تحوّل دور القوات الأميركية في العراق خلال الشهور الماضية في شكل تصاعدي من دور قتالي إلى مهمة حفظ السلام بفضل سلسلة اتفاقات وقف النار مع المتمردين، وفقاً لخبراء أميركيين. وقال ستيفن بيدل الخبير في السياسة الدفاعية في المركز الفكري مجلس العلاقات الخارجية إن هذه الاتفاقات أدت الى حد كبير الى انخفاض أعمال العنف وسببت بالتالي تعديل دور العسكريين الأميركيين في العراق. وأضاف بيدل لصحافيين أن"مهمة الأميركيين بدأت بالتحول من مواجهة المتمردين كما كنا نفهمها سابقاً، الى مهمة أقرب الى حفظ السلام منها إلى القتال". وتابع الخبير ذاته أن الأمر"انتهى بنا إلى العمل كشرطة للمحافظة على اتفاقات وقف النار التي وقعها المقاتلون ومراقبة تطبيقها"، مؤكداً أن هذا الأمر"سيستمر على الارجح ما لم نواجه مشاكل جدية تتمثل في انهيار وقف النار". وأكد أن الابقاء على هذا الوضع يشكل"التحدي الرئيسي"الذي تواجهه الولاياتالمتحدة خلال الأشهر المقبلة. من جهته، رأى فالي نصر الخبير في المعهد ذاته والمتخصص في دراسات الشرق الاوسط، فقال إن للولايات المتحدة دوراً رئيسياً تلعبه في العراق على رغم تحسن الوضع الأمني. وقال إن"من المهم جداً الاشارة إلى أن الولاياتالمتحدة في مركز كل هذه الامور والمكاسب التي تحققت في العراق لم تسهل على الولاياتالمتحدة ايجاد وسيلة للخروج من العراق". وأضاف أن"النجاح يعني أن المهمة الأميركية في العراق يجب أن تنتقل من الامن الذي علينا أن نبقى معه حذرين، الى القيام بمزيد من العمل من أجل بناء الدولة". وأكد بيدل العائد من زيارة للعراق أن التحول في طبيعة الدور الأميركي في العراق يجري"دون خطط". وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس توقع في تصريح نهاية الشهر الماضي بأن يتمكن من تقديم توصية بخفض جديد لعديد القوات الأميركية في العراق، قبل أن يتولى منصبه على رأس القيادة الأميركية الوسطى في أيلول سبتمبر المقبل. وذكر الجنرال بترايوس في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قبل تثبيته في منصبه الجديد قائدا للقيادة الوسطى الأميركية:"أعتقد بأنه يمكنني أن أوصي بخفض جديد في عديد القوات في ذلك الوقت". وينتشر حوالي 155 ألف جندي أميركي في العراق حالياً، سينخفض عددهم الى 140 ألفاً في حلول تموز يوليو المقبل. وعين الجنرال رايموند أوديرنو مساعده السابق، قائداً للقوات الاميركية في العراق خلفاً لبترايوس. وقال بيدل إن هذا التغيير في القيادة سيؤدي على الأرجح إلى"مراجعة الوضع على الأرض، ويكشف الاتجاه الذي يجب أن نسلكه".