أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن علي الحذيفي -في خطبة الجمعة- أن التقوى هي معيار الكرامة عند الله تعالى وميزان التفاضل في الآخرة، مشيرًا إلى أن الاستقامة على منهاج التقوى والاستنارة بها والعلم بأن المحاسن والمحامد لا تكتمل إلاّ بحسن الخلق وبالتدبر في قول الله تعالى في وصفه للمتقين بالمحسنين بجعل الإحسان إلى الخلق من صفات المتقين: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". وقال: إن المحسنين إلى أخلاقهم هم بمعية الله بوصف لهم بالتقوى والإحسان قال جل من قائل: "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ"، مبيناً أن الله تعالى ربط بين التقوى وحسن الخلق برباط وثيق ففي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم: "اتَّقِ اللَّهَ حيثما كنت، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسن"، كما سُئِل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: "تقوى الله وحسن الخلق". وأضاف أن الارتباط الوثيق وعمق معنى التقوى وحسن الخلق صورة من صور سمو الإسلام وعظمته وشموله لمناحي الحياة واتساع دائرته ليستغرق حياة الناس ويعيش واقعهم، فهو دين عقيدة وأحكام وسلوك لا ينحصر في الشعائر والعبادات الظاهرة فهو دين المعاملات والممارسات والسلوكيات جامع بين تزكية الباطن وتهذيب الظاهر. وبيّن أن الإسلام دين يسمو بالأخلاق وربطها بالإيمان فجعلها من كماله قال صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وخيارهم خيارهم لنسائهم"، متطرقًا إلى حسن الخلق وسمو التعامل مع الخلق وما يترتب عليه من رفعة الدرجات، عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من شيءٍ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإن الله يبغض الفاحش البذيء". وختم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة والقدوة المثلى في الأخلاق السامية والآداب العالية قال تعالى: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا".