سعود السمار واحد من أبرز حراس المرمى السعوديين وأحد أعضاء الفريق الذهبي لكرة القدم في نادي الشباب بطل كأس دوري خادم الحرمين وكأس ولي العهد، وكأس العرب وكأس الخليج وهي انجازات أسهم السمار بدور فعال في تحقيقها. ورغم تفوق السمار الذي جعله أحد نجوم الموسم الحالي في السعودية وتوَّجه أفضل حارس مرمى في الخليج فهو موضع انتقاد دائم وصل الى حد التشكيك في كفاءته، غير أن السمار الذي تألق أخيراً في صد ركلات الترجيح وتسديدها لا يأبه لهذه الانتقادات بل يعتبرها أحد أسباب تألقه. "الوسط" التقت السمار في حوار حول مشواره مع فريق الشباب وأبرز انجازاته ومعرفة رأيه في ما يوجه اليه من انتقادات وهنا نص الحوار: متى انضممت الى صفوف فريق الشباب وكيف كانت بدايتك مع الكرة؟ - قصتي مع الكرة بدأت في "الحارة" مع أقراني وكنت ألعب مهاجماً. وبعد فترة وجدت لدي ميولاً لحراسة المرمى بوصفها مهمة شديدة الخصوصية لا يجيدها الا قليلون ودورها كبير في كل الفرق فاتجهت اليها وتعلقت بها ثم انضممت الى نادي الشباب في 1986 وكان لي من العمر آنذاك 22 عاماً ولعبت للفريق الأول مباشرة ومنذ ذلك الحين الى الآن، أنا أتشرف بكوني أحد أبناء الجيل الذهبي للشباب. السجل الذهبي خلال ثمانية أعوام هي مدة وجودك مع الشباب ما هي الانجازات التي اسهمت في تحقيقها؟ - منذ انضمامي الى الشباب بدأ بحصد البطولات وكانت البداية فوزنا بكأس الاتحاد السعودي مرتين متتاليتين 87 و88 وبعد محاولات عدة أحرزنا بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ثلاث مرات متتالية أعوام 91، 92، 93 واحتفظنا بها الى الآن، وفزنا ببطولتي الأندية الخليجية والعربية عام 93 وكأس ولي العهد السعودي 93 وهي انجازات أهلت الشباب لزعامة الكرة السعودية والخليجية والعربية هذا فضلاً عن مركز الوصيف في كأس الأندية الآسيوية. وماذا عن انجازاتك الشخصية؟ - من وجهة نظري ترتبط انجازات أي لاعب كرة قدم أو فريق لعبة جماعية بانجازات فريقه بمعنى ان فوز فريقي ببطولة يعد انجازاً لي سواء حصلت على لقب خاص أم لم أحصل، لقد انعكست انجازات الشباب عليّ وعلى زملائي، فأحرزت معه ثماني ميداليات ذهبية وفضيتين كما أحرزت ثلاث ميداليات فضية مع المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب، وكأس الملك فهد للقارات، وكأس أمم آسيا عام 92. وحصلت على كأس أحسن حارس مرمى في بطولة الأندية الخليجية بطل الدوري 93. عوامل نفسية رغم إسهامك الفعال في انجازات ناديك يبدو ان مستواك غير ثابت وانك غير موفق في المنتخب؟ - لا شك ان أي لاعب معرض لتذبذب في مستواه فتارة تراه في القمة وأخرى في القاع وهذا عائد لأسباب مختلفة بعضها نفسي يحول دون تركيز اللاعب ومثال ذلك عندما انضممت الى المنتخب السعودي كنت احتياطياً في البطولة العربية وكنت في ذروة لياقتي البدنية والفنية، وأصبحت أساسياً في بطولة القارات ومن بعدها بطولة الأمم الآسيوية حيث لعبت المباراة الأولى أمام الصين ولكن للأسف لم يحالفني التوفيق واخطأت في تقدير احدى الكرات التي أحرزت منها الصين هدفها الوحيد وخسرنا المباراة، وكما يعلم الجميع فإن خسارة فريق بسبب سوء تقدير حارس مرمى يظل عالقاً في الأذهان فترة طويلة وقد جعلني ذلك في حالة نفسية سيئة أدت الى تذبذب أدائي لكنني وجدت ان الحل الأمثل للخروج من هذه الأزمة هو التدريب المكثف وبذل الجهد من أجل الظهور بمستوى مشرف يؤكد ان ما حدث كان كبوة طارئة، وقد نجحت والحمد لله في تجاوز تلك الأزمة واستعدت مستواي وأسهمت مع زملائي في إحراز فريقنا بطولات عدة في أشهر قليلة. اللعب الجماعي هل كان تألقك في الفترة الأخيرة تتويجاً لجهدك أم لقوة الدفاع الذي يلعب أمامك؟ - كما قلت من قبل كرة القدم لعبة جماعية تتكون من 11 لاعباً، وإذا كان خبراء اللعبة يعتبرون حارس المرمى نصف الفريق فإنني اعتبر نفسي لاعباً واحداً مكلفاً بمهمة محددة في اطار خطة عامة للفريق وفي النهاية كل واحد منا يكمل الآخر ويلعب من أجل المصلحة العامة وأنا أفخر بأن خط دفاع الشباب أحد أقوى الدفاعات في الأندية السعودية والعربية ونحن جميعاً فريق واحد يعمل من أجل هدف واحد هو فوز الشباب ولا شك ان قوة الدفاع الشبابي أحد عوامل الثقة التي أشعر بها خلال اللعب فاللاعبون هم من خيرة المدافعين في السعودية ووجودهم يمثل عنصر أمان واطمئنان لأي حارس مرمى، ومع ذلك تبقى مهمة الحارس أساسية وأعتقد انني اضطلعت بها بصورة مشرفة. ولكن ما هو تفسيرك لما حدث في مباراة الاياب مع الاتفاق في دور ربع نهائي لكأس دوري خادم الحرمين؟ - تفسير بسيط وهو انني لم أكن موفقاً وأعلنت على الملأ تحملي المسؤولية كاملة لأنني أخطأت في تقديري للكرة التي جاء منها الهدف الأول. اما الهدف الثاني الذي أحرزه محمد الديبيخي فكان من ضربة رأس إثر هجمة مرتدة سريعة وكانت شبه انفراد بالمرمى حيث كان سعدون حمود وحمد الدبيخي في مواجهتي ما أحدث لي نوعاً من "الارتباك" والتشتت. بوصفك أحد لاعبي الشباب ما هو سر تفوقكم في السنوات الثلاث الأخيرة؟ - الأمر بسيط جداً ففي نادي الشباب نشعر بأننا أفراد أسرة واحدة سواء كنا اداريين أم لاعبين أم أعضاء مجلس إدارة. ومن العوامل التي أسهمت في تفوق الشباب وجود الدعم المادي والمعنوي من قبل أعضاء الشرف وفي مقدمهم الأمير خالد بن سلطان الرئيس الفخري للنادي، والتخطيط الواعي السليم من قبل الادارة برئاسة الأمير خالد بن سعد، ووجود مجموعة من اللاعبين ذوي المهارة العالية ينفذون خطط المدربين. كل هذه العوامل تقف وراء تفوقنا في السنوات الأخيرة. والى متى تعتقد سيظل الشباب في الصدارة؟ - نعلم جيداً ان البقاء على القمة أصعب من الوصول اليها، ونحن سنبذل قصارى جهدنا لمواصلة النجاح وزيادة رصيد الانجازات علماً ان متوسط اعمار لاعبي الشباب الحاليين 26 عاماً فضلا عن اللاعبين الصاعدين من فرق الشباب والناشئين، ما يعني ان المستقبل للشباب أيضاً كما هو الحاضر وهذا كله ثمرة الاعداد الطويل الذي قام به الأمير خالد بن سعد وأتاح للشباب أن يتبوأ مكانته الحالية على المستويين السعودي والعربي. قال البعض إن الحظ لعب دوراً كبيراً في فوزكم ببطولتي كأس ولي العهد وكأس الدوري لأنه جاء عن طريق ركلات الترجيح فما ردك؟ - لا أدري لماذا يحاول البعض التقليل من انجاز الشباب، ان ركلات الترجيح معروفة في كرة القدم منذ زمن بعيد وتتساوى عندها حظوظ الفرق المتنافسة فكما فزنا بركلات الترجيح كان من الممكن أن نخسر وسبق لنا ان خسرنا في الموسم الماضي بطولة كأس ولي العهد بركلات الترجيح ولم نقل ان الحظ خذلنا وأعتقد ان التعصب الأعمى هو وراء هذه المحاولات المغرضة، ونحن لن نلتفت الى ما يقال تاركين انجازاتنا ترد عليهم. ما هو سر تفوقك شخصياً في صد ركلات الجزاء الترجيحية وتسديدها؟ - لا يوجد سر معين فالأمر يقتضي تركيزاً وخبرة على اعتبار ان مصير الفريق يتحدد في ضوء ركلات الترجيح ولذا يفترض في حارس المرمى أن يكون هادئ الأعصاب وأن يركز على الكرة لحظة تسديدها من قبل اللاعب، وأعتقد ان تكرار هذا الموقف في البطولة الآسيوية للأندية وكأس ولي العهد الموسم الماضي منحني ثقة بالنفس، كما انني أتدرب كثيراً على صد ركلات الترجيح وتسديدها، وكان كأس ولي العهد هذا الموسم فرصة لمزيد من الاحتكاك وبالفعل نجحت في صد أربع ركلات في مباراتين متتاليتين، وفي ختام كأس دوري خادم الحرمين صددت ركلة وسددت أربع ركلات أحرزت منها أهدافاً. أخيراً.. ما هي أمنياتك في المرحلة المقبلة؟ - أتمنى مواصلة التفوق الشبابي واضافة انجازات جديدة الى سجل الشرف، كما أتمنى ان أعود الى حراسة مرمى المنتخب الوطني الذي هو غاية كل لاعب وأدعو الله ان يوفق منتخبنا في اجتياز التصفيات النهائية ليتحقق حلمنا بالتأهل لنهائيات كأس العالم 94.