إن الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى جمهورية السودان الشقيقة خلال الفترة القليلة الماضية كانت لها دلائل كثيرة، فقد كانت إلى بلد حباه الله بخيرات كثيرة من أرض ورجال نذروا أنفسهم لترك الماضي والعمل على بناء مستقبل واعد لكل السودان من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه لأن هذا الواقع الحي الذي يعيشه السودان يجعل المواطن العربي المسلم يدرك أن الوطن العربي الكبير من محيطه إلى خليجه هو بلد واحد وشعب واحد، كيف لا وهو يدين بدين واحد هو الإسلام ويتكلم بلغة واحدة هي العربية، وهذا ما يقرب هذه الشعوب للوحدة والتلاحم، لذلك سعى الاستعمار في فترة مضت إلى تفتيتها واضعافها من مبدأ أن الاتحاد قوة والتفتت ضعف، وسيظل هذا البلد الشقيق بإذن الله (سلة الغذاء) للوطن العربي وأمنه الغذائي بما حباه الله من رقعة زراعية واسعة وتوفر مياه عذبة من نهر النيل العظيم، والمتمعن في زيارة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف رجل الأمن الأول وما حظي به من استقبال رسمي وشعبي منقطع النظير يدرك مدى ما يكنه الشعب السوداني من أقصاه إلى أقصاه من محبة وتقدير لهذا الرجل الذي نذر نفسه للقيام بالأمن وتوطيده في جميع أركان الوطن العربي الكبير لعلم سموه أن الأمن أكبر نعمة أنعمها الله على بني البشر بعد الدين الإسلامي الحنيف لقوله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}. كما أن الإخوة السودانيين كغيرهم من الذين يقيمون على ثرى هذه الأرض المباركة مأوى أفئدة الناس لم يعهد منهم كما قال صاحب السمو الملكي أي مشاكل أو إثارة للعنف طوال تواجدهم في المملكة، بل كانوا خير سفراء لبلدهم. ومما يلفت الأنظار ما قوبل به أميرنا المحبوب من استقبال رسمي وشعبي منقطع النظير وهذا ليس بمستغرب على الأشقاء في جمهورية السودان، ولكن الذي حصل هو تقدير واضح وصريح لما لهذا الرجل من مكانة عظيمة في قلوب جميع المسلمين لدوره الرائد في مجال الأمن ومكافحة الجريمة بجميع أشكالها، فالأوسمة التي حصل عليها والشهادات العليا تدل على تقدير المجتمع الدولي لمكانة هذا الرجل ورجال أمنه الأبطال والمواطنين الكرام في المملكة العربية السعودية بلد الأمن والأمان الذين أخذوا على عاتقهم الدفاع عن هذا البلد بكل ما أوتوا من قوة معتمدين على الله ثم على قدرات رجال الأمن الأوفياء الذين سخّرت لهم حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني كل الإمكانات التي أمر الله بها بقوله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}والتصدي بكل حزم لمن تسوّل له نفسه العبث بهذا الأمن الذي أصبح لا يفارق بحمد الله مسمّى المملكة العربية السعودية منذ أن أسسها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز. المواطن السعودي يقولها بكل افتخار كما قال سيدي ان رجال الأمن تصدّوا للعابثين وهم قلة بحمد الله بصدورهم ولم يُصب أحد في مؤخرته وهذا يدل على التضحية والفداء فإما أن يعيش سعيداً وإما أن يموت شهيداً. فما اجمل هذه الكلمات النورانية النابعة من قِبَل رجل مؤمن بالله رباً والإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً هذا الرجل الذي رُبّي على العقيدة الصحيحة التي تكن لجميع بني البشر كل احترام وكل تقدير (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)، جاعلين من يعيش على ثرى هذا الوطن العزيز بدينه ثم برجاله مواطنا كريما له ما لنا وعليه ما علينا ولكن ما نقول إلا زادك الله حباً يا أمير الأمن والأمان وزادك رفعة وعزاً أينما حللت وأينما ارتحلت.