الذهب يستقر برغم توقعات ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية    وزير الطاقة يشارك في جلسة حوارية في منتدى طشقند الدولي الثالث للاستثمار    محافظ بلقرن يرعى اختتام فعاليات مبادرة أجاويد2    "جواهر" الثالثة عالمياً بمسابقة "آبل"    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    تألق سانشو لم يفاجيء مدرب دورتموند أمام سان جيرمان    حكام مباريات اليوم في دوري روشن    "إنفاذ" يباشر المساهمات العقارية محل "تصفية"    قتل مواطنين خانا الوطن وتبنيّا الإرهاب    "شرح الوصية الصغرى لابن تيمية".. دورة علمية تنفذها إسلامية جازان في المسارحة والحُرّث وجزر فرسان    أمير الرياض يصل لشقراء في جولة تفقدية ويدشن عددًا من المشروعات التنموية    مبادرة «يوم لهيئة حقوق الإنسان» في فرع الاعلام بالشرقية    فيصل بن فهد بن مقرن يستقبل مدير فرع "الموارد البشرية"    تعليم عسير يحتفي باليوم العالمي للتوحد 2024    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34596    هاكاثون "هندس" يطرح حلولاً للمشي اثناء النوم وجهاز مساعد يفصل الإشارات القلبية    الشرطة الأمريكية تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض الاعتصامات المؤيدة لغزة    العدل تُعلن عن إقامة المؤتمر الدولي للتدريب القضائي بالرياض    السعودية تدعو لتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات البيئية التي تمر بها المنطقة والعالم    سعود بن بندر يستقبل رئيس القطاع الشرقي لشركة المياه ويطلع على التقرير السنوي لغرفة الشرقية    مجمع الفقه الإسلامي الدولي يشيد ببيان هيئة كبار العلماء بالسعودية حول الإلزام بتصريح الحج    المنتخب السعودي للرياضيات يحصد 6 جوائز عالمية في أولمبياد البلقان للرياضيات 2024    انعقاد أعمال المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات والمؤتمر البرلماني المصاحب في أذربيجان    مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    الوسط الثقافي ينعي د.الصمعان    سماء غائمة بالجوف والحدود الشمالية وأمطار غزيرة على معظم المناطق    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان رئيس الإمارات في الشيخ طحنون آل نهيان    برئاسة وزير الدفاع.. "الجيومكانية" تستعرض خططها    تيليس: ينتظرنا نهائي صعب أمام الهلال    يجيب عن التساؤلات والملاحظات.. وزير التعليم تحت قبة «الشورى»    متحدث التعليم ل«عكاظ»: علّقنا الدراسة.. «الحساب» ينفي !    «إيكونوميكس»: اقتصاد السعودية يحقق أداء أقوى من التوقعات    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    اَلسِّيَاسَاتُ اَلتَّعْلِيمِيَّةُ.. إِعَادَةُ اَلنَّظَرِ وَأَهَمِّيَّةُ اَلتَّطْوِيرِ    هذا هو شكل القرش قبل 93 مليون سنة !    الهلال يواجه النصر.. والاتحاد يلاقي أحد    جميل ولكن..    أمي السبعينية في ذكرى ميلادها    الدراما السعودية.. من التجريب إلى التألق    سعود عبدالحميد «تخصص جديد» في شباك العميد    هكذا تكون التربية    ما أصبر هؤلاء    «العيسى»: بيان «كبار العلماء» يعالج سلوكيات فردية مؤسفة    زيادة لياقة القلب.. تقلل خطر الوفاة    «المظهر.. التزامات العمل.. مستقبل الأسرة والوزن» أكثر مجالات القلق    «عندي أَرَق» يا دكتور !    النصر يتغلب على الخليج بثلاثية ويطير لمقابلة الهلال في نهائي كأس الملك    وزير الصحة يلتقي المرشحة لمنصب المديرة العامة للمنظمة العالمية للصحة الحيوانيّة    «سلمان للإغاثة» ينتزع 797 لغماً عبر مشروع «مسام» في اليمن خلال أسبوع    في الجولة ال 30 من دوري روشن.. الهلال والنصر يواجهان التعاون والوحدة    تحت رعاية الأمير عبدالعزيز بن سعود.. حرس الحدود يدشن بوابة" زاول"    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    العثور على قطة في طرد ل«أمازون»    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    اطلع على المهام الأمنية والإنسانية.. نائب أمير مكة المكرمة يزور مركز العمليات الموحد    أغلفة الكتب الخضراء الأثرية.. قاتلة    مختصون: التوازن بين الضغوط والرفاهية يجنب«الاحتراق الوظيفي»    مناقشة بدائل العقوبات السالبة للحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوسط" في مقديشو الموحدة تحاور زعيمي الحرب ومبعوث الامم المتحدة
نشر في الحياة يوم 11 - 01 - 1993

علي مهدي: لا نستطيع كصوماليين حل مشاكلنا والأمور خرجت من أيدينا
عيديد: الاميركيون لا يريدون احتلال الصومال أو التدخل في شؤوننا
عصمت كتاني: التدخل الدولي في السودان ممكن وإن اختلف الوضع عن الصومال
في مقديشو الموحدة التقت "الوسط" زعيمي الحرب الصوماليين الرئيس المؤقت للبلاد علي مهدي محمد ورئيس "التحالف الوطني الصومالي" الجنرال محمد فارح عيديد كما التقت السفير عصمت كتاني المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة بطرس غالي الى الصومال، وأجرت مع الثلاثة مقابلات خاصة تناولت الاوضاع في البلاد واحتمالات المستقبل. وقد اعترف علي مهدي، في المقابلة الخاصة مع "الوسط"، بانه لا يستطيع مطالبة القوات المتعددة الجنسيات الاميركية وغيرها، التي جاءت الى الصومال في اطار عملية "اعادة الامل"، بالبقاء في البلاد او الخروج منها "لأن الامور خرجت من ايدينا". ونفى اقامة اية علاقات مع اسرائيل او تلقي مساعدات منها. في المقابل أعرب الجنرال عيديد، في المقابلة الخاصة مع "الوسط"، عن استعداد ضمني لقبول "مساعدات انسانية" من اسرائيل، ودافع عن وجود القوات الاميركية في الصومال قائلاً ان الاميركيين لا يريدون احتلال هذا البلد او التدخل في شؤونهم الداخلية. وأكد عيديد أن "الاتحاد الاسلامي الصومالي"، المعارض للتدخل الاميركي والمدعوم - وفقاً لبعض المعلومات - من ايران والسودان - "ليس له تأثير كبير في الصومال.
اما عصمت كتاني فاعترف ضمناً، في المقابلة الخاصة مع "الوسط"، بأن حدوث تدخل اميركي ودولي في السودان على غرار ما حدث في الصومال "أمر ممكن" وان كان هناك اختلاف بين اوضاع البلدين.
لكن قبل الاطلاع على مضمون هذه المقابلات الخاصة الثلاث، لا بد من التحدث عن تطور الاوضاع العسكرية والامنية والسياسية في الصومال.
الحدث الابرز الذي شهدته البلاد منذ بدء عملية "اعادة الامل" في مطلع الشهر الماضي، هو توحيد العاصمة مقديشو بعد المصالحة بين زعيمي الحرب علي مهدي محمد والجنرال عيديد. فقد وقّع مهدي وعيديد يوم 26 كانون الاول ديسمبر الماضي في مقر السفارة الاميركية في مقديشو وبحضور السفير روبرت اوكلي ممثل الرئيس بوش في الصومال، اتفاقاً يقضي "بحلّ جميع النزاعات القبلية" وتكليف "لجنة سياسية لحل جميع المشكلات السياسية في أقرب وقت" ووقف "العمليات الحربية داخل مقديشو وخارجها وكذلك في المناطق التي لا تزال المعارك متواصلة فيها حتى الآن" والقيام بتظاهرة سلمية كبيرة بقيادة الزعيمين تزال خلالها كل الحدود المصطنعة في مقديشو ويتم توحيد العاصمة. وبعد يومين من توقيع هذا الاتفاق تعانق علي مهدي محمد وعيديد في مقديشو امام آلاف الصوماليين واكدا "ان الحرب انتهت وان صومالاً جديداً سيرى النور" ودعيا الى وحدة الصف والمصالحة. وتمت ازالة الحواجز التي كانت تشكل "الخط الاخضر" بين شطري مقديشو منذ عام 1991. وحدث هذا التطور قبل ايام قليلة من زيارة الرئيس بوش للصومال التي رحب بها علي مهدي وعيديد.
توحيد مقديشو لا يعني ان الحرب انتهت فعلاً في الصومال. صحيح ان انتشار القوات المتعددة الجنسيات في معظم مناطق الصومال يسير بشكل طبيعي وان هذه القوات تمكنت من السيطرة بسهولة على كل المناطق والمدن والقرى التي دخلتها بهدف تأمين توزيع المواد الغذائية وامدادات الاغاثة الى مئات الآلاف من الصوماليين، الا ان حوادث القتل والاشتباكات لا تزال مستمرة وان على نطاق ضيق ومحدود. وفي هذا الاطار تصل الى الصومال كل اسبوع كميات كبيرة من مواد الاغاثة. وقد وصلت الى ميناء مقديشو نهاية الشهر الماضي سفينة اغاثة سعودية تحمل اكثر من 6 آلاف طن من مواد الاغاثة الى منكوبي المجاعة.
من هو رئيس الصومال المقبل؟
الى متى ستبقى القوات الاميركية في الصومال؟ "الوسط" طرحت هذا السؤال على السفير روبرت اوكلي مبعوث الرئيس بوش الذي قال: "لا نستطيع تحديد موعد لانسحاب القوات الاميركية من الصومال ولن نلزم أنفسنا بأي موعد معين". وأكدت مصادر وثيقة الاطلاع في مقديشو ل "الوسط" ان القوات الاميركية لن تنسحب من الصومال قبل ان يتم التوصل الى حل سياسي يؤمن الاستقرار والامن في البلاد. وذكرت مصادر مطلعة ان المسؤولين الاميركيين طلبوا من آلاف الصوماليين المقيمين حالياً في الولايات المتحدة العودة الى بلادهم ووعدوا بتقديم رواتب مغرية لهم وذلك للمساعدة في اعادة بناء الصومال. وفي هذا النطاق علمت "الوسط" ان مؤتمر المصالحة الوطنية في الصومال سيعقد في شباط فبراير المقبل، وان أقوى المرشحين لتولي منصب رئيس جمهورية الصومال هو عثمان عاتو من قبيلة الهوية التي ينتمي اليها علي مهدي وعيديد وعثمان عاتو تاج. اما ابرز المرشحين لمنصب رئيس الوزراء فهو محمد ابراهيم عقال الذي شغل منصب رئيس الحكومة في الصومال الشمالي عام 0619.
بالنسبة الى علي مهدي وعيديد علمت "الوسط" ان مناصب وزارية ستسند اليهما في الحكومة الجديدة التي ستتألف بعد انعقاد مؤتمر المصالحة.
وفي ما يأتي نصوص المقابلات مع علي مهدي محمد والجنرال عيديد وعصمت كتاني.
علي مهدي محمد
المقابلة الاولى تمت مع الرئيس المؤقت علي مهدي محمد وهذا نصها:
لم تقبلوا كل المبادرات لانهاء الحرب الاهلية في الصومال بينما قبلتم الحل الاميركي - الدولي. هل لانه فرض عليكم؟
- محاولات رأب الصدع بيني وبين الجنرال عيديد قامت بها الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ولجنة دول القرن الافريقي، واذا قدر للحل الاميركي - الدولي النجاح فهذا يعني اننا اعطيناه الافضلية على المبادرات الاخرى.
ما هي جذور خلافاتك مع الجنرال عيديد؟
- الحكومة المؤقتة التي أرئسها هي من نتائج مؤتمر جيبوتي حول الصومال الذي اتفقت خلاله ست حركات صومالية رئيسية على انتخابي رئيساً مؤقتاً للبلاد وكلفتني تشكيل حكومة مصالحة وطنية ذات قاعدة عريضة ائتلافية، وعندما ادرك الجنرال عيديد انه خارج الصورة الرئاسية التي هي هدفه الاساسي - اذ يكرر دائماً انه الرئيس الشرعي للصومال - انشق عن المؤتمر الوطني الصومالي ودعا الى حرب اهلية.
هل تدخلان أنت وعيديد في الترتيبات الجديدة للاوضاع في البلاد التي تعدها اميركا والامم المتحدة؟
- حكومتي دعت دائماً لعقد مؤتمر مصالحة وطنية وناشدت المجتمع الدولي التدخل لمساعدة الصوماليين لايقاف الحرب الاهلية وحل مشاكلهم بأنفسهم. المناخ ملائم الآن لعقد هذا المؤتمر وايجاد حكومة قومية ذات قاعدة سياسية عريضة. وسيكون مؤتمر اديس ابابا المقبل بمثابة تحضير لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي آمل ان تشارك فيه كل الفصائل.
ما هو دوركم في تحديد بقاء او انسحاب القوات الدولية من الصومال؟
- نحن دعونا دائماً لارسال هذه القوات لحفظ السلام بعد ان ادركنا اننا لا نستطيع بمفردنا وكصوماليين حل مشكلة البلاد فاذا حققت هذه القوات اهدافها في توفير الامن والاستقرار فنحن نأمل في عودتها الى بلادها ولا استطيع القول اننا في وضع يمكننا الطلب منها الخروج من الصومال أو البقاء فيه لأن الاوضاع والامور في البلاد خرجت من أيدينا.
كيف يتم تنفيذ الاتفاق بسحب قواتكما أنت وعيديد من مقديشو وكم عددها؟
- من جانبي قمت باخراج قواتي من العاصمة الى مسافة حوالي ثلاثين كيلومتراً ومعها العربات المسلحة وهي حالياً في معسكرات تحت حمايتنا واشراف القوات الاميركية.
ما موقف الرئيس السابق سياد بري وقواته التي يقودها صهره الجنرال مورغان؟
- سياد بري موجود حالياً في نيجيريا لاجئ سياسي ولا وجود له داخل الصومال اما الجنرال مورغان فهو في رأينا أحد جنرالات سياد بري السابقين ولهم الحق في المشاركة في المصالحة الوطنية اذا شاء جميع المواطنين. وأما المحاسبة عن الماضي فمتروكة للشعب.
ماذا بحثت مع الاثيوبيين خلال زيارتك الاخيرة لأديس أبابا وهل يشكل موضوع اقليم اوغادين مشكلة بين البلدين قد تثار؟
- بحثت مع الرئيس الاثيوبي زناوي مراجعة العلاقات الثنائية بين البلدين التي كانت قائمة على العداء في السابق وسبل تطويرها والتعاون المشترك لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة واتفقنا على ان البلدين مختلفان عن الماضي وعلى اننا نؤيد الديموقراطية وتحقيق رغبات الشعبين بالاضافة الى ان الدستور الاثيوبي الجديد يعطي القوميات حق تقرير المصير سواء خيار الفيدرالية أو الانفصال وبالتالي فان الاوغادين ليست موضوع عداء بعد اليوم.
هناك فتور في صلاتكم العربية والاسلامية. لماذا؟
- الدول العربية والاسلامية لم تبادر للأسف كما كنا نتوقع منها مساعدتنا خلال الحرب الاهلية رغم نداءاتنا المتكررة لها. ورغم اننا أعضاء في الجامعة العربية والمنظمات الاسلامية وتجمعنا رابطة الدم والعقيدة بينما ساعدنا آخرون لا تجمعنا بهم الروابط نفسها. السعوديون وحدهم قدموا مساعدات بينما وعد السودان بتقديم مساعدات تبلغ مائة الف طن لم تصل بعد.
التدخل الاجنبي في الصومال بهذا الحجم سيثير معارضة داخلية بدأت فعلاً خاصة من جانب الاسلاميين، ما رؤيتك لآفاق تطورها وهل تؤمن بأنها تجد دعماً من ايران والسودان كما اعلنت بعض الفصائل الصومالية؟
- الصوماليون مسلمون لكنهم يتحفظون على من يستخدمون الدين كسلاح سياسي وهؤلاء لا قاعدة لهم ولا مستقبل في الصومال ونحن نسمع ان ايران تدعمهم عبر السودان لكن لم يثبت لنا ذلك ونعتقد ان السودان قد لا يرغب في زيادة الصراع في الصومال من خلال دعم انشطة القوى الاسلامية هذه.
جهود الامم المتحدة للاغاثة هل هي كافية حتى الآن؟
- لا أستطيع القول اننا راضون كلياً عن هذه الجهود لأن حجم المشكلة أكبر من حجم المساعدات التي قدمتها الاسرة الدولية لكننا نقدرها ونأمل في زيادتها.
لماذا لم يعد رئيس وزرائك السابق عمر عرته غالب من الرياض بعد استقرار الاوضاع هنا؟
- غالب لا يزال رئيساً لوزرائي وهو خرج بسبب صعوبة الاتصالات الخارجية خلال الحرب وأنا طلبت منه ان يعمل كمنسق خارجي للحكومة مع دول العالم وأدى هذه المهمة بنجاح وأتوقع ان يعود الى البلاد لمواصلة نشاطه.
اتهمت من قبل بتوقيع اتفاقيات مع شركات ايطالية لدفن نفايات نووية في الصومال في مقابل المال. أين وصلت هذ المسألة؟
- لقد شكلت لجنة محايدة للتحقيق في الموضوع وأرسلت منظمة الامم المتحدة للبيئة فريقاً متخصصاً للتحقيق في الاتهام وخرج بتقرير فحواه ان المسألة لا تعدو ان تكون اشاعة لا صحة لها.
الجنرال عيديد
المقابلة الثانية جرت مع الجنرال عيديد وهذا نصها:
موافقتكما انت وعلي مهدي على انهاء الحرب تحت مظلة التدخل الاميركي والدولي تظهر في رأي البعض أنه لم تكن هناك قضية أو هدف للحرب سوى الصراع القبلي والمصالح الخاصة. هل هذا صحيح؟
- لا اريد التحدث عما مضى لكن المشكلة في الصومال هي النزاع القبلي والعشائري حول الهيكل الاجتماعي. والعشائرية اوجدها الرئيس السابق سياد بري وهي سرطان عندما يساء استخدامها وأعددنا حالياً خططاً لانهائها تشمل برنامجاً لتوحيد القبائل. وفي الحقيقة كانت هناك مبادرات من دول اخرى لحل الصراع لكن بعضها كان منحازاً الى بعض اطراف النزاع لذا لم نقبلها كما حدث مع مبادرات منظمة الوحدة الافريقية في مؤتمرها الاخير في السنغال.
عارضت التدخل الاجنبي في الصومال ثم عدت ووافقت عليه ما هي الاسباب التي دعتك الى تغيير موقفك المبدئي هذا؟
- لم اعارض تقديم المساعدات الانسانية للصومال لكنني عارضت التدخل الاجنبي خاصة من جانب دول لها مصالح في الصراع الدائر في الصومال او متورطة فيه مثل مصر وايطاليا ونيجيريا وكينيا وعموماً انا الآن لا اعارض الوجود الاميركي والدولي واؤمن بأنه لا يهدف الى الاحتلال أو التدخل في شؤوننا الداخلية. هذه هي قناعتي الآن.
هل ينجح مؤتمر أديس أبابا في حل خلافات الفصائل الصومالية؟
- نأخذ على الامم المتحدة انها لا تستشيرنا في ما يخصنا فهي لم تستشرنا في نوعية القوات الدولية المرسلة الى الصومال ولا في المؤتمرات التي تعقدها حول الصومال ولا حول الترتيبات الجديدة للاوضاع في البلاد. ونحن نرى ان مؤتمر اديس ابابا يجب ان يعقد في الصومال لاعطاء فرصة للصوماليين للحوار لحل مشاكلهم والامم المتحدة لم تدع الى المؤتمر كل الفصائل المتحاربة في وقت بدأنا الحوار لتوحيد المواقف قبل المؤتمر مما قد يؤدي الى تفريق الصفوف وفشل المساعي لتحقيق مصالحة وطنية.
لديكم مواقف غير ودية تجاه الدول العربية. لماذا؟
- الدول العربية امتنعت عن تقديم المساعدات اللازمة للصومال لمواجهة المجاعة وانهاء الحرب عكس ما كنا نتوقعه، مما أوجد نوعاً من المرارة لدى الصوماليين.
عبرت مراراً عن ثقتك في إشراف الامم المتحدة على عمليات الاغاثة في الصومال لماذا؟
- نحن نرى ان جهود الامم المتحدة بطيئة وغير كافية كما اننا لا نعرف حجم المساعدات التي تقدم للصومال عبر الامم المتحدة وكيف توزع ونريد ان يتم ذلك بمعرفتنا وبمشاركتنا وعندنا خبراء في هذا الجانب ونأمل من المجتمع الدولي ان يزيد من المساعدات الانسانية لنا بحيث لا تقتصر على الامم المتحدة وحدها مباشرة وان تأخذ شكل برامج تأهيل.
اتهمتم بعض دول الجوار بدعم قوات سياد بري. ما هو حجم التهديد الذي تمثله للاوضاع الحالية في البلاد القوى المؤيدة لبري؟
- سياد بري في نيجيريا لكن قواته التي يقودها صهره الجنرال مورغان تخلق لنا مشاكل على الحدود مع كينيا التي تدعمها بالمؤن والذخائر ووسائل النقل وتسمح له بجمع الجنود من معسكرات اللاجئين الصوماليين في شمال كينيا. وقد طلبنا منها رسمياً ايقاف هذا الدعم لأنه يؤثر على علاقات البلدين وعلى الاوضاع في القرن الافريقي.
الاسلاميون في الصومال مقتنعون بان التدخل الاجنبي موجه في الاساس ضدهم ويقفون ضده مبدئياً. ما هي رؤيتك لمستقبلهم في البلاد في ضوء ذلك؟
- الصوماليون مسلمون بنسبة مائة بالمئة ونؤمن بأن وحدة المسلمين يجب ان تتم على اساس التفسير السليم للدين. وفي السابق قام الاتحاد الاسلامي الصومالي بشراء الاسلحة من السوق لمناصرة سياد بري وحاربونا معه وهزمناهم. عموماً لا اتوقع ان يكون للاتحاد الاسلامي أي تأثير كبير في البلاد.
قالت منظمات يهودية انكم قبلتم مساعدات اسرائيلية انسانية، خاصة في مجال إيواء اللاجئين، هل هذا صحيح؟
- العرض الاسرائيلي بالمساعدة قدم الى اجتماع أديس أبابا الاخير حول الصومال الذي عقدته الامم المتحدة ولم يقدم الينا مباشرة ونحن عموماً نرحب بأية دولة تقدم مساعدات انسانية للصومال، واسرائيل دفعت 30 مليون دولار لدعم جهود الامم المتحدة للاغاثة في الصومال.
عصمت كتاني
المقابلة الثالثة جرت مع عصمت كتاني وهذا نصها:
تدخل الامم المتحدة واميركا في الصومال اعتبره البعض سابقة قد تتكرر وعارضه بعض الفصائل الصومالية الرئيسية. ما رأيكم؟
- لم تحتاج الامم المتحدة الى موافقة الصوماليين لأن العملية ملزمة بنص الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة وهذه رابع مرة يتخذ فيها مجلس الامن الدولي مثل هذا الاجراء وكانت الاولى عام 1950 في كوريا والثانية عام 1960 في الكونغو والثالثة في العراق والكويت عام 1990 وجاءت العملية الاخيرة في الصومال لأن الطرق الاخرى لايصال المساعدات الانسانية كانت مسدودة. وفي الحقيقة ان تتم هذه المساعدات بموجب احكام الفصل السابع من الميثاق تعتبر سابقة.
الولايات المتحدة بحكم قيادتها لعملية "اعادة الامل" تشرف عليها في الواقع اكثر من الامم المتحدة. ما هو التأثير المتوقع لذلك على مسار العملية وتحديد مداها وما هو حجم مشاركة الدول الاخرى حتى الآن؟
- تحقيق السلام في بلد متفتت كالصومال لا حكومة معترف بها فيه ولا دولة ذات كيان عملية طويلة الامد. الصومال هي الدولة الوحيدة العضو في الامم المتحدة التي ليس لها تمثيل في المنظمة الدولية حالياً. حول مدى العملية فهي حسب قرار الامين العام للامم المتحدة تتكون من مرحلتين، الاولى تأمين الاغاثة والقيادة فيها لاميركا ثم تتحول العملية في المرحلة الثانية الى عملية حفظ السلام بواسطة واشراف الامم المتحدة. وهناك حالياً ما يقارب اربعين دولة اعلنت موافقتها على المشاركة في العملية ونحن ننسق مع العسكريين من خلال غرفة عمليات مشتركة يشرف عليها مكتبي.
تدخلت الامم المتحدة في الصومال بينما لم تفعل الشيء نفسه في البوسنة والهرسك لماذا؟
- مثل هذا التدخل يحدده مجلس الامن الدولي وليس الامين العام.
ما هي احتمالات أن تتكرر تجربة الصومال في دول اخرى فيحدث تدخل اميركي ودولي في دول تعاني من الحروب الاهلية مثل السودان خصوصاً في ضوء قرار الجمعية العمومية الاخير حول حقوق الانسان في السودان؟
- هناك فارق كبير بين الحالتين. ففي الصومال فوضى كاملة ولا حكومة كما ان القرار الذي اصدرته الامم المتحدة حول اوضاع حقوق الانسان في السودان صدر عن الجمعية العمومية وليس عن مجلس الامن. صحيح ان كل شيء ممكن ولكن الموضوعين مختلفان.
كيف ستكون الترتيبات الجديدة للاوضاع السياسية في الصومال وما دوركم في تحقيق المصالحة بين الفصائل الصومالية ونزع سلاح الفصائل؟
- هذه الترتيبات تبحث الآن في نيويورك بين الامين العام للامم المتحدة والادارة الاميركية للاعداد لتحول مرن للاوضاع السياسية في البلاد نحو الاستقرار كما تجري اتصالات مستمرة مع كل الجهات المعنية لتحديد من يبقى ومن ينسحب من الجنود. أما نزع السلاح فهو امر يتم تحديده بين الامين العام والقوات الاميركية. وبخصوص المصالحة الوطنية ستبدأ الامم المتحدة التحضير لمؤتمر للمصالحة الوطنية بين الصوماليين يعقد بعد شهر أو شهرين من الاجتماع غير الرسمي الذي دعت اليه الامم المتحدة في أديس أبابا هذا الشهر. ووجه الامين العام الدعوة لحضوره الى 11 منظمة صومالية سياسية اضافة الى الامناء العامين للجامعة العربية ومنظمة الوحدة الافريقية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ورئيس لجنة الدول الخمس حول القرن الافريقي، الذي هو نائب خارجية اثيوبيا كما سيزور الامين العام عدداً من دول المنطقة منها السودان وجيبوتي واريتريا بعد الاجتماع في اطار الاعداد لمؤتمر المصالحة والذي يفترض ان يلعب الصوماليون فيه الدور الاساسي باعتبار ان دور الامم المتحدة هو توفير خيمة المفاوضات. وأثق انهم سيحلون مشاكلهم عندما يجتمعون لأن مشكلتهم الاساسية هي عدم وجود اتصالات بينهم واتمنى ان تنجح جهودنا لبدء بناء الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الصومال.
اتهمكم الجنرال عيديد بالانحياز الى بعض اطراف النزاع، حتى في توزيع الاغاثة هل هذا صحيح؟
- نحن في الامم المتحدة نرى أن الصوماليين سواسية ونهدف الى جمع شملهم وإعادة تركيب حياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.