التاسع من حزيران يونيو 2006 هو الموعد الرسمي للمباراة الافتتاحية لكأس العالم لكرة القدم بين منتخبي المانيا وكوستاريكا في المجموعة الأولى على ملعب اليانزا ارينا في ميونيخ، ويوم 15 من آيار مايو 2006، هو الموعد الأخير الذي حدده الاتحاد الدولي الفيفا لكل المنتخبات لإعلان أسماء قوائم لاعبيها من 23 لاعباً في كل منتخب. والسباق محتدم بين النجوم الكبار وبين الزمن، في محاولة منهم لضمان إدراج اسمائهم في قوائم منتخباتهم المشاركة في مباريات المونديال. النجم الأبرز الذي تتهدده الظروف المحيطة هو الهداف البرازيلي البارز ادريانو المحترف في انترميلان الإيطالي، وهو الهداف الثاني لبلاده في التصفيات برصيد 6 أهداف خلف رونالدو كبير الهدافين في تصفيات قارة أميركا الجنوبية، وخاض ادريانو 9 مباريات من أصل 18 للبرازيل في التصفيات، لكنه قدم في كأس القارات الصيف الماضي في ألمانيا عروضاً لافتة، وقاد بلاده إلى إحراز الكأس، وسجل 3 أهداف هاتريك في مرمى المنتخب اللدود الارجنتين في المباراة النهائية، وتوج بعدها بكأس أحسن لاعب في البطولة، وكأس الهداف الأول للدورة، ولكن الأيام الأخيرة حملت رياحاً سيئة له بسبب مشكلات في ناديه، ولم يعد أساسياً في شكل دائم مع فريقه، سواء في الدوري الإيطالي أم في مباريات دوري أبطال أوروبا، التي ودعها انترميلان بغرابة في ربع النهائي أمام فياريال الاسباني. ويخشى ادريانو بشدة على مكانه في المنتخب البرازيلي في فرصته الأولى للعب في المونديال، وكان المدرب البرازيلي فيليبي سكولاري استبعده من قائمة البرازيل في كأس العالم الماضية 2002 من دون أن يؤثر استبعاده في المنتخب أو على الخبراء والنقاد. واليوم أكمل ادريانو 24 عاماً، وبات ناضجاً وصاحب خبرة، وضياع فرصته في اللعب في كأس العالم 2006 يهدده بعدم العودة مجدداً لكبرى مسابقات كرة القدم. ومن صاحب اللقب إلى صاحب الملعب والمنتخب الألماني الذي يستضيف النهائيات من دون المشاركة في التصفيات، تأكد غياب صانع ألعاب المانيا وبايرن ميونيخ ميميث شول، بعد أن استبعده المدير الفني كلينسمان نهائياً من القائمة المبدئية للمنتخب وهي ضمت 33 لاعباً، واثار استبعاده ضجيجاً بين أنصار بايرن ميونيخ ولدى الخبراء، لأن شول يعيش أحسن أيامه حالياً، ووجوده بات مؤثراً للغاية لمصلحة فريقه، وهو الأمر الذي اعترف به كلينسمان نفسه، مؤكداً أن أداء شول لافت جداً، ولكن دخوله إلى المنتخب لن يكون مفيداً، لأنه لم يحضر المباريات الإعدادية ولا ينسجم مع النجوم الصاعدين، والحفاظ على هيكل المنتخب واسلوب اللعب والتفاهم بين اللاعبين أهم من الاسماء والنجوم. وعلى رغم تعنت كلينسمان ضد النجوم المخضرمين - ومعظمهم لعب معه، سواء في المنتخب أم في المسابقات المحلية - إلا أن كابتن ألمانيا السابق وحارس مرماها أوليفر كان رد على قرار مديره الفني باستبعاده من التشكيلة الأساسية لمصلحة حارس ارسنال الانكليزي ليهمان، وأعلن كان أنه مستمر مع المنتخب ضمن الاحتياطيين محافظاً على وحدة الفريق. وتبدو كذلك فرصة المهاجم كيفين كوراني هداف شالكة في الانضمام إلى القائمة صعبة جداً بعد أن تحول إلى مقاعد الاحتياطي في ناديه في كل المباريات الأخيرة، وهو تابع تعادل فريقه في ملعبه في غيلز نكيرشين في ذهاب نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي ضد سيفيل الاسباني مشاهداً، ويحمل كوراني الرقم القياسي في عدد المباريات الودية التي خاضها أي لاعب مع كلينسمان منذ توليه تدريب المنتخب الألماني صيف 2004، ولعب كوراني في 20 مباراة وسجل خلالها 10 أهداف، وهو رقم يعادل ما سجله المهاجم المصنف الأول في تشكيلة المانيا حالياً لوكاس بودولسكي في صدارة هدافي المانيا. والمنتخب الانكليزي ليس احسن حالاً من نظيره الألماني، ويعيش مديره الفني السويدي سفن غوران اريكسون أياماً صعبة وفي قلق بالغ على مدافعيه الثلاثة سول كامبل وليدلي كينغ وأشلي كول، وهو اطمأن نسبياً على مهاجمه الخطر مايكل اوين، الذي غاب طوال الشهر الماضي عن ناديه نيوكاسل يونايتد بسبب الاصابة، ولكن أوين عاد وتدرب وبات جاهزاً، ومن المؤكد لحاقه بالقائمة الإنكليزية في المونديال، والاصابة هاجمت كامبل مدافع ارسنال وابعدته عن الملاعب في مطلع العام الحالي، ولم يكد كامبل يكمل يومين في التدريب حتى هاجمته إصابة أخرى، وتعرض لكسر في الأنف سيبعده مجدداً ثلاثة أسابيع، وهو الأمر الذي يقلل من لياقته البدنية والفنية ولا يضمن له مكاناً أساسياً في القائمة، والظهير الأيسر اشلي كول لم يجد مكاناً في فريقه ارسنال على مدار ستة أشهر، وظل احتياطياً لأسباب فنية، وزاد الأمر صعوبة بإصابة ابعدته شهرين، ويرى الخبراء أنه غير جدير بمكان في القائمة على رغم أنه لعب 8 مباريات من أصل 10 في التصفيات وسجل هدفين لمنتخب انكلترا. وثالث الضحايا للاصابات في الدفاع الإنكليزي في الاسابيع الأخيرة هو الظهير الثالث لتوتنهام هوتسبيرز ليدلي كينغ، وتعرض لكسر في العظام الأمامية للقدم اليسرى بسبب الإجهاد الزائد، ونصحه الأطباء بالراحة التامة بعيداً من كرة القدم لمدة أربعة أسابيع. وهو الأمر الذي يعيده إلى التدريب قبل اسبوع واحد من النهائيات، وكان كينغ أساسياً في التصفيات ولعب 6 مباريات. ويعاني المدير الفني الأرجنتيني خوسيه بيكرمان من ضربتين قاصمتين، الأولى في وسط الملعب بعد المرض المفاجئ الذي هاجم لاعب الوسط الأساسي بابلو ايمار، وحرمه من اللعب مع فالنسيا في المباريات منذ ثلاثة أسابيع، وألزمه غرفة العناية الفائقة لاسبوع والفراش لمدة اسبوعين، ويعاني إيمار من التهاب في الغشاء المحيط بالمخ، وهو مرض خطر ونجح الأطباء في السيطرة عليه وبات شفاؤه مؤكداً، ولكن بذل الجهد الزائد غير مطلوب واستعادة إيمار للياقته البدنية العالية غير مؤكدة، وخاض إيمار 8 مباريات مع الأرجنتين في التصفيات وسجل خلالها 3 أهداف. ويفتقد بيكرمان أيضاً جهود نجمه الصاعد وأحسن لاعب في بطولة العالم الأخيرة للشباب ليونيل ميسي، واصيب النجم الذي يعتبره الاسطورة مارادونا خليفته في الملاعب بتمزق عضلي شديد في مباراة فريقه برشلونة الاسباني ضد تشيلسي الإنكليزي في ربع نهائي دوري الأبطال. وغاب عن كل مباريات برشلونة المحلية والدولية، وزاد الطين بلة أنه تعجل في العودة إلى الملاعب وتفاقمت اصابته، وتأجلت مشاركته في التدريبات والمباريات، وإذا استمر التدهور في الاصابة كما حدث أخيراً فلن يشفى قبل 15 آيار مايو، وجاءت تصريحات بيكرمان عنيفة ضد النجم الذي يسعى إلى اللعب في المونديال للمرة الأولى في تاريخه قبل أن يكمل 20 عاماً، وهو لعب 125 دقيقة فقط عبر 3 مباريات في التصفيات، ولكنه اصبح أحد أبرز نجوم برشلونة على الاطلاق. والهولنديون لن يعتمدوا على الثلاثي المخضرم روي ماكاي وكلارنس سيدورف وباتريك كلويفرت، وأعلن المدير الفني الهولندي ماركوفان باستين القائمة المبدئية للمنتخب البرتقالي من دون وجود الثلاثة، ما يؤكد خلو القائمة النهائية منهم في المونديال، ويرى فان باستين أن المهاجمين ديرك كويت هداف الدوري المحلي وارخين روبين جناح تشيلسي وفان دير فارت المتألق مع هامبورغ الألماني والقائد رود فان نيستلروي الهداف الدائم لمانشستر يونايتد الإنكليزي وفيسلي سنايدر وخلفهم القائد المخضرم لبطل الدوري ايندهوفن فيليب كوكو والصاعد ريان بابل، هم الأفضل حالياً في الهجوم الهولندي. والشكوك تحيط بمشاركة العائدين من الاصابات الطويلة أمثال التشيخي جان كولر الذي أجريت له جراحة الرباط الصليبي قبل 4 أشهر، والاسباني زافي والباراغواني سانتا كروز والياباني يانا غيساوا والايطالي كريستيان فييري. والغياب المؤكد للاعب الكوري لي دونغ جوك بعد اصابة عنيفة في الركبة الاسبوع قبل الماضي، ولن يعود إلى الملاعب إلا بعد ثلاثة أشهر، أي بعد نهاية كأس العالم، والحارس الاسترالي مارك شفارزر تعرض إلى اصابة جسيمة مع ناديه الانكليزي ميدلزبرا في نصف نهائي الكأس ضد وستهام، ومشاركته المونديالة صعبة للغاية.