أثنى سياسيان اردنيان بارزان على مبادرة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وأجمعا على ان المبادرة التي تستهدف وضع نهاية تاريخية للصراع العربي الإسرائيلي جاءت في الوقت المناسب وأكدا على أهميتها من حيث اعتبارها رسالة سلام عربية جادة وفاعلة موجهة للرأي العام العالمي والأمريكي والأوروبي والاسرائيلي على وجه الخصوص وأكدا ضرورة دعم العرب جميعاً. وأكد السيدان طاهر المصري رئيس الوزراء ا لأردني الأسبق وعبدالهادي المجالي، رئيس مجلس النواب الأخير في تصريحات خصا بها «الجزيرة» ان المبادرة السعودية أعادت الأمور إلى نصابها الصحيح وطالبا بدعمها وتبنيها لتكون مبادرة سلام عربية شاملة. السيد المصري قال.. ان هناك اتفاقا عربيا عاما على ضرورة تأكيد المواقف والثوابت العربية وعلى رأسها التزام العرب جميعاً باستراتيجية السلام القائم على العدل وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومن هنا فقد جاءت مبادرة سمو ولي العهد في الوقت ا لمناسب لتطرح هذا الأمر ليس على الرأي العام العربي فقط بل هي موجهة اكثر للرأي العام العالمي وبشكل خاص الرأي العام الأمريكي والأوروبي والإسرائيلي. السيد المجالي اتفق تماما مع ما ذهب إليه السيد المصري ودعا الدوائر السياسية العربية الرسمية والشعبية إلى استثمار المبادرة واصفا إياها بأنها تشكل فرصة تاريخية بالغة الأهمية للرد على سائر الذرائع الإسرائيلية التي تحاول إظهار العرب على انهم أمة مجافية لمبادئ السلام والعدل والصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين خاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول الماضي في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي الإطار ذاته قال السيد المصري ان مبادرة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز جاءت في وقت يسعى فيه الإعلام الغربي المنحاز للمواقف الإسرائيلية لتشويه الموقف العربي واظهار العرب بمظهر من لايريدون الوصول إلى سلام مع اسرائيل ولاحظ السيد ا لمصري، ان المبادرة السعودية كشفت هذا الخلل وأعادت الأمور إلى نصابها الصحيح وأصبحت المبادرة هي محور حديث الدوائر السياسية والإعلامية في كل مكان. السيد المجالي أكد من ناحيته ان المبادرة السعودية التي طرحها وبقوة سمو ولي العهد والتي ستتم بلورتها في قمة بيروت المرتقبة تنسجم مع المطالب العربية العادلة الداعية إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي مشيرا إلى ضرورة ان تتبناها القمة العربية بصورة شاملة تقطع الطريق تماما على كل الذرائع الإسرائيلية التي تسعى عبثا لاظهار العرب على انهم أمة إرهاب لاتريد السلام. وفي السياق ذاته قال السيد المصري اعتقد ان قمة بيروت ستتبنى المبادرة بعيدا عن الحساسيات لأن المصلحة العليا للأمة يجب ان تكون هي الرائدة باعتبار ان معركتنا مع إسرائيل واحدة. المجالي من جانبه أشاد بالدعم العربي الذي تلقاه مبادرة سمو ولي العهد وأشار بشكل خاص إلى الجهود الدؤوبة التي يتبناها الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن لدعم المبادرة وحشد التأييد العربي والدولي لها وقال ان هذه الجهود تنم عن سداد رأي وحكمة بالغة بعيداً عن المهاترات الإعلامية والمواقف السلبية فالمبادرة لم تأت بشيء يتنافى والثوابت العربية المعلنة حيال الصراع العربي الإسرائيلي منذ انطلاقة مؤتمر مدريد للسلام فالمطلوب هو الانسحاب الإسرائيلي الشامل من سائر الأراضي العربية المحتلة وهذا هو ما جاءت به المبادرة. المصري أعرب عن أمله في ان توضع المبادرة السعودية موضع التنفيذ من خلال آليات موجودة في قرارات الأممالمتحدة والقمة العربية والجهود الأمريكية والأوروبية اتجاه حل القضية الفلسطينية مضيفا انه على قناعة تامة بان ا لقمة العربية عموما والمملكة العربية السعودية خصوصاً لن تسمح باختطاف المبادرة من قبل إسرائيل وتحويلها إلى مجرد مخاطبات نظرية وقال ان المطلوب الذي تسعى له السعودية والعرب هو تنفيذ هذه المبادرة وانهاء الصراع العربي الإسرائيلي الذي استمر لعقود طويلة حتى الآن. المجالي أعرب عن تفاؤله بتبني المبادرة السعودية من جانب قمة بيروت بعد بلورتها بصيغتها التي انيطت بالقمة منبهاً إلى ان تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني يستهدف ايجاد أمر واقع جديد وظروف شائكة في المنطقة لصرف الأنظار عن المبادرة السعودية التي أكد السيد المجالي انها جاءت في ظرف دقيق وتوقيت مناسب بحيث حاصرت الحكومة الإسرائيلية التي لم يخطر ببالها يوما ان تفاجأ بمثل هذه المبادرة من دولة عربية ذات وزن سياسي عربي ودولي كبير هي المملكة العربية السعودية. وقال السيد المجالي ان الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة حاليا تشكل سبباً قويا لتنسيق وتشاور عربي عميق وبالذات بين دول الاعتدال العربي التي تحظى بحضور إقليمي ودولي واسع ومنها الأردن والسعودية ومصر وسائر دول الخليج والمغرب العربي للوقوف وبقوة خلف مبادرة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز التي تعد فرصة تاريخية ونادرة لوضع النقاط على الحروف فإذا ما كان مطلب العرب هو انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية فان المبادرة تضمن ذلك. وإذا ما كان مطلب إسرائيل وذريعتها هما الأمن والتعايش فالمبادرة تضمن ذلك أيضا ومن هنا فان من يرفضها هو الذي يرفض السلام في نظر العالم. وأجمع السيدان المصري والمجالي على ضرورة ان تحظى المبادرة بالدعم العربي الكامل للرد على الأكاذيب الإسرائيلية بحق العرب.