نشيد الظلمات ضوء الشفق يتهاوى: أيتها الأرواح الجزعة، لتكن الظلمات عذبة، في القلب الذي لم يعُدْ يحب! أيتها الينابيع، الينابيع، يجب أن تصغي الينا، أيتها الينابيع، الينابيع التي تعلم الينابيع التي تعلم أن أرواحاً تبقى أن أرواحاً تبقى لتصغي... اسمع: الضوء يتهاوى وفي الأرواح الجزعة عذبة هي الظلمات إسمع: لقد غلبك القدر: لكن القلوب الخفيفة تنتظرها حياة أخرى أمام الأبواب: لم يبق من عذوبة تضاهي الموت كفى كفى كفى إسمع مَن لم يبرح يهدهدك: إسمع الطفلة العذبة التي تهمس في أذنك: كفى كفى وها هي ذي تهب وتتوارى الريحُ: ها هي تعود من البحر وها نحن نحس القلب يلهث القلب الذي يحبنا أكثر! لننظر: منظر الأشجار والمياه أصبح ليلياً والنهر يعبر صموتاً... حلم في السجن في بنفسجيّ الليل أسمع أغنيات من البرونز. الزنزانة بيضاء، السرير المزري أبيض. الزنزانة بيضاء، يجتاحها سيل من الأصوات تأتي لتموت في المهود الملائكية، أصوات ملائكية من البرونز، الزنزانة البيضاء امتلأت. صمت: بنفسجيّ الليل: في خطوط متعرّجة من قضبان بيض، أزرق النوم. إنني أفكر ب"آنيكا": نجمات مقفرات فوق الجبال المغطاة بالثلج: دروب بيضاً مقفرة: ثم، كنائس من رخام، بيضاً: على الدروب، تغني"آنيكا": مهرج ذو عين جهنمية يقودها ويصرخ. قريتي الآن، بين الجبال. إنني،"درابزين"المقبرة، أمام المحطة، انظر الى المرقاة السوداء للآلات، فوق، تحت. لم يحن الليل بعد، صمت تغمزه النيران: الآلات تلتهم وتلتهم مرة تلو مرة الصمت الأسود على سكة الليل. قطار: يزول ورمه، يصل بصمت، يتوقف: إرجوان القطار يعضّ الليل: من السرير المزريّ للمقبرة، دارات العيون الحمر تنتفخ في الليل: ثم كل شيء، يبدو لي، يتغير بالهدير:"من نافذة هاربة، أنا؟ أنا؟ أنا الذي يرفع ذراعيه في الضوء!!!"... القطار يعبر أسفلها، مزمجراً مثل الشيطان.