لم تتوقف سارا علي الضيف، عند عتبة الشهادة الثانوية، التي نالتها قبل سنوات، بل مضت في طريقها، لتحقق ما لم تستطع تحقيقه الحائزات على الشهادات الجامعية. ولم تنزوِ سارا، في البيت لأن الجامعة لم تقبلها. بل جعلت من الثانوية معبراً إلى «الإبداع والتمييز». وانطلقت بالشهادة لتبني «اسماً وثروة». بعد أن رفضت أن تكون «مجرد اسم»، بل أرادت أن تكون لها «بصمة في المجتمع». كما لم تقف عند وظيفة معلمة «رياض الأطفال». دخلت سارا، عالم تصميم الكوش، لتتوسع إلى تنسيق حفلات أعياد الميلاد، وأعياد الزواج، وتجهيز غرف استقبال المواليد، وحفلات رياض الأطفال والمدارس، وحفلات التخرج. وهي مجالات يندر وجود فتيات سعوديات فيها. فالغالبية تعتمد على العمالة الأجنبية. وتحترف إضافة إلى تصميم الكوش، التصوير كهواية تعشقها. لكنها لا تعتمدها كمصدر رزق. وتصف التصوير بأنه «تسجيل لحظة في أي مكان، وأي زمان»، مشيرة إلى أن عدستها تظل معها «كظلي». وقادتها رغبتها «الجامحة» في أن تظهر في المجتمع بشيء «مُختلف»، يخدم المرأة، لأن تُسخر تذوقها وقدرتها على تنسيق الديكور، في تصميم «الكوش». وصممت سارا، الكثير من الحفلات التي أقيمت في مدن محافظة الأحساء وقراها. كما نفذت الكثير من الكوش، مُستوحية من الأجواء الشرقية أفكاراً لتصاميمها، ومن الغربية «التجديد». وتقول: «أسعى دائماً، لدمج الاثنين معاً، بشكل متميز، يجذب الزبائن». وترى سارا، نجاحها في «عيون الزبونة ورضاها». وتحترف الضيف، التلاعب بالأقمشة كأداة أساسية، وتصف ذلك ب «الفن الذي لا تجيده كثير من المصممات». وباعتبار أن تصميم الكوش يعتمد على فن الابتكار والتجديد؛ فهي تغذي ابتكاراتها بالاطلاع والبحث عن كل جديد في هذا المجال. وكانت أول تجربة «صعبة جداً» خاضتها قبل أيام، حين قامت بعمل بروفة قبل التنفيذ. وتقول: «في يوم التنفيذ لم نستطع تنفيذ التصميم المُتفق عليه، بسبب تجدد الأفكار وتزاحمها في نفس اللحظة، فاستهلك ذلك منا ست ساعات، انتهت بنتيجة رائعة جداً». وتعتبر الضيف، وظيفتها ك «معلمة رياض أطفال» جزءاً منها. وتقول: «أنا أعشق الأطفال، وهم مصدر تفاؤلي، ورؤيتهم تأسرني». وتجد في نفسها «أماً أخرى لهم». وترى في الطفولة «عالماً مميزاً يختلف كلياً عن أي عمل آخر». وشاركت سارا، وهي أحد أعضاء مجموعة «النورس الأدبية»، في كتاب «إضاءة 2»، لمجموعة من مؤلفي الأحساء. وعن موهبة الكتابة؛ تذكر أنها «تأتي فجأة، من دون سابق إنذار. فالفكرة تفرض نفسها حينها. ولا أتردد في صوغها في لحظتها». وتعزو الفضل في نجاحها إلى صديقاتها، اللاتي وصفتهن ب «الشريكات»، فدعمهن أسهم في بناء اسم مركز «فايف كوينز». وأضافت «ساعدتني دعوات أمي، وتشجيع جدتي، ومساندة صديقاتي، فهن عامل أساس في نجاحي». واعتبرت الضيف، الطموح «العامل الأهم في تطوير هذه الموهبة». وقالت: «إن هدفي محصور الآن، في نجاح المركز وتميزه». وتطمح لأن يتجاوز مركزها أسوار الأحساء، إلى مناطق المملكة ومحافظاتها الأخرى.