"طلبت من فرانسوا هولاند ان يغادر المنزل وان يعيش قصته الغرامية التي انتشرت في الصحف والكتب، وتمنيت له السعادة". بهذه الكلمات أكدت سيغولين رويال التي خاضت انتخابات الرئاسة الفرنسية مرشحة عن الحزب الاشتراكي، في حديث اذاعي ما يتضمنه كتاب يصدر غداً من إعداد صحافيين في"وكالة الصحافة الفرنسية"، ويتناول انفصالها عن الامين العام للحزب، شريك حياتها ووالد أبنائها. وكان هولاند أصدر من جانبه أول من أمس، بياناً أكد فيه انفصاله عن رويال. وسبق هذا الاعلان كتاب بعنوان"لا فام فاتال"المرأة الفتاكة أعدته الصحافية رافائيل باكيه، بعد هزيمة رويال في الرئاسة، وتناولت فيه"العاصفة"التي هزت الزوجين رويال وهولاند. وروت باكيه انه بعد مؤتمر الحزب الاشتراكي سنة 2005 في مدينة لومان كان هولاند يتعافى من المصاعب التي تخللت المؤتمر، فيما كان الحزب الاشتراكي يتخبط في خلافات سياسية نجمت عن رفض الفرنسيين عبر استفتاء 29 ايار مايو المعاهدة الدستورية الأوروبية التي أيدها هولاند. وعقب هذا المؤتمر، دعا هولاند صديقيه الاشتراكيين جوليان دري وفرانسوا ربسامين الى العشاء في مطعم ليب الشهير، حيث تلقى عند حوالي الساعة العاشرة والنصف اتصالاً هاتفياً غادر بعده العشاء فجأة تاركاً بطاقته"الفيزا"لدفع الفاتورة. وبعد لحظات على ذلك، اتصلت رويال التي كانت تحاول الاتصال بهولاند من دون جدوى، بالصديقين دري وربسامين اللذين كان يجهلان المكان الذي قصده هولاند. وتقول باكيه ان الصديقين"كانا شاهدين على خلاف شخصي"بين الزوجين، وتضيف ان المعاتبات والخلافات ازدادت نتيجة غيرة رويال، خصوصاً حيال اهتمام هولاند بصحافية جميلة شقراء وذكية تغطي نشاطات الحزب الاشتراكي. وتشير الى ان رويال طلبت من ابنها توماس، وهو أكبر أولادهما الأربعة، الاتصال بإدارة المجلة حيث تعمل الصحافية للمطالبة باعفائها من مهمة متابعة نشاط الحزب. وتذكر ان رويال كلفت شقيقها جيرار الذي كان عميلاً للاستخبارات الفرنسية الخارجية الاتصال بالمديرين المسؤولين عن الصحافية ليقول لهم انه"يتخوف من ان تفشل"احدى العمليات"اذا استمرت الصحافية في تغطية نشاط فرانسوا"، وهكذا تم نقل الصحافية وأسندت اليها مهمة أخرى. وحسب باكيه، أدرك الأصدقاء ان الخيانة خطيرة، إذ أنهم رأوا رويال وهولاند دائما معاً"وأدركوا الطموح الخاص لشخصيتها". وكان ذكر ان هولاند ورويال يعتزمان ملاحقة باكيه أمام القضاء بسبب كتابها الذي يتدخل في حياتهما الخاصة. ورغم عيشهما المشترك على مدى سنوات طويلة، رفضت رويال الزواج من هولاند لأنها اعتبرت ان المؤسسة الزوجية ليست نموذجية، خصوصاً في ضوء ما عانته والدتها هيلين مع والد متسلط وصارم، كان عسكرياً. ووجدت في هولاند رجلاً مناقضاً لوالدها، فهو محب ومنفتح ولين، لكنها بدأت تضع مسافة بينهما اعتبارا من 2005، بحسب باكيه، فبدأ الأصدقاء، وبينهم وزير الشؤون الأوروبية جان بيار جوبيه وزوجته، يستقبلون هولاند بمفرده. واقحمت رويال اعلانها حول حياتها الخاصة مع هولاند في المجال السياسي، كونها تطمح للحلول محله في الأمانة العامة للحزب، في ضوء الدور الذي لعبته في الانتخابات الاشتراعية، والذي قلص من خسائر الحزب. والمعروف حتى الآن ان الصحافة في فرنسا لا تتطرق الى الحياة الخاصة للسياسيين الذين لمعظمهم علاقات غرامية خارج الزواج. لكن هذا التقليد شهد للمرة الاولى بعض التحول، بعدما غادرت زوجة الرئيس الفرنسي سيسيليا ساركوزي المنزل الزوجي، عندما كان لا يزال وزيراً للداخلية. ويتمثل التحول الآخر في إعلان رويال وهولاند انفصالهما، بعدما تداخلت الامور وصار لقضيتهما بُعد سياسي.