عقوق الوالدين هو الخروج عن طاعتهما ومخالفة أمرهما والإساءة إليهما بل إن عقوقهما من أكبر الكبائر ومن أعظم الأمور المنكرة وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ببرهما والإحسان إليهما وهذا حق من حقوقهما علينا وفرض يؤكده العقل وتحتمه المروءة وحينما أمرنا الله أن لا نعبد غيره ولا نشرك به قرن أمره بالإحسان إلى الوالدين لعظم حقهما قال تعالى في كتابه الكريم {وّاعًبٍدٍوا الله وّلا تٍشًرٌكٍوا بٌهٌ شّيًئْا وّبٌالًوّالٌدّيًنٌ إحًسّانْا} وقال {وّقّضّى" رّبٍَكّ أّلاَّ تّعًبٍدٍوا إلاَّ إيَّاهٍ وّبٌالًوّالٌدّيًنٌ إحًسّانْا إمَّا يّبًلٍغّنَّ عٌندّكّ الكٌبّرّ أّحّدٍهٍمّا أّوً كٌلاهٍمّا فّلا تّقٍل لَّهٍمّا أٍفَُ وّلا تّنًهّرًهٍمّا وّقٍل لَّهٍمّا قّوًلاْ كّرٌيمْا (23) وّاخًفٌضً لّهٍمّا جّنّاحّ الذٍَلٌَ مٌنّ الرَّحًمّةٌ وّقٍل رَّبٌَ ارًحّمًهٍمّا كّمّا رّبَّيّانٌي صّغٌيرْا} ومهما بالغ الإنسان في عبادة ربه وأكثر من الأعمال الصالحة فلا ينفعه ذلك مع عقوقه لوالديه وقال رسولنا الكريم ثلاثة لا ينفع معهن عمل «الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من الزحف» رواه الطبراني. وقد جعل الله شكره على نعمه مقروناً بشكر الوالدين فقال في محكم كتابه {أّنٌ اشًكٍرً لٌي وّلٌوّالٌدّيًكّ إلّيَّ المّصٌيرٍ} [لقمان: 14] فحقهما لا يوفيه شكر ولا يحصبه ذكر فطالما تعبوا من أجلنا وكافحوا لإسعادنا وسهروا الليالي تلو الليالي حول مضاجعنا وأن تلين لجنوبنا وأحيانا ينتابهم القلق إذا ما بدا علينا شيء من الملل أو الحمى فلا يجد النوم إلى جفونهم سبيلا حتى يستولي علينا الكرى وكم جاعوا لنشبع وجادوا بالشيء وهم أحوج ما يكونون إليه لنسعد وتزداد بهجتنا فهل بعد هذا يكون حقهم الإساءة إليهما وهجرانهما وعدم مساعدتهما إذا ما احتاجا إلى شيء من أمور الدنيا وهذا لا يساوي جزءا يسيراً مما بذلاه لنا حينما كنا صغاراً ضعفاء عاجزين فكانا أرحم الناس بنا بجهودهما ورعايتهما لنا فهل بعد هذا نعقهما؟