رضخ الادعاء العام في إسرائيل الى ضغوط نواب الأحزاب الصهيونية المختلفة لتقديم رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الجناح الشمالي الشيخ رائد صلاح للمحاكمة، على خلفية نشاطه الاحتجاجي وحركته ضد الحفريات الإسرائيلية في تلة باب المغاربة المتاخمة للمسجد الأقصى المبارك. وأعلن نائب المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية شاي نيتسان أمس انه بعد استشارة المستشار ميني مزوز وبالتنسيق مع المدعي العام عران شندار، أصدر تعليماته إلى الشرطة بفتح تحقيق جنائي مع الشيخ رائد بشبهة"التحريض على العنف وتشجيع الكراهية والعصيان"، وذلك اعتمادا على خطاب ألقاه الشيخ في التظاهرة الاحتجاجية التي نظمتها الحركة قبل أسبوعين في مدينة الناصرة، وفي خطبة الجمعة الماضي في خيمة الاعتصام في واد الجوز في القدسالمحتلة. ووفقا للمعلومات التي توافرت لدى النيابة العامة، فإن الشيخ رائد"دعا كل مسلم وعربي في العالم إلى انتفاضة من أجل إنقاذ القدس والمسجد الأقصى"، وقال أيضا"لسنا نحن الذين سمحنا لأنفسنا بتناول وجبة من الخبز والجبنة من دم الأطفال". لكن وسائل إعلام عبرية أشارت إلى أن أكثر ما رجح الكفة لفتح التحقيق قول الشيخ ان"الرتب العسكرية على أكتاف الضباط الاسرائيليين مصنوعة من جماجم الشهداء الفلسطينيين... وهذا هو المعيار للتدرج في المؤسسة الإسرائيلية... من يقتل أكثر يتقدم أكثر... إن أجمل اللحظات في حياتنا ستحصل عندما نلتقي رب العالمين كشهداء الأقصى". وكانت النيابة العامة قدمت قبل ثلاثة أسابيع لائحة اتهام للشيخ ب"المشاركة في إخلال النظام العام والاعتداء على شرطي وتشويش عمل الشرطة"أثناء التظاهرة الأولى ضد الحفريات. وكانت محكمة إسرائيلية في القدس أصدرت أمرا يمنع الشيخ من الاقتراب من موقع الحفريات مسافة 150 مترا. وعقب ناطق باسم الحركة الإسلامية المحامي زاهي نجيدات على قرار فتح التحقيق الجنائي ضد الشيخ رائد بالقول:"نحن ماضون في رفع صرخة الأقصى عاليا وفي قول كلمة الحق شاء من شاء وأبى من أبى". وأضاف ان الحركة الإسلامية"مرت في ظروف أصعب من هذه ولن تزيدها هذه التحقيقات الا رسوخا". إلى ذلك، دعا قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي أبناء الشعب الفلسطيني، وتحديداً أبناء فلسطينالمحتلة عام 1948، إلى التوجه اليوم الجمعة بكثافة إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه والدفاع عنه وحمايته من الأخطار المحدقة به نتيجة استمرار الحفريات الإسرائيلية تحت أساساته على نطاق أوسع من السابق، ونتيجة أعمال الهدم لما تبقى من المباني التاريخية المجاورة لحائط البراق. وناشد التميمي أبناء الأمتين العربية والإسلامية"في مشارق الأرض ومغاربها، قادة وشعوباً ومنظمات وهيئات، التحرك السريع لنصرة مسرى نبيهم محمد، بإظهار غضبهم واحتجاجهم في مسيرات وتظاهرات في كل المدن العربية والإسلامية للتنديد بجريمة الاحتلال ضد المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس". كما طالب المجتمع الدولي ومنظماته الأممية بممارسة الضغط الجاد على حكومة إسرائيل"لوقف إرهابها المنظم ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، ووقف إجراءاتها وانتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى المبارك".