم أدلة ملموسة. رفض فلسطيني ويرفض كثير من سكان غزة مغادرة منازلهم رغما عن شدة القصف والتحذيرات الإسرائيلية، حيث تقول أم هيثم، وهي إحدى النازحات داخليًا: «إلى أين سنأخذ أطفالنا ومرضانا؟ يطلبون منا فقط الانتقال من مدينة لأخرى وكأننا بلا جذور». هذا الرفض الشعبي يعكس إدراك الفلسطينيين أن التهجير الجديد يندرج ضمن سياسة إفراغ غزة من سكانها الأصليين. رهائن واحتجاجات وفي المقابل، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطاً داخلية متزايدة من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة. فقد اتهمت هذه العائلات حكومته بعدم إعطاء الأولوية لأبنائهم، بينما أبدت امتنانها للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ومبعوثه ستيف ويتكوف لجهودهما في دفع مسار المفاوضات. إلا أن فرص التوصل لوقف إطلاق نار دائم ما تزال بعيدة، مع تمسك إسرائيل بإطالة أمد العمليات العسكرية وربط أي صفقة بتحقيق أهدافها الاستراتيجية. • إسرائيل توسع أوامر الإخلاء وتستهدف المباني الشاهقة، ما يفاقم معاناة سكان غزة وسط المجاعة. • الفلسطينيون يرفضون التهجير القسري رغم المخاطر، فيما تتصاعد الضغوط الداخلية على حكومة إسرائيل بسبب ملف الرهائن. • مصر تدعو إلى قبول الهدنة وتُحذر من خطورة التجويع واستهداف الأونروا، مؤكدة استعدادها لقيادة جهود الإعمار