تعرضت مدرسة حكومية يمنية مجاورة لمبنى السفارة الاميركية في صنعاء لاعتداء بالقنابل اليدوية قام به مجهولون. وقالت مصادر يمنية ان"عناصر متطرفة نفذت الهجوم على المدرسة بثلاث قذائف عن بعد". ورأت الخارجية الاميركية ان السفارة ربما كانت هدف الهجوم الذي أوضحت انه جرى بقذائف هاون. وتزامن الحادث مع تفجير استهدف مقراً أمنياً في جعار، عاصمة محافظة أبين الجنوبية، أسفر عن جرح خمسة من رجال الامن، ورجحت مصادر ان يكون متشددون قريبون الى تنظيم"القاعدة"وراءه. وبحسب رواية يمنية أولى، هاجم مجهولون"مدرسة 7 يوليو للبنات"في صنعاء ظهر أمس بقنابل يدوية، أثناء مغادرة طالبات الفترة الصباحية ودخول طالبات الفترة المسائية. وأسفر الحادث عن مقتل احد رجال الامن من حراس المدرسة واصابة اربعة حراس آخرين، وجرح 15 طالبة على الأقل، جروح معظمهن خطرة. وتفقد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المصابين في المستشفى، وأمر بنقل الحالات الخطرة بينهم للعلاج خارج اليمن على نفقة الدولة، وحض اجهزة الامن في الاسراع في التحقيقات للقبض على الفاعلين وسوقهم الى المحاكمة. واغلقت المدرسة ابوابها إثر الحادث، فيما اقفلت قوات من الأمن والشرطة الطرق المؤدية الى المدرسة والأسوار الخلفية للسفارة الأميركية وباشرت التحقيق. وأصدرت السفارة الأميركية بياناً حول الحادث، جاء فيه أن مبناها لم يصب بأي اضرار نتيجة الهجوم على المدرسة، غير أنها أغلقت أبوابها خلال الدوام الرسمي أمس كإجراء احترازي. وتضمن البيان معلومات مهمة أشارت الى أن الهجوم على المدرسة تم بواسطة 3 قذائف هاون وليس بقنابل يدوية، كما ذكرت معلومات المصادر الأمنية اليمنية. اما الخارجية الاميركية، فاعتبرت ان السفارة ربما كانت هدف الهجوم. وقال الناطق باسمها توم كايسي، ردا على سؤال عن كون الاعتداء"موجهاً"ضد الولاياتالمتحدة:"اعتقد بان في امكاننا الاعلان بشكل شبه مؤكد ان السفارة كانت هدفاً محتملا ان لم تكن الهدف الفعلي"للاعتداء. واضاف:"من الواضح انه ينبغي اجراء تحقيق لكنني اعتقد بان التصور العام هو ان هذه القذائف اطلقت في اتجاه السفارة". وقال كايسي ان"مجهولين"اطلقوا ثلاث قذائف هاون في محيط السفارة الاميركية، موضحاً ان الحادث لم يؤد الى اصابة السفارة او وقوع جرحى في صفوف الموظفين والمواطنين الاميركيين. واضاف:"اننا ندين بالطبع أي اعمال عنف سواء كانت موجهة ضدنا او ضد أي كان". وزاد ان الولاياتالمتحدة ستساعد السلطات اليمنية في تحقيقاتها في الهجوم و"تأمل في التوصل الى تحديد المسؤول عنه وجلبه الى العدالة". وفيما لم يصدر عن السلطات اليمنية اي تعليق رسمي على حادث أبين، قالت مصادر متطابقة ل"الحياة"إن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة زرعها مجهولون عند سور مبنى تابع لأمن محافظة أبين شمال شرقي عدن في عاصمتها جعار، وربما تم تفجيرها من بعد. وأضافت ان دوريات أمنية وسيارات إسعاف هرعت الى الموقع بعد لحظات من الانفجار وأن خمسة جنود أصيبوا بجروح وتم نقلهم الى أحد مستشفيات المدينة، فيما باشرت الأجهزة الأمنية تحقيقاتها. وأشارت المصادر الى احتمال أن تكون عناصر متطرفة تنتمي الى تنظيم"القاعدة"تقف وراء الهجوم، على خلفية الاجراءات الأمنية والملاحقات المستمرة من السلطات لمطلوبين ينتمون الى التنظيم الارهابي والتيارات الملحقة به، والذين يلجأون عادة الى محافظة أبين التي شهدت خلال السنوات الأخيرة مواجهات عنيفة بين الحكومة وتنظيم"القاعدة"في اليمن.