تملك المراهقة الصينية المعروفة باسم مستعار «تي إل» قدرة نادرة على تذكر تفاصيل حياتها بدقة مدهشة، لتصبح واحدة من أقل من مئة شخص في العالم يعانون حالة فرط التذكر أو «ذاكرة السيرة الذاتية المتفوقة». وتستعيد «تي إل» أحداثًا قديمة بتفاصيل دقيقة، وتُعيد عيش مشاعرها وكأنها تحدث في الحاضر. وتصف الباحثة فالنتينا لا كورتي، من جامعة باريس سيتي، أن هؤلاء الأشخاص يفهرسون ذكرياتهم وفق التواريخ، ما يمنحهم شعورًا قويًا بالاستمرارية وإعادة التجربة. وتكشف «تي إل» عن هذه القدرة منذ طفولتها، لكنها تتعرض للتشكيك من أصدقائها، فاحتفظت بسرها حتى سن السادسة عشرة، قبل أن تقرر في عمر السابعة عشرة مشاركة قصتها مع العلماء. وتتمكن أيضًا من تخيل أحداث مستقبلية لم تمر بها بعد، لكنها تشعر وكأنها حدثت بالفعل. وتساعد هذه الحالة الباحثين على فهم كيفية تشفير الدماغ للذكريات أو استرجاعها أو حتى صعوبة التخلص منها. ويصف بعض المصابين بفرط التذكر تجاربهم بأنها مرهقة، إذ يتدفق سيل الذكريات بلا توقف وبصورة تلقائية لا يمكن السيطرة عليها، ما يجعل الذاكرة الاستثنائية هبة وفي الوقت نفسه عبئًا.