قبل أن يكمل 18 عاماً كشف البرازيلي بيليه عن وجهه الجميل كأحد ابرز نجوم كرة القدم في نهائيات كأس العالم 1958 في السويد، وقاد بلاده الى احراز اللقب للمرة الاولى في التاريخ. وكرر بديله اماريلدو في نهائيات 1962 في شيلي - اصيب بيليه في المباراة الثانية - الانجاز، وقاد البرازيل الى الاحتفاظ باللقب قبل أن يكمل 24 عاماً، وكان الاصغر بين مجموعة من المخضرمين. وخطف البرازيلي ريفيلينو الاضواء في نهائيات 1970 في المكسيك، واهدى بلاده الكأس للمرة الثالثة في وجود الافذاذ بيليه وغيرسون وجايير زينيو وترستاتو وكارلوس البرتو، ولم يتجاوز ريفيلينو عامه ال24 في البطولة. وفي مستهل مشواره مع البرازيل وفي بداية العشرينات كان رونالدينيو احد الاعمدة في فوز بلاده بكأس العالم للمرة الخامسة في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، واحرز هدفاً حاسماً في انكلترا في ربع النهائي. كأس العالم... المسابقة الكبرى التي اعتادت ان تكون ساحة للنجوم المعروفين والمخضرمين، لا تمل أبداً من فتح ابوابها للصاعدين. ومونديال 2006 في المانيا ينتظر منافسة هائلة بين المخضرمين المشاهير، رونالدو ورونالدينيو في البرازيل، وبالاك في المانيا، وديل بييرو وتوتي في ايطاليا، وراؤول غونزاليز في اسبانيا، وزيدان وهنري في فرنسا، وكريسبو في الارجنتين، ونيدفيد في تشيخيا، وفان نيستلروي في هولندا، ولويس فيغو وباوليتا في البرتغال، وبين عدد من الصاعدين الذين يريدون القفز الى قمة الاضواء. "الحياة"تتجول سريعاً بين النجوم الجدد الذين يمكنهم أن يخطفوا الاضواء للمرة الاولى من النجوم التقليديين، والتاريخ يشير الى أن المهاجمين والهدافين هم اصحاب الحظوة الدائمة في سحب البساط من تحت اقدام الجميع في نهائيات كأس العالم السابقة. هداف يوفنتوس الايطالي السويدي فارع الطول زالاتان ابراهيموفيتش، أحد النجوم الذين ينتظرهم الجميع، وهو اللاعب الذي قال عنه حارس مرمى ايطاليا الاول بوفون انه اعظم لاعبي العالم حالياً، ولا يمكن لاي حارس او مدافع ان يتوقع خطوته المقبلة، وقال عنه كريسبو انه احد احسن اللاعبين الذين شاهدهم طوال حياته، واكد المدير الفني لمنتخب انكلترا السويدي اريكسون انه سيكون افضل اللاعبين في مونديال 2006، ووصفته صحيفة صنداي تايمز الانكليزية بأنه خليط من 50 في المئة من راقصي الباليه برشاقته الفائقة ولياقته البدنية العالية، وبين لص الملاعب الذي يغافل حراس المرمى ويهز شباكهم. ابراهيموفيتش اكمل 24 عاماً فقط ولم ينل فرصته في المونديال الماضي الا لدقائق قليلة، ورصيده 18 هدفاً مع منتخب السويد في 36 مباراة دولية. البرازيلي ادريانو مهاجم اخر فارع الطول واكمل 24 عاماً من عمره ايضاً، ويلعب مع انترميلان الايطالي ورصيده 22 هدفاً في 33 مباراة، وتوج هدافاً ونجماً لكأس القارات مع منتخب بلاده في المانيا الصيف الماضي، ولدى ادريانو المهمة الاصعب في المونديال، لان احتلال مكان اساسي في هجوم البرازيل مسألة شاقة، لا سيما في وجود رونالدو وروبينيو ورونالدينيو وكاكا وجونينيو، ويتمتع ادريانو بقوة فريدة مع تسديدات دقيقة وسريعة بقدمه اليسرى. وزميله كاكا اصغر منه عمراً بفارق خمسة ايام فقط، ولعب عدد المباريات الدولية نفسه ولكنه سجل 9 اهداف فقط، وكان احد الاعمدة الرئيسية في الفوز بكأس القارات. وهو يجمع بين الطاقة الكبيرة لبذل جهد وفير وتحركات واسعة في كل ارجاء الملعب، وبين المهارات الفنية العالية في لمساته مع الكرة وتمريراته الرائعة واختراقاته الذكية وتسديداته المتقنة على المرمى. نجم مانشستريونايتد الانكليزي واين روني تألق في نهائيات الامم الاوروبية 2004 وكان هدافاً لبلاده، وينتظر نهائيات مونديال 2006 ليؤكد جدارته عالمياً، قبل أن يكمل 21 عاماً، وهو نموذج للقوة والسرعة والمهارة التي يندر وجودها في مهاجم واحد وفي سن باكرة، ولدى روني فرصة سانحة للتألق في وجود اربعة من افضل لاعبي العالم في التشكيلة الانكليزية. وهم كابتن المنتخب ديفيد بيكهام، ونجما الوسط فرانك لامبارد وستيفن غيرارد اللذان احتلا المركزين الثاني والثالث بين احسن لاعبي اوروبا لعام 2005، والمهاجم مايكل اوين الذي أجاد في كأس العالم في الدورتين السابقتين 1998 و2002. ويضع الاسبان امالاً كبيرة على مهاجمهم الوسيم فرناندو توريس، الذي يفضل البقاء مع ناديه اتليتكو مدريد على حساب الانتقال لاحد الكبيرين ريال مدريد او برشلونة في اسبانيا، ونال توريس فرصته الاولى في بطولة اوروبا 2004، ولكن منتخبه لم يتجاوز الدور الاول، وتصدر توريس قائمة هدافي بلاده في التصفيات برصيد 7 اهداف في 11 مباراة على رغم أنه الاصغر عمراً، واكمل 21 عاماً فقط في اذار مارس الماضي، ما يشير إلى مستقبل طويل وباهر، وهو لاعب سريع وذكي وصاحب رؤية واسعة، ويجيد التسديد بالقدمين ويهرب من الرقابة بوعي اكبر من عمره. ويبقى الارجنتيني البديع ليونيل ميسي، الذي يحتفل خلال المونديال بميلاده ال20، ما يجعله الاصغر بين النجوم الذين تتجه اليهم الاضواء، وهو توج بطلاً ونجماً وهدافاً لبطولة العالم للشباب دون 20 عاماً في هولندا الصيف الماضي، واكد ميسي جدارته وانفراده بين اللاعبين مع ناديه الاسباني برشلونة، على رغم وجوده وسط كوكبة من المبدعين، امثال البرازيلي رونالدينيو والكاميروني ايتو والبرتغالي ديكو. ويجمع ميسي بين السرعة والقوة والرشاقة والمهارة والشجاعة والذكاء، ويرى الكثيرون أنه الفارس الاول للكرة العالمية في السنوات العشر المقبلة. ولا يمكننا اغفال الجناح الايمن الكرواتي السريع داريو سرنا الذي احرز 5 اهداف في التصفيات، وهو احد اعمدة نادي شاختار دونتيسك الكرواتي، ورصيده 32 مباراة دولية و8 اهداف، على رغم أنه لم يكمل 24 عاماً حتى الآن، وهو متخصص في التسجيل من الركلات الحرة. والهداف الالماني الجيد لوكاس بودولسكي يكمل في حزيران يونيو المقبل 21 عاماً، ولكن رصيده مع مدربه يورغن كلينسمان الذي ضمه الى المنتخب 10 اهداف في 18 مباراة دولية، وهو من اسرع اللاعبين واقواهم في التسديد، لا سيما بقدمه اليسرى، وهو هدف لاندية اوروبا الكبيرة، خصوصاً بعد تدهور ناديه كولن في الدوري الالماني الموسم الحالي. والبرتغالي كريستيان رونالدو من مانشتر يونايتد اكمل 21 عاماً وسجل 7 اهداف في 12 مباراة في التصفيات، مهاراته وسرعته حديث العالم. والايطالي البرتو غيلاردينيو يمثل جيلاً جديداً بين الهدافين في اوروبا، بعدما تصدر قائمة هدافي الدوري الايطالي الموسم الماضي، وانتقل بعده الى ميلان واكد جدارته على حساب ابرز هدافي العالم، امثال الاوكراني شيفشينكو ومواطنيه فييري الذي انتقل الى انتر وانزاغي والبرازيلي كاكا، وهو يكمل 24 عاماً بعد نهاية المونديال مباشرة.
