لجأ عدد من فتيات المنطقة الشرقية إلى ممارسة تنظيم الاحتفالات، ليس من باب الهواية، بل من بوابة العمل، بما يعود عليهن بربح وفير، بدلا من الانتظار للوظيفة سواء في القطاع العام أو الخاص. وفي ظل انتشار الاحتفالات على كافة الأنواع، والمناسبات الخاصة من ميلاد، وحفلات التخرج، وزواج، فضل عدد من الفتيات التكسب من خلال التجهيز والتنسيق للمناسبة بكل تفاصيلها، بمبالغ تصل في بعض الأحيان لآلاف الريالات. لكن عددا من المشتغلات يعترف بأن العمل في هذا المجال يحتاج فقط لقليل من الإبداع والفن في التنسيق ومعرفة الأجواء الخاصة بكل مناسبة. وظهرت الفكرة للمرة الأولى عبر المنتديات الإلكترونية من خلال عرض صور لتنسيقات المناسبات الخاصة، ووصف الأجواء المصاحبة لها ما دفع العديدات لإظهار موهبتهن التي تحولت لاسم فني متخصص في التنسيق للعديد من المناسبات، فظهرت الكثير من الأسماء وتخصص البعض في مناسبات معينة، في حين توسعت أخريات من تنسيق المناسبات الخاصة لتنسيق حفلات الزواج وقاعات الندوات والاحتفالات. وبدأت شريفة الزمر عملها في التنسيق عبر تجهيز تقديمات المواليد، فكانت تشتري المكسرات والحلويات وتضعها في علب بألوان محددة، وتصفها في أوعية الاستقبال بشكل مرتب وجميل، وتعرضها للبيع عبر صفحتها على موقع الفيس بوك وعبر المنتديات الإلكترونية، ولكنها وسعت عملها ليشمل تجهيز غرف الولادة وغرف استقبال المواليد: «كنت أعتمد بشكل رئيسي على تجهيز تقديمات المناسبات سواء للزواجات أو للولادة، أما الآن فانتقلت لمرحلة متقدمة وتحتاج للمزيد من الإبداع فأصبحت أخرج لتجهيز غرف استقبال المواليد وتجهيز المنازل لحفل خطوبة أو عيد ميلاد، وأحيانا أجهز قاعة في مطعم لإحدى المناسبات المعينة، وقد استفدت كثيرا من هذه الخطوة، حيث أصبح أصحاب المطاعم يطلبونني للتنسيق للحفلات التي يقيمها المطعم، ويعطون بطاقاتي الترويجية للعملاء الراغبين في إقامة مناسبة ما». وشريفة التي بدأت عملها بشكل بسيط وإمكانيات ذاتية بسيطة اعتمدت فيها على موهبتها المجردة أصبحت الآن تستعين بمساعدات أخريات لمساعدتها على أداء عملها الذي اشتهرت به في منطقتها وأصبحت مطلوبة في الكثير من المناسبات: «بعد نحو سنتين من بدايتي بشكل بسيط أصبح لي اسمي وشهرتي يحتم علي المزيد من الإبداع والتجديد ما جعلني بحاجة دائمة للاطلاع على كل جديد، وفي بحث دائم عن الحاجات التي أستعين بها في التنسيق كالبالونات والورود الصناعية والشرائط والأقمشة والدمى والسلال والكثير من المكونات التي أحتاج إليها في التنسيق، كما أحضرت لي عاملة متخصصة لمساعدتي في العمل حيث تحول من هواية لوسيلة دخل وعمل دائم، وأتقاضى عن تجهيز قاعات الاحتفال ما يصل إلى 3000 ريال، في حين تحدد أسعار التجهيزات الأخرى حسب نوع العمل وكميته ونوعية المواد المستخدمة فيه، كما هناك مبلغ إضافي على التجهيزات التي أقوم بها خارج منزلي». أما أشواق مهدي فتخصصت في تنسيق المناسبات الخاصة، وبدأت بتنسيق أعياد الميلاد فكانت تتولى جميع احتياجات الحفل وتجهيزاته وتنسيق المكان الذي سيقام فيه، ومن ثم أصبحت تتعامل مع المطاعم والقاعات لتجهزها للمناسبات الخاصة: «بدأت بالتعامل مع المطاعم بعد العديد من الطلبات التي وردتني، والتي تطلب مني تجهيز قاعة معينة في أحد المطاعم لإقامة حفلات ذكرى الزواج أو حفلات أعياد ميلاد خاصة، فكنت أضطر للذهاب للمطعم وطلب الحجز باسم الزبونة والاستئذان من أصحاب المطعم للسماح لي بتنسيق المكان، فأصبحت أتعامل مع المطاعم والقاعات وأوزع إعلاناتي عن استعدادي لتجهيزها للمناسبات الخاصة فتعاونت مع العديد من المطاعم والمقاهي التي أصبحت تطلبني للتنسيق للمناسبات التي يعلن عنها المطعم أو المقهى، إضافة لإعطائي الحجوزات بأسعار رمزية». وعملت أشواق على تطوير هوايتها عبر استغلال جميع المعارض والمناسبات التي تستضيف المشاريع الخاصة والأعمال اليدوية، لكنها فضلت الالتحاق بعدد من الدورات التي تساعدها على تطوير نفسها، فأصبحت قادرة على تنسيق قاعة حفل زواج بالتعاون مع أحد المراكز المتخصصة في تنسيقات حفلات الزواج، وعملت على تجهيز وتنسيق الكوشة وجميع الطاولات بشكل مميز: «في كل عمل أقوم به أكتسب شيئا جديدا وعلاقة جديدة، وهذا ما يجعلني في بحث دائم عن كل جديد، وهذا الأمر يجعلني في قلق دائم حول الجانب الإبداعي في عملي، ويتراوح الدخل الشهري حسب المواسم ولكنه لا يقل عن 3000 ريال في الشهر ويصل في بعض الشهور إلى تسعة آلاف ريال». أما أفراح البدري التي اعتادت الاحتفال بجميع مناسباتها الخاصة فتشير إلى أنها في كل مناسبة تبحث عن منسقة مناسبة للمناسبة ومشهورة بقدرتها على التنسيق المبدع: «في جميع مناسباتي أتولى مهمة التجهيز والتنسيق، فأبحث عن أجمل التنسيقات، ومواقع الإنترنت أتاحت المجال للمنسقات لإظهار إبداعاتهن، وشجعت الكثيرات للاستعانة بهن للتنسيق والتجهيز في مختلف المناسبات، أقمت حفلة لاستقبال مولودي قبل ولادتي بشهر، وكنت أحتاج لأفكار جديدة وتجهيزات مميزة، حيث كنت أرغب في استقبال الأمومة بشكل جديد مع صديقاتي وأهلي، وقد استفدت كثيرا من زميلة لي تعمل على تنسيق حفلات استقبال المواليد، فجهزت لي كامل ما أحتاج إليه في الحفل من الكيك والحلويات والتذكارات وجهزت مكان الحفل بكل ما أحتاج إليه، وقد أعجبني تنسيقها فطلبت منها أن تجهز لي غرفة الولادة في المستشفى فنسقت مع أختي في يوم ولادتي لتجهيز الغرفة، ونسقت لي غرفة الاستقبال في منزل أهلي بكامل محتوياتها من تجهيزات الضيافة إلى تجهيزات المولود والهدايا التي سأقدمها للضيوف، حيث كلفتني كامل التجهيزات مبلغ خمسة آلاف ريال بكامل الضيافة وتجهيزات المولود وتجهيز غرفة الولادة».
