الأمير محمد بن ناصر يرعى حفل تخريج الدفعة 19 من طلبة جامعة جازان    مواقع التواصل تحتفي بمغادرة خادم الحرمين الشريفين المستشفى    ⁠87% من مبادرات رؤية المملكة 2030 مكتملة    نائب وزير الخارجية يجتمع بالوزير المستشار لرئيس نيكاراغوا للسياسات والعلاقات الدولية ويوقعان مذكرة تفاهم    نائب وزير الخارجية يلتقي رئيس البنك المركزي في نيكاراغوا    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس مجلس أمناء جمعية قبس للقرآن والسنة    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 47 لمساعدة أهالي غزة    كاوست ونيوم تكشفان عن أكبر مشروع لإحياء الشعاب المرجانية في العالم    "أدوبي" ترقي الفيديو بالذكاء الاصطناعي    استقرار أسعار النفط    "الجمعة".. ذروة استخدام الإنترنت بالمملكة    أمير عسير يعزي الشيخ ابن قحيصان في وفاة والدته    التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن وكالة الأونروا    هل تشتعل جبهة جنوب لبنان ؟    روسيا: زيارة بلينكن للصين تهدف لتمزيق العلاقات بين موسكو وبكين    الأخضر السعودي 18 عاماً يخسر من مالي    الإبراهيم: تشجيع الابتكار وتطوير رأس المال البشري يسرعان النمو الاقتصادي    الإبراهيم: إستراتيجياتنا تحدث نقلة اقتصادية هيكلية    الراقي في اختبار مدرسة الوسطى.. الوحدة والفيحاء يواجهان الحزم والطائي    ميندي وهندي والنابت مهددون بالغياب عن الأهلي    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    «الرابطة» تُدين استمرار الاحتلال ارتكاب جرائم الحرب في غزة    فهد بن سلطان يتسلّم شهادة اعتماد تبوك مدينة صحيّة    أدوات الفكر في القرآن    4 نصائح طبية عند استعمال كريم الوقاية من الشمس    بيع "لوحة الآنسة ليسر" للرسام كليمت بمبلغ 32 مليون يورو    الأوبرا قنطرة إبداع    مركز وقاء بمنطقة الرياض يبدأ المرحلة الأولى لتحصين المواشي    الملك يغادر المستشفى بعد استكمال فحوصات روتينية    حجار التعصب تفرح بسقوط الهلال    مساعد رئيس مجلس الشورى تلتقي بوفد من كبار مساعدي ومستشاري أعضاء الكونغرس الأمريكي    سوناك وشولتس يتعهّدان دعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر" (تحديث)    اللهيبي تُطلق ملتقى «نافس وشركاء النجاح»    مين السبب في الحب ؟!    مشاهدات مليارية !    اللي فاهمين الشُّهرة غلط !    النفع الصوري    حياكة الذهب    لا تستعجلوا على الأول الابتدائي    إجراء أول عملية استبدال ركبة عبر «اليوم الواحد»    «سدايا» تطور مهارات قيادات 8 جهات حكومية    أمير الشرقية: القيادة تولي العلم والتنمية البشرية رعاية خاصة    تحت رعاية وزير الداخلية.. "أمن المنشآت" تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    مقصد للرحالة والمؤرخين على مرِّ العصور.. سدوس.. علامة تاريخية في جزيرة العرب    رسالة فنية    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    انطلاق "التوجيه المهني" للخريجين والخريجات بالطائف    "أم التنانين" يزور نظامنا الشمسي    تجهيز السعوديين للجنائز «مجاناً» يعجب معتمري دول العالم    الإسباني "خوسيلو" على رادار أندية الدوري السعودي    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    بعضها يربك نتائج تحاليل الدم.. مختصون يحذرون من التناول العشوائي للمكملات والفيتامينات    تجاهلت عضة كلب فماتت بعد شهرين    قطاع القحمة الصحي يُنظّم فعالية "الأسبوع العالمي للتحصينات"    أمير عسير يواسي أسرة آل جفشر    أمير حائل يرفع الشكر والامتنان للقيادة على منح متضرري «طابة» تعويضات السكن    المجمع الفقهي الإسلامي يصدر قرارات وبيانات في عددٍ من القضايا والمستجدات في ختام دورته ال 23 clock-icon الثلاثاء 1445/10/14    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرعي الجائر و«التخييم» يعرقلان خطط الحفاظ على النظم البيئية والثروات الفطرية
د. عبدالعزيز أبوزنادة أمين عام الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في حديث ل « الجزيرة »:
نشر في الجزيرة يوم 15 - 03 - 2002

أكد الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها الدكتور عبدالعزيز بن حامد أبو زنادة على أهمية الإنجازات التي حققتها الهيئة في مجال المحافظة على البيئة الطبيعية والحياة الفطرية خلال العام الماضي حيث أشار إلى أن الهيئة وضعت التكليف السامي الكريم القاضي بتطوير وتطبيق خطط للمحافظة على الحياة الفطرية في البيئة السعودية موضع التنفيذة، فقد بذلت الهيئة كل الجهود، بالأساليب العلمية والإدارية الحديث، لتحقيق أهداف القيادة الرشيدة، في المحافظة على موروثنا الفطري الطبيعي الفريد في العديد من الاتجاهات التطبيقية. من ذلك المراجعة الشاملة للمنظومة الوطنية للمناطق المحمية وتضييق معايير اختيارها، والأخذ في الحسبان النواحي الاقتصادية والاجتماعية بتطبيق مبدأ الحماية متعددة المنافع في وجود الإنسان وموارده الطبيعية.
واوضح د. ابو زنادة أن الهيئة قد انتهت من إعداد خطتها الخمسية للأعوام 1420 1425ه خلال العام المنصرم، بالتعاون مع وزارة التخطيط. وقد تضمنت الخطة برامج تشغيل المناطق المحمية وصيانتها، وتطوير خطط إدارتها، إضافة إلى تشغيل وتطوير مراكز أبحاث الحياة الفطرية التابعة للهيئة، حيث شكلت مشروعات الخطة المعتمدة على برامج الإدارة والتشغيل«45%» والصيانة«33%» وتنمية الكوادر البشرية السعودية«4%» وإدارة المناطق المحمية وإعادة التوطين«13%» ونشر الوعي البيئي والخدمات المساندة«5%». وإشار إلى أنه خلال العام صدر المرسوم الملكي الكريم رقم م/8 وتاريخ 16/4/1420ه بالموافقة على نظام صيد الحيوانات والطيور البرية. وبناء عليه قامت الهيئة بالتنسيق مع وزارة الداخلية بإعداد اللائحة التنفيذية للنظام، تمهيداً لعرضها على مجلس إدارة الهيئة. كما صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 54 وتاريخ 25/2/1421ه، بالموافقة على نظام الاتجار بالكائنات الفطرية المهددة بالانقراض ومنتجاتها، وصودق عليه بالمرسوم الملكي الكريم رقم م/9 وتاريخ 6/3/1421ه، وتعد الهيئة في الوقت الحالي اللائحة التنفيذية للنظام. كما قامت الهيئة بالإعداد لإعلان الحماية على منطقة جبل شدا الأعلى بمنطقة الباحة لوجود بقايا من أفراد النمر العربي فيها واحتوائها على حوالي 25% من الأنواع النباتية الفطرية الموجودة في المملكة. كما قامت ايضاً بالتعاون مع جامعة الملك فيصل بالدمام، بإجراء الدراسات اللازمة على منطقة جبل رضوى بالمدينة المنورة. وتعد للحصول على موافقة مقام مجلس الوزراء، على إعلان محمية للأحياء البحرية بالمنطقة الشرقية بشكل رسمي.
الوعول والغزلان والمها
وفي المناطق المحمية وفي محمية الوعول بحوطة بني تميم، اشار د. ابو زنادة إلى أنه تم تقدير اعداد الوعول في وادي مطعم فقط بما يتراوح من 200 إلى 300 رأس، بينما قدرت اعداد غزلان الإدمي فيه بما يتراوح من 152 إلى 185 رأسا. كما تم خلال العام متابعة الدراسات النباتية في المحمية، وتحديث قائمتها التي تضم حالياً 265 نوعاً زهريا، تسودها أنواع الطلح والسلم والسمر والسدر والغضى، إلى جانب كثير من أنواع الشجيرات، والأعشاب المعمرة، والحشائش النامية في الأودية والشعاب.
وفي محمية محازة الصيد اشار إلى انه جرت متابعة حالة قطعان الأنواع الفطرية المعاد توطينها فيها، وكذلك التغيرات التي تطرأ على الغطاء النباتي. كما تم إطلاق 109 من طيور الحبارى ليصل بذلك عدد طيور الحبارى التي تم إطلاقها في المحمية إلى 415 طائراً. كما يضم قطيع المها العربي في المحمية حوالي 463 رأساً تراوح نطاق انتشارها من 473 إلى 2035 كيلو مترا، كما سجلت 24 حالة ولادة خلال العام. ويقدر متوسط عدد غزلان الريم الباقية في المحمية بنحو 833 فرداً، كما أسفرت المسوحات الحقلية، التي أجريت في المحمية عن تسجيل وجود 133 نوعاً من الطيور الفطرية فيها، منها تسعة أنواع تسجل لأول مرة في المحمية. وتشكل الطيور المهاجرة المشتية والعابرة معظم هذه الأنواع«70% منها». كما استقبلت المحمية أول افراخ النعام احمر الرقبة المنتجة طبيعياً وذلك بعد نحو نصف قرن من انقراضها من صحاري المملكة.
وفي محمية عروق بني معارض أشار د. أبو زنادة إلى أنه قدرت أعداد قطيع المها العربي بنحو 270 رأساً، تمثل ثلاثة أجيال متعاقبة، منها 40 رأساً من الجيل الأول، 143 من الجيل الثاني، 87 من الجيل الثالث، وقد أعيد توطين 18 فرداً من المها في المحمية خلال العام، وتخطط الهيئة للوصول بعدد القطيع إلى 500 فرد حتى يتحقق له الاستقرار الوراثي المطلوب لاستمرار حياة القطيع وقد جرى تركيب أجهزة إرسال لاسلكي جديد لعدد 66 فرداً من المها« 19 ذكراً، 47 أنثى» لتسهيل متابعة تحركاتها. وقد لوحظ أن الحالة الصحية لغزلان الريم الموجودة في المحمية جيدة باستثناء شراسة ذكور الإدمي في تعاملها مع الإناث. وقد برزت في المحمية مشكلة تزايد أعداد خيام البدو، وقطعانهم من الحيوانات الأهلية بحثاً عن الماء والأعشاء على الرغم من جفاف الغطاء النباتي في المحمية بشكل عام.
يمنع الصيد هنا
وفي المناطق المحمية الشمالية حرة الحرة والخنفة والطبيق، أوضح انها تشكل جميعها، بما في ذلك المناطق الواقعة بينها، منطقة يمنع فيها الصيد طوال العام، نظراً لأهمية وندرة التنوع الأحيائي فيها. حيث يقوم الجوالون في هذه المناطق بدورياتهم اليومية خلال مسارات محددة لرصد الأحياء الفطرية بجانب عملهم في الحراسة ومنع وقوع المخالفات طبقاً لنظام المناطق المحمية. مشاهدات الجوالين التي تصل للهيئة بصفة مستمرة تؤكد على تنامي أعداد الغزلان وطيور الحبارى في محمية حرة الحرة حيث بلغ عدد الغزلان المشاهدة في المحمية 224 غزالاً خلال العام. كما بلغ عدد طيور الحبارى المشاهدة في المحمية 21 طائراً. وكان من أبرز مشاهدات الجوالين زيادة أعداد البط «30 طائراً»، اجتذبتها المياه القليلة التي تجمعت في المحمية بشكل مؤقت.
كما كان للمراقبة الجوية بالطائرات، فعالية كبيرة في تحديد مناطق تجمعات الغزلان. فمن خلال 282 طلعة جوية على محمية حرة الحرة، استغرقت 3.1122 ساعة طيران، أمكن تسجيل 171 مشاهدة للغزلان، بمتوسط 31 غزالا في كل مجموعة. وكان نصيب محمية الخنفة، من أنشطة المراقبة الجوية، 173 رحلة طيران، استغرقت 705 ساعة طيران، تم خلالها مشاهدة 62 مجموعة من الغزلان، بمتوسط عدد 8 غزلان في المجموعة. وما زالت المحميات الشمالية تعاني من تأثير الرعي الجائر، المخالف لنظام المناطق المحمية، مما يحتاج إلى ضرورة تعزيز طاقة المراقبة لإعادة الأمور إلى نصابها، وإتاحة الفرصة للغطاء النباتي فيها لأن يستعيد عافيته، ويسترد أنواعه النادرة التي غابت بسبب الضغوط الرعوية الشديدة.
غزلان فرسان
وفي محمية جزر فرسان اشار د. ابو زنادة إلى أنه أمكن من خلال المسوحات الجوية للجزيرة تقدير عدد غزلان الإدمي الفرساني في الجزيرة بحوالي 1296 غزالا.
كما أظهرت النتائج المسحية لعدد 79 موقعاً بحرياً، أن الشعاب المرجانية في المنطقة، قد تأثرت ومات بعضها. ومن المعتقد أن ارتفاع درجة حرارة مياه البحر، وشدة السطوع الشمسي، كانتا السبب الرئيسي وراء موت هذه الشعاب في المياه الضحلة كلما اقتربنا من الساحل.
وعن محمية ريدة قال: ان الفريق البحثي المشترك من خبراء الهيئة وخبراء الوكالة اليابانية للتعاون الدولي«جايكا» واصلوا دراسة أسباب ظاهرة التراجع القمي لأشجار العرعر، التي تهدد بقاء غابات العرعر الجبلية في المنطقة. وشمل الخط الدفاعي الأول لمكافحة الظاهرة إنشاء مشاتل لأشجار العرعر تقدر عدد الشتلات النامية فيها بنحو 000.14 شتلة. كما أجريت دراسة لتحديد العلاقة بين تركيب المجتمعات النباتية في المنطقة وبين انتشار الظاهرة أوضحت تركيزها على ارتفاع 2450 3150 مترا فوق سطح البحر.
محمية الجبيل
وفي محمية الجبيل للأحياء البحرية اشار إلى أن الهيئة واصلت أعمال مراقبة الأحياء الفطرية، والبحث العلمي والتوعية البيئية على الرغم من عدم كفاية عدد الجوالين البحريين الموجودين فيها. وقد تم خلال العام متابعة نمو شتلات أشجار الشورة، بشكل دوري، في منطقة غابات المانجروف بالمحمية. كما استمرت دراسة الطيور البحريةوالخواضة في أهم مناطق تجمعها بالمحمية، وكذلك مراقبة عمليات صيد الأسماك التجارية للتأكد من المحافظة على سلامة المخزون السمكي في المنطقة. وكذلك تم تقويم حالة الشعاب المرجانية بالمحمية، وتأثيرات ارتفاع درجة الحرارة على تجمعاتها، خاصة في المياه الضحلة جنوب جزيرة جانا، وشمال جزيرة أبو علي، وذلك في ضوء ظاهرة ابيضاض الشعاب التي تهدد بقاءها وإنتاجيتها الأحيائية الهامة. وفي جزيرة جانا تم جمع عينات ممثلة للشعاب المتأثرة بظاهرة الابيضاض، لإجراء بعض التحليلات الوراثية عليها« للحمض النووي منقوص الأكسجين»، ومن المتوقع الحصول على نتائجها في مطلع العام القادم، بإذن الله.
وأجريت خلال العام دراسة بيئية للسباخ الموجودة بالمحمية، والتأثيرات السلبية طويلة المدى للتلوث النفطي، على حالة التنوع الأحيائي في المنطقة. وشملت الدراسة كذلك حركةالكثبان الرملية، والأحوال المناخية، وتأثيراتها على بيئة السباخ في المحمية. كما استمرت الهيئة في التنسيق مع حرس الحدود لمراقبة محمية جزيرة أم القماري مع قيام باحثي الهيئة بالدراسات الحلقية لتسجيل حالة الغطاء النباتي فيها، ومجتمعات الطيور البحرية والمهاجرة والشعاب المرجانية والأحياء البحرية الأخرى.
محميات حديثة
وفيما يتعلق بالمناطق المحمية حديثة الإنشاء التي لم يمكن تشغيلها بعد، اوضح انه بناء على موافقة المقام السامي الكريم على إعلان مناطق التيسية والجندلية ونفود العريق وسجا« أم الرمث» كمناطق محمية، فقد تمت دراسة هذه المناطق من قبل الهيئة، واختيار الأماكن المناسبة لإقامة مسيجات تهيئة طيور الحبارى التي تخطط الهيئة لإطلاقها فيها، بالتعاون مع أهالي المنطقة، وكذلك مراكز الجوالين، وتحديد مواقع تثبيت اللوحات الإرشادية.
وأشار د. ابو زنادة إلى أنه تم خلال العام المنصرم تسجيل 114 مخالفة تعرضت لها المناطق المحمية منها نحو 45% في المحميات الشمالية. وإلى جانب متابعتها للأحياء الفطرية في المناطق المحمية وإدارتها بطريقة تكفل لها النماء والازدهار، كما واصلت الهيئة اهتمامها بحماية الحياة الفطرية خارج مناطقها المحمية في حدود الإمكانيات المتاحة، اعتماداً على تكامل الحياة الفطرية داخل وخارج المناطق المحمية. ففي جبل شمنصير بمنطقة مكة المكرمة اهتمت الهيئة بالتنسيق مع وزارة الداخلية، إمارة منطقة مكة المكرمة، ووزارة الزراعة والمياه، من خلال لجان مشتركة، لوضع خطة تنفيذية للحفاظ على النظم البيئية والثروات الفطرية الطبيعية بالجبل. وفي منطقة بللمسر تعاونت الهيئة مع إمارة منطقة عسير لحماية غابات العرعر وذلك بمنع الصيد والاحتطاب في المنطقة وجميع الممارسات ذات الأثر البيئي السلبي عليها، وكان للدعم الكريم من صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير، ومتابعته الشخصية للأمر، تأثيره الكبير في استقرار المنطقة، وتهيئتها لاستعادة تراثها الفطري السابق. كما تعاونت الهيئة مع إدارة المساحة الجيولوجية في إجراء دراسة مشتركة على بعض الكهوف الأرضية العميقة، الموجودة شمال شرق رماح بمنطقة الرياض خصوصاً الكهوف الواقعة في منطقة «شوية» التي تحتوي على عدد منها يصل عمقها إلى مئات الأمتار تحت سطح الأرض، حيث وجدت فيها بقايا أحياء فطرية من المفترسات والغزلان والنعام. وتقوم الهيئة بوضع مخطط للمحافظة على هذه المواقع، ذات القيمة الجيولوجية والأحيائية والسياحية الهامة. كما قامت الهيئة أيضاً بدراسة ظاهرة حرائق الغابات التي تكرر حدوثها في مناطق غابات العرعر بجبال السروات في منطقة الباحة وما حولها وقامت بمناقشة سلطات الدفاع المدني فيها لتحديد أسبابها ووسائل مكافحتها.
كما تابعت الهيئة أيضاً كذلك جهودها في الحد من الاحتطاب بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لإحكام تنفيذ قرارات الحد من ظاهرة احتطاب الأشجار البرية الحية. وقد سبق للهيئة أن قدمت، بمشاركة وزارةالزراعة والمياه، اقتراحاً بإلغاء الرسوم الجمركية على الحطب والفحم المحلي، وتسويقه ونقله بين المدن، إلى الإقلال من التأثير السلبي للاحتطاب الجائر على الغطاء النباتي والتربة معاً.
إستراتيجية سياحية
واوضح د. أبو زنادة أن الهيئة زادت من اهتمامها بأمر السياحة المعتمدة على الطبيعة وشكلت لجنة دائمة لدراسته والتخطيط له ووضع الضوابط المطلوبة واقتراح استراتيجية وطنية للسياحة البيئية في المملكة. وتخطط الهيئة للاستفادة من البرنامج العالمي لمحميات الإنسان والمحيط الحيوي المنبثق عن ميثاق التراث العالمي الذي وقعت عليه المملكة، وتشرف عليه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو». ومن المحميات المقترحة في هذا الإطار محمية جزر فرسان ومحمية عروق بني معارض، إضافة إلى المحمية المقترح إعلانها في كل من ضفة الوجه على البحر الأحمر وجبال قراقر في منطقة تبوك شمال المملكة. كما ستنظم الهيئة في العاشر من شهر محرم 1423ه ندوة دولية عن السياحة البيئية.
وأشار الى أن الهيئة خلال العام واصلت جهودها في إنماء الأنواع الفطرية النباتية والحيوانية النادرة والمهددة بخطر الانقراض. وشمل ذلك الأنواع الحيوانية الرئيسة وهي: المها العربي، وغزال الريم، وغزال الإدمي والحبارى والنعام، ذلك لإكثارها ومن ثم إعادة توطين قطعان صغيرة متعاقبة منها في المناطق المحمية. وتحتفظ الهيئة بأعداد محدودة من أنواع أخرى نادرة ومهددة بخطر الانقراض مثل الحمار البري والنمر العربي.
وتتابع فرق عمل الهيئة مسوحات السلاحف البحرية بنوعيها الخضر وخطافية المنقار في مناطق وجودها بجزر الخليج العربي وساحل البحر الأحمر وتتيح لها فرص التعشيش وفقس البيض وعودة الصغار إلى البحر. كما تحافظ على الضب من تدني أعداده إلى الحد الذي يهدده بخطر الانقراض بعد وضع استراتيجية للمحافظة عليه وتنفيذها، بالتعاون مع الوزارات الأخرى ذات العلاقة.
ويتولى إكثار غزال الريم والإدمي مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية بالثمامة. وقد بلغ أفراد القطيع المؤسس في المركز بنهاية العام 287 من الريم ومن غزال الإدمي 201 حيوان.
ويتم إكثار المها العربي في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف حيث بلغ عدد أفراد القطيع المؤسس 250 حيواناً واستمرت نسبة النفوق في المها العربي بالمركز منخفضة بحمد الله تعالى. وتدل الفحوص البيطرية على خلو جميع الحيوانات من الإصابة بأي أمراض وبائية، مما يؤكد سلامة التدابير الصحية الوقائية المتبعة في المراكز.
حبارى مركز ابحاث الطائف
وبلغ عدد الحبارى في مركز أبحاث الطائف حوالي 700 طائر حيث سيتم استخدام حوالي 500 طائر منها في برنامج الإكثار خلال هذا العام بطريقة التلقيح الصناعي، وواصل المركز تجارب إعادة توطين الحبارى بنقل 75 طائراً من المركز إلى محمية محازة الصيد خلال العام تم إطلاق ما جملته 47 طائراً منها. وقد لوحظ وجود خمسة أعشاش للحبارى بها فراخها، مما يدل على نجاح إطلاق الحبارى وتأقلمها على الحياة البرية، وتكاثرها في المحمية.
يضم سرب الإكثار من النعام أحمر الرقبة في المركز حاليا 20 نعامة، ويعاني البرنامج من ضآلة الإنتاج الطبيعي. فقد تم الحصول على 43 بيضة نتج منها 10 فراخ، مازال على قيد الحياة 9 منها يتم إعدادها لإعادة التوطين في محازة الصيد.
وأوضح د. ابو زنادة بأن برامج الدراسات والأبحاث الحقلية شملت التعرف على حالة البيئات الطبيعية والأنواع الفطرية والتغيرات التي تطرأ عليها ومن ثم تحديد وسائل حمايتها والمحافظة عليها حيث استهدفت الدراسات النباتية توثيق المجموعة الفطرية لتصير سجلاً للباحثين والدارسين في علم النبات والبيئة. بلغ عدد الفصائل المتوفر لها نماذج بالمعشبة 115 فصيلة من جملة 142 فصيلة موجودة بالمملكة. كما بلغ عدد العينات المعشبية المحفوظة أكثر من 8000 عينة، تمثل 1200 نوع نباتي أي حوالي 50% من الأنواع المسجلة في المملكة. وقد تم خلال العام المنصرم تجديد المعشبة وتأمين احتياجاتها التقنية وأدخلت بيانات أكثر من 2000 عينة معشبية في قاعدة معلومات الحياة الفطرية، ويوجد حالياً بالبنك عينات بذور معرفة لنحو 40 نوعاً نباتياً برياً نادراً. ومن المعتقد أن عدد الأنواع النباتية المهددة بالانقراض في المملكة يصل إلى 656 نوعاً، في إعداد الخطط التنفيذية لإجراء دراسة إعداد القوائم الحمراء طبقاً لمعايير الاتحاد العالمي للمحافظة.
كما اعتمدت خطة استزراع المنجروف التي تنفذها الهيئة على ضرورة توافر معايير محددة في المواقع المرشحة للاستزراع حتى تتهيأ لها فرص النجاح. وقد تم جمع بذور أشجار الشورة وإنشاء مشتل بسعة 2000 شتلة في منطقة جازان.
* حماية أشجار اللبخ
وأضاف د. ابو زنادة بأن الهيئة بدأت في تنفيذ خطة حماية المجموعة النادرة من أشجار اللبخ على مساحة تبلغ نحو 38345 متراً مربعاً في بني مالك وتحديد متطلبات الحماية في إنشاء مصدات للسيول وعمليات دفن لجذور الأشجار المعراة وإقامة مركز أبحاث دائم في المنطقة لمتابعة حالة تلك الأشجار. كما قامت الهيئة بدراسة ومتابعة الطيور المهاجرة وتحديد أنواعها وحالة وجودها وحركتها عبر مناطق المملكة والتغيرات التي تطرأ عليها بالإيجاب أو بالسلب، ومن ثم اقتراح التدابير اللازمة للمحافظة عليها. وقد تم خلال العام المنصرم تحجيل 83 طائراً بمنطقة الحائر، وأكثر من 800 طائر بمنطقة سديرة بالطائف. وتضم سجلات التحجيل المحفوظة في قاعدة معلومات الحياة الفطرية أكثر من 3500 طائر تمثل نحو 100 نوع مهاجر وزائر شتوي. وأشار د. ابو زنادة إلى أنه خلال العام الماضي انتهت الدراسة الحقلية للبيئات الساحلية والبحرية في الجزء الشمالي من الساحل السعودي للبحر الأحمر التي تمت بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا». أوضحت النتائج تسجيل 250 نوعاً من المرجان، منها ستة أنواع جديدة، تسجل لأول مرة عالمياً، ووجود ثمانية أنواع من الحشائش البحرية ونحو 180 من الطحالب، منها أحد عشر نوعا تسجل لأول مرة في البحر الأحمر. ورصدت الدراسة وجود 378 نوعاً من الأسماك منها خمسة أنواع تسجل لأول مرة في البحر الأحمر. وأما الأحياء القاعية فبلغ رصيدها في الدراسة 341 نوعاً. وتم التعرف على 159 نوعاً من النباتات الساحلية، ونحو 135 نوعاً من الطيور البرية. وقد أوصت الدراسة بحماية ضفة الوجه كمنطقة محمية نموذجية نظراً لثراء تنوعها الأحيائي.
مختبر الوراثة
كما بدأت الهيئة دراسة لتحديد علاقة قرابة البابون في المملكة مع بابون شرق أفريقيا بالتعاون مع إحدى الجامعات اليابانية. ويتم في مختبر الوراثة الجزيئية في مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية بالثمامة دراسة تحديد الأنواع الفطرية، عن طريق تركيب الحمض النووي الوراثي في الميتوكونديا. وقد أوضحت النتائج أن غزال الريم السعودي أقرب وراثياً إلى غزال شمال أفريقيا رفيع القرن لكنه بعيد وراثيا عن الريم الفارسي. وقد بدأت وحدة الوراثةالجزيئية في دراسة النمر العربي لتحديد نوعه وقراباته الوراثية.
ونظراً لأهمية الدراسات الاجتماعية فقد أجريت على محمية فرسان ومحمية سجا «أم الرمث» وتمت المرحلة الأولى من الدراسة الاجتماعية لمحمية عروق بني معارض، ويجري الاستعداد لتنفيذ دراسات اجتماعية طويلة المدى، في محميات حرة الحرة والخنفة والوعول بإذن الله وأشار د. أبو زنادة إلى أن الجهود الإعلامية للهيئة غطت الاحتفال بالمناسبات الوطنية والعربية والعالمية مثل اليوم الوطني ويوم البيئة العربي ويوم البيئة الخليجي وأسبوع الشجرة ويوم الأرض العالمي ويوم البيئة العالمي واليوم العالمي لمكافحة التصحر واليوم العالمي للتنوع الأحيائي واليوم العالمي لتنظيف الشواطئ وغيرها، إلى جانب تغطية فعاليات مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لخدمة البيئة. وساهمت وحدة إنتاج الفيديو في تصوير وتوثيق كافة الأنشطة. كما استمرت الهيئة في إصدار مجلة الوضيحي مع ملحق الوضيحي الصغير.
مسابقة خدمة البيئة
وكان قد شارك في مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لخدمة البيئة خلال العام نحو 3500 مواطن من مختلف شرائح المجتمع قاموا بجهود خدمة البيئة وتنظيفها من النفايات الصلبة. وأقامت الهيئة 6 معسكرات ميدانية لنحو 240 من طلاب المدارس اشتملت على مشاركات عملية من الطلاب في أنشطة إعادة تأهيل غابات المانجروف وعمليات تنظيف المناطق المحمية. كما تعد مراكز الزوار للتوعية البيئية بمقر الهيئة ومراكز الأبحاث التابعة لها ومركز محمية الجبيل من أهم الوسائل التوعوية التي تنفذها الهيئة. وقد افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض خلال العام التوسعة الجديدة للمركز المقام بمقر الهيئة، والتي شملت قاعة الملك عبدالعزيز للنظم البيئية.. وهي عبارة عن دايوراما واسعة تمثل قطاعا في البيئات الطبيعية للمملكة يمر من ساحل البحر الأحمر حتى شاطئ الخليج العربي بما تحويه من تنوع أحيائي وجيوفيزيائي.
وقد بلغ عدد زوار المركز خلال العام 4873 زائراً من طلاب المدارس، إلى جانب الزيارات الفردية التي يقوم بها المواطنون وضيوف المملكة وأعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي.
كما حرصت الهيئة على المشاركة في المعارض الوطنية والدولية.
كما أقام مركز التدريب للمحافظة على الموارد الطبيعية خلال العام المنصرم ست عشرة دورة تدريبية، انخرط فيها حوالي 200 متدرب ومتدربة معظمهم من المملكةوالباقون من دول عربية شقيقة هي الكويت وسلطنة عمان ومصر وليبيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.