لا إله إلا الله المتفرد بالبقاء، المقدِّر لخلقه كله الفناء و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } بهذه الكلمات بدأ الشعب السعودي يومه أمس عندما أعلن الديوان الملكي نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- طيب الله ثراه - الفهد الذي سجل له التاريخ الإسلامي والعربي والعالمي ما لا يفعله إلا الأبطال من مواقف يصعب حصرها في هذا الحيز الضيق. الفهد.. الذي قال وفعل، ووعد وأوفى، في الحرب والسلم. الملك الذي اختار خدمة الحرمين الشريفين لقباً عن سائر ألقاب الملوك وكان خادماً لها بجهده وماله. الملك الذي يعجز البيان عن حصر إنجازاته قبل وبعد توليه الحكم في بلادنا الطاهرة. الملك الذي قدم للأمتين العربية والإسلامية ما يشهد به الأعداء قبل الأصدقاء. الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، هذا الاسم الكريم سيسجله التاريخ الحديث بحروف من ذهب وسطور من نور؛ إذ يشهد العالم كله أن فهد بن عبدالعزيز كان المنقذ للأمة كلما تأزمت أحوالها، وهو القائل شعراً قبل أكثر من نصف قرن: حنا هل العوجا ولابه مراوات شرب المصايب مثل شرب الفناجيل والكل يشهد بصدق هذا البيت بعد أن ترجمه الراحل العظيم أعمالاً جليلة في حياته الحافلة بجلائل الأعمال، جعلها الله في موازين حسناته وأسكنه في عليين مع سيد البشر- صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الأبرار رضوان الله عليهم أجمعين. أيها الراحل العظيم إلى ضيافة رب كريم، وفقك للأعمال الخيرة في حياتك ونسأله جل وعلا أن يتغمدك بواسع رحمته بعد وفاتك وسيبقى الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية) تفخر بك، وتدعو لك بالرحمة والمغفرة وكلها اليوم تردد (اللهم اجعله في عليين برحمتك وعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين). آخر الكلام للأمير فهد بن سعد يرد على قصيدة لخادم الحرمين الشريفين أوردت أحد أبياتها آنفاً وسنورد القصيدتين كاملتين في عدد قادم إن شاء الله. ما أنتب رخيص ياربيع القرابات لو هي بالأيدي كان دونك حلاحيل ترى لنا بك يا فتى الجود هقوات في وقتنا الحاضر وباللي مقابيل وقد تحققت (هقوات) الأمير فهد بن سعد وكثيرون غيره في تميز الفهد منذ سن الإدراك إلى أن اختاره الله إلى الرفيق الأعلى بإذن الله. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }