لا شك أن الدعوة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جميع مسؤولي الدولة على كافة المستويات والمناصب المدنية والعسكرية وغيرها بفتح مكاتبهم للمواطنين والعمل على خدمتهم وإنجاز أعمالهم وتلبية حاجاتهم وعدم إغلاقها أو وضع حراس أو نحو ذلك قد أتت بثمارها، حيث كان- حفظه الله- يهدف بدعوته إلى خدمة الوطن والمواطن بالدرجة الأولى مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أولئك المسؤولين والموظفين على مختلف مستوياتهم ما هم إلا خدام للشعب السعودي الكريم، وهذا ما حققه رجال مسؤولون نفذوا ما دعا إليه قائد هذه الأمة السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز- وفقه الله-، الذين قابلتهم في مكاتبهم في محافظة القويعية التابعة لإمارة منطقة الرياض وإن كان ما يقوم به كل مسؤول من عمل يأخذ عليه أجرا من الدولة هو واجب ديني وأخلاقي قبل أن يكون واجبا وظيفيا، كما أن التعاون ومساعدة الآخرين في قضاء حوائجهم من خصائص هذا المجتمع المسلم المتكاتف، ولكن وجب على الإشادة بهم تحقيقاً لقول الله جل جلاله وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283 سورة البقرة)، وأن تقول للمحسن أحسنت، وكما قال عليه الصلاة والسلام (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، فقد قابلت رجالاً فضلاء كرماء حقاً ولا أزكي على الله أحداً في المحافظة حيث شاءت الأقدار أن أذهب إليها في أحد الأيام لإنجاز عمل خاص بي هناك لدى مكتب فرع الجوازات ومكتب العمل بهذه المحافظة الوادعة فلقيتهم يحملون بين جنباتهم روح التفاني والإخلاص في خدمة المواطنين تعلو الابتسامة محياهم وبكل تواضع دون كلل أو ملل أو تضجر وبدون تفرقة بين مراجع وآخر رغم كثافة العمل خاصة في مكاتب إدارة الجوازات ومكتب العمل حيث يتوجب هذه الأيام على العمالة الوافدة وكفلائهم تصحيح أوضاعهم فتشهد تلك الإدارات ازدحاماً شديداً للمراجعين داخل مكاتب صغيرة ضيقة وسط حرارة الجو هذه الأيام قبل إعلان القرار الملكي بتمديد فترة التصحيح حتى نهاية العام الهجري الحالي إن شاء الله، فرأيت حجم المعاناة التي يلاقيها مكتب إدارة الجوازات ومكتب العمل في تلك المحافظة (القويعية) سواء من المراجعين مواطنين ومقيمين أو من بعض المراجعين خاصة كبار السن الذين يجهلون الأنظمة أو من بعض الذين يتجاهلونها وكيف أن أولئك المسؤولين يقابلون المراجعين دون تحيزسعودياً كان أو غيره بكل بشاشة وسعة صدر وكلام لين وعبارات طيبة، فيخرج المراجع ولسانه يلهج بالدعاء للحكومة الرشيدة ولذلك المسؤول أو ذلك الموظف، فتمنيت أن يحذو حذوهم كل مسؤول وموظف في أجهزتنا الحكومية وغيرها وأحسبهم إن شاء الله كذلك حيث كانوا بحق متمثلين لقول الحق سبحانه وتعالى وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215 سورة الشعراء) وقوله عز وجل وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35 سورة فصلت) قال تعالى وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (105 سورة التوبة)،وكان ممن رأيتهم وقابلتهم دون سابق معرفة أو ميعاد ووجدت منهم المعاملة الحسنة والخلق الكريم وبدون الإنقاص من الآخرين العاملين معهم والذين لا يألون جهداً في خدمة المراجعين حيث كانوا يهدفون جميعاً إلى شيء واحد، ألا وهو خدمة المراجعين، ذلكم هم سعادة مدير فرع مكتب العمل صاحب الوجه البشوش سعادة الأستاذ حمد بن هادي القحطاني وسعادة المقدم الأخ خالد بن محمد العريفي مدير فرع الجوازات بالمحافظة، وكذلك الأخ الكريم الجندي عايض بن محمد القحطاني وكافة العاملين معهم في تلك الفروع، وليعذرني من نسيت أسماءهم فلهم مني كل الشكر والتقدير، وكما جاء في الحديث الشريف قول الرسول المصطفى- صلى الله عليه وسلم- (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تستطيعوا فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه). فأسأل الله العلي القدير لي ولهم ولجميع العاملين في خدمة الوطن والمواطن كل التوفيق والسعادة وأن يجعل أبناء المملكة كافة إخوة متعاونين على الخير وفعل المعروف متآلفين. قال الشاعر: ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس قال الله تعالى وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (2 سورة المائدة)، وقال عليه الصلاة والسلام (المؤمن يألف ويُؤلف، ولا خير فيمن لا يألفُ ولا يُؤلف، وخيرهم أنفعهم للناس). وكما قال الإمام الشافعي: وأفضل الناس ما بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات كما أسأله جل في علاه أن يحفظ علينا ديننا وأمننا ويعز حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز والنائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز ورجالهم المخلصين وأن يحفظهم من كل سوء الذين وضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب وختاماً أقول بقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (اللهم مَن وليَ من أمرِ أمتي شيئاً فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمرِ أمتي شيئاً فرفق بهم فارفقْ به). اللهم آمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم الذي وصفه ربه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4 سورة القلم). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.