واصل الطيران الإسرائيلي، أمس (السبت)، حملته العسكرية في قطاع غزة، مستهدفاً برجاً سكنياً من 15 طابقاً غرب المدينة، في إطار الهجمات التي تهدف للسيطرة على أكبر معاقل حركة حماس. وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام بتدمير برج"السوسي" المقابل لمقر الأممالمتحدة في شارع الصناعة بحي تل الهوا جنوب غربي غزة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن البرج كان يُستخدم من قبل حماس كنقطة مراقبة، وأرسل تحذيرات عاجلة لسكان برج "الرؤيا" والنازحين في الخيام المجاورة بإخلائها فوراً قبل الاستهداف. وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة 6 حالات وفاة جديدة خلال 24 ساعة، بينهم طفل، بسبب المجاعة وسوء التغذية، ليصل إجمالي ضحايا التجويع إلى 382 شخصاً، من بينهم 135 طفلاً. وحذرت الوزارة من تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، داعية المجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة إلى التدخل الفوري. ودعا الجيش الإسرائيلي سكان شمال قطاع غزة إلى الانتقال إلى"منطقة إنسانية" جنوباً، مزودة بمستشفيات ميدانية وإمدادات غذائية وخطوط مياه، تحسباً لهجوم بري محتمل. تأتي هذه التحركات في إطار سعي إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة، التي يقطنها نحو مليون نسمة، وسط تحذيرات الأممالمتحدة من"كارثة وشيكة" في حال شن هجوم واسع النطاق. وفي سياق متصل، أكدت وكالة الصحافة الفلسطينية مقتل 13 شخصاً وإصابة آخرين منذ فجر السبت، جراء الغارات الإسرائيلية، بينهم ثلاثة فلسطينيين قتلوا قرب مركز مساعدات جنوب غربي خان يونس. وكان الجيش الإسرائيلي قد دمر برجاً في المدينة، أمس الأول الجمعة، ضمن حملة لاستهداف المباني الشاهقة المتهمة باستخدامها حماس. وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها الشديدة للتصريحات الإسرائيلية حول تهجير الفلسطينيين، معتبرة استمرار الحصار واستخدام التجويع"انتهاكاً جسيمًا للقوانين الدولية والمعايير الإنسانية". وشددت المملكة على دعم الأشقاء في مصر، وضرورة تدخل المجتمع الدولي وفرض حماية للشعب الفلسطيني، فضلاً عن العمل على تحقيق حقوقه المشروعة في دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وفي خطوة دبلوماسية، طالب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إسرائيل بالاستجابة لمقترح مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لإيقاف التصعيد في غزة وإطلاق سراح المحتجزين. وأوضح عبد العاطي خلال اتصالاته مع ويتكوف أن المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المحتجزين يمثلان شرطاً أساسياً لوقف النار، مشيراً إلى استعداد مصر لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، وفق الخطة العربية – الإسلامية المعتمدة في القمة العربية بالقاهرة في مارس الماضي. وشدد عبد العاطي على دعم مصر الكامل لوكالة"الأونروا" في تقديم الإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، محذراً من أي محاولات إسرائيلية لتقليص خدماتها أو نقلها لجهات أخرى، لما لذلك من تأثير سلبي على الالتزام بالقانون الدولي والمبادئ الإنسانية.