كشف إسلاميون "تائبون" في الجزائر أن قيادة جماعة"حماة الدعوة السلفية"المسلحة التي يتزعمها شخص لقبه "سليم الأفغاني"، قطعت اتصالاتها مع تنظيم"القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، بعد محاولات لضمها إلى صفوفه، إثر خلاف حول المنهج. وأكد"تائب"من"الجماعة السلفية للدعوة والقتال""القاعدة"حالياً أن الاتصالات التي بدأت في شهر رمضان الماضي، أي بين تشرين الأول أكتوبر وتشرين الثاني نوفمبر، بطلب من قائد التنظيم"أبي مصعب عبدالودود"، توقفت في نهاية شباط فبراير الماضي بإعلان"الأفغاني"رفضه طلب الانضمام إلى"القاعدة"وطلبه عدم إرسال مبعوثين إليه في المستقبل، ما لم يتغير منهج التنظيم. وقال الناشط السابق الذي يُعرف بإسم"أبو المثنى"ل"الحياة"إن"الأفغاني أبلغ أبا مصعب عبدالودود رفضه الانضمام إلى القاعدة تحت إمارته لأسباب عدة، منها أن عبدالودود يعامل المدنيين الأبرياء كأنهم صليبيون أو مرتدون، إضافة إلى تخليه عن الشرع وتركيزه على تجنيد شبان يستخدمهم في العمليات الانتحارية". وأضاف أن أحد قيادات الجماعة أخبره قبل بضعة شهور أن"الأفغاني تعامل بازدراء مع المبعوث الذي أوفده أبو مصعب، ومما جاء في كلامه قوله: لا فرق بينكم وبين ال"جيا""الجماعة الإسلامية المسلحة""، وهو تصريح أكده أيضاً التائب إبراهيم بوفاريك الذي كان ينشط في جبل قرقور، وقال إنه سمع هذا الكلام قبل تخليه عن العمل المسلح في 18 نيسان أبريل الماضي. وتعتبر جماعة"حماة الدعوة"من أبرز التنظيمات التي تنشط في غرب البلاد، وكانت أول من أيد تنظيم"القاعدة"بعد هجمات 11 أيلول على الولاياتالمتحدة، وهي تتشكل من ناشطين سابقين في"كتيبة الأهوال"التابعة ل"الجماعة الإسلامية المسلحة"، قبل أن ينشقوا عنها بسبب تورطها في مذابح جماعية. وكشف"أبو المثنى"أن الأفغاني رفض أيضاً أن يلتحق بتنظيم يسيّر القرار فيه"أجانب بدل الجزائريين"ممن لهم معرفة بالسكان، كما رفض أسلوب"الجماعة السلفية"في السطو على أموال الجزائريين وترويعهم على حواجز مزيفة وخطف الأبرياء لابتزازهم، وهي تقريباً الأسباب ذاتها التي حرّكت عدداً من القيادات المرجعية في"الجماعة السلفية"لإبداء تحفظات عن نهج"أبي مصعب". إلى ذلك، أ ف ب بثت قناة"الجزيرة"أمس مقتطفات من فيلم يظهر تحضيرات لاعتداءات 11 نيسان الماضي التي استهدفت قصر الحكومة الجزائرية ومركزين أمنيين وأسفرت عن مقتل ثلاثين شخصاً وجرح 220 آخرين، وتبناها تنظيم"القاعدة". ويُظهر الفيلم الذي يتوقع أن ينشر على مواقع إسلامية في وقت لاحق، أبا مصعب عبدالودود، واسمه عبدالمالك دوركدال، وهو يحض أتباعه على الجهاد. وقال أمير التنظيم:"هذه حرب صليبية على الإسلام ومعركة مصيرية بين الكفر والإيمان، فمن فاتته هذه الحرب فاتته فرصة العمر وحُرم الأجر". وظهر الرجل في الشريط بلحية سوداء طويلة وهو يرتدي ثياباً عسكرية وعلى رأسه عمامة زيتية. وتظهر مشاهد أخرى الانتحاريين الثلاثة وهم يدلون بوصاياهم، فيما تظهر أيضاً بعض مشاهد التحضير للاعتداءات، وكذلك الانفجارات التي نفذت بسيارات مفخخة. وسبق ان نشرت المجموعة صور الانتحاريين على الانترنت إثر التفجيرات التي استهدفت القصر الحكومي في العاصمة ومركزين للشرطة في ضاحية باب الزوار.