تباينت ردود الفعل في كل من اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 على قرار رئيس بلدية القدس اليهودية اوري لوبوليانسكي تجميد تشييد الجسر الفولاذي في طريق باب المغاربة المتاخم للمسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة، إذ اعتبر في اسرائيلي سلّماً لتمكين الحكومة من النزول عن الشجرة التي تسلقتها وبالتالي تهدئة الخواطر في الشارع الفلسطيني والشارعين العربي والاسلامي، فيما حذرالفلسطينيون من أنه قرار تضليلي يراد منه امتصاص الغضب الشعبي على الممارسات الإسرائيلية. وأوضح حاخام ما يسمى"حائط المبكى"حائط البراق الراب شموئيل رابينوفتش الذي شارك رئيس بلدية القدس في اتخاذ القرار، ان الحفريات الأثرية وأعمال الترميم في طريق باب المغاربة ستستمر بحجة أن بقاء الوضع كما هو يشكل خطرا على سلامة الجمهور. وتابع أن الأشغال ستتواصل ثمانية شهور يتقرر خلالها مصير الجسر العلوي المقررة إقامته. وأضاف للإذاعة الإسرائيلية ان ثمة متسعاً من الوقت لإقرار خريطة الجسر قانونياً وإتاحة الفرصة للجمهور للاطلاع عليه وإبداء الملاحظات. واندلع جدل في اسرائيل بين مؤيد لمواصلة الحفريات وبناء الجسر وبين معارضيها. وفيما قال المؤيدون ان هذه الأشغال هي من صلاحية"هيئة الآثار"الإسرائيلية المخولة العمل أينما تشاء من دون استئذان أحد، أشار المعارضون إلى ان مباشرة العمل تتطلب استصدار قرار من لجنة التنظيم والبناء التابعة لبلدية القدس، وهذا ما لم يتم فعلا، الى ان تدخل مساعد المستشار القضائي للحكومة وبيّن عدم قانونية الأشغال، ما حدا بالمستشار مناحيم مزوز الى الاجتماع مع رئيس بلدية القدس وحاخام"حائط المبكى"واتخاذ القرار بتعليق بناء الجسر الجديد. وأفادت تقارير صحافية ان لوبليانسكي أجرى اخيرا محادثات مع رجال دين مسلمين وممثلي سكان القدسالشرقيةالمحتلة بحثا عن سبل لتهدئة الأوضاع ومن أجل إشراك السكان في مخطط بناء الجسر. وأفاد مسؤول في"هيئة الآثار الاسرائيلية"ان الهيئة شرعت في نصب كاميرات في موقع الحفريات لنقل الأشغال في بث مباشر عبر موقع الهيئة على شبكة الانترنت ابتداء من الأسبوع المقبل. من جهتها، اعتبرت"الهيئة الإسلامية العليا"ومجلس الأوقاف الإسلامية في القدس قرار تعليق بناء الجسر"محاولة تضليلٍ وتمويه"تهدف الى احتواء الأزمة وامتصاص الغضب في الشارع الفلسطيني وفي العالمين العربي والإسلامي. وقالت إن قرار الحكومة الإسرائيلية أول من أمس مواصلة الهدم والحفر في تلة باب المغاربة"دليل على غطرسة المحتلين وإمعانهم في عدوانهم لتنفيذ أطماعهم وجرائمهم تجاه أقدس مقدسات الشعب الفلسطيني والإسلامي، المسجد الأقصى". وأكد بيان صادر عن الهيئتين أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس على استعداد تام للقيام بالترميم اللازم لطريق باب المغاربة والمحافظة عليها بما يضمن الطابع الحضاري الإسلامي لمدينة القدس. وتظاهر أمس العشرات من المقدسيين وفلسطينيي الداخل قبالة باب المغاربة احتجاجاً على استمرار أعمال الهدم والحفر. وفرقت الشرطة المتظاهرين واعتقلت عددا منهم، في حين واصلت انتشارها المكثف في محيط الحرم القدسي الشريف وفي أنحاء المدينة المقدسة تحسباً لمواجهات مع فلسطينيين، كما فرضت قيوداً متشددة على المصلين وواصلت إغلاق معظم المدارس الفلسطينية القريبة من المسجد المبارك. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية ان الشرطة أغلقت عددا من الطرق المحاذية لأسوار البلدة القديمة أمام حركة السير، كما منعت دخول فلسطينيين البلدة القديمة خشية قيامهم برشق الشرطة بالحجارة. ولاحقاً، أعلنت أنها عثرت على عبوة في"طريق الأنفاق"واعتقلت ثلاثة شبان قرب بيت لحم بدعوى أن في حوزتهم عبوة ناسفة وأدوات حادة. في غضون ذلك، قدمت"النيابة العامة"الى محكمة إسرائيلية أمس لائحة اتهام ضد رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية داخل"الخط الأخضر"الشيخ رائد صلاح وأربعة من أعضاء الحركة ب"الاعتداء على أفراد الشرطة"والقيام ب"إخلال النظام العام"خلال تظاهرة نظمتها الحركة في القدس الأسبوع الماضي احتجاجا على الحفريات.