الحديث عن الرجال أمانة تاريخية كبرى يتهرب من حملها المنصفون حتى لا ينتقص حق من يستحق ويعطى حقه من التقدير والوفاء لمن لا يستحق.. ولذلك فإن الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- يعني الحديث عن رجل دولة من الطراز الأول.. وهو في نفس الوقت يمثل دولة في رجل بكل معطيات تاريخها وإنجازاتها، حيث يتبادر إلى الذهن عندما يذكر اسم نايف -رحمه الله- أن الحديث هو عن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، لأنه ارتبط اسمه بفعله في حياة المواطن السعودي والمقيم على ثرى هذه الأرض المباركة أو الوافد إليها.. وكيف لا يكون ذلك والكل عاش بفضل الله ثم بفضل يقظة عين الأمير الساهر على أمن عيون تنام بأمن وأمان.. وعيون تتعلم وتعيش وتتاجر وتسافر وهي آمنة على أمنها وأمن أملاكها وممتلكاتها في جو عام شكل مناخاً أمنياً منقطع النظير ساد به بعد فضل الله الرخاء والنماء والازدهار للمجتمع السعودي.. هذا عندما يكون الحديث عن نايف بن عبدالعزيز المسؤول والذي كان الأمين على أمن شعب هذا البلد الأمين.. قبلة المسلمين ومنطلق رسالة الإسلام إلى العالمين. أما إذا انتقلنا إلى الجانب الإنساني في شخصية هذا الرجل فإن العبارات تعجز عن سرد ما تمتع به نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- من صفات وسمات إنسانية رفيعة تقرأ من خلالها عظمة رجل أنجب هذا الرجل وحمل صفاته القيادية التي عرف بها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل مؤسس هذا الكيان العظيم وموحد شتات هذه الأمة التي بجهده بعد الله تحول ضعفها إلى قوة وفرقتها إلى وحدة وجهلها إلى علم ومعرفة، فأصبحوا إخوة متحابين وما كان لذلك أن يكون لولا توفيق الله وصلاح وإنسانية ذلك الموحد الذي أنجب رجالاً عظماء نتحدث في مقامنا هذا عن واحد من أبرزهم في تاريخ هذه الدولة العظيمة سجل بفعله وخلقه نموذجاً مشرفاً لإنسان هذه الأرض المباركة وتاريخها العظيم ورجالها الأوفياء جمع صفات عديدة، حيث تميز -رحمه الله- برجاحة العقل، ونقاء الضمير، وسداد الحكم، وعمق الرؤية، وإنسانية المشاعر، ونقاء الشعور وكان -رحمه الله-، صادقا في قوله.. لا يخاف إلا خالقه ولا يتصنع ما يخالف خلقه.. جمع بين العلم والحلم والحزم وتحلى بكل صفة منها في كل ما يناسبها بدون تكلف ولا تصنع.. يهابه الظالم ويرى فيه النجدة كل مظلوم.. قائد محنك يسبق فعله قوله.. إذا تحدث يأسرك حديثه ولا يعتريك الملل مهما تحدث.. حكيم في قوله صادق في فعله.. وقد أعطاني شرف القرب من سموه في أن أرصد عن قرب أمثلة من أعمال وعطاءات وسيرة هذا الرجل رحمه الله لأذكرها تسجيلاً للحقائق.. وهي حقائق لا تغيب عن كل من عرف الأمير نايف.. ولكنها تبين الخصائص النبيلة لهذا الرجل النبيل.