أعرب الاتحاد الاوروبي عن"خيبة امله الكبيرة"امس, للاجراءات التي مهدت للانتخابات الرئاسية الايرانية في 17 حزيران يونيو المقبل، بقبول مجلس صيانة الدستور ترشيحات ستة من اصل 1008 مرشحين. راجع ص 10 وتعمد المجلس توقيت الاعلان عن قراره ليتزامن مع ذكرى مرور ثماني سنوات على تولي الرئيس محمد خاتمي منصبه، ما دفع المراقبين الى التعليق بأن المحافظين"قضوا على العهد الاصلاحي في ذكرى يوم ولادته". وفي المقابل، ارتفعت حظوظ الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في العودة مجدداً الى سدة الرئاسة. وأقر المجلس في قرار غير قابل للطعن، ستة مرشحين بينهم اثنان من رجال الدين هما: رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام ومهدي كروبي مستشار مرشد الجمهورية والرئيس السابق للبرلمان, اضافة الى اربعة مدنيين هم: علي لاريجاني ممثل المرشد في المجلس الاعلى للامن القومي والرئيس السابق لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون ومحمد باقر قاليباف قائد الشرطة السابق ومحسن رضائي سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق لحرس الثورة ومحمود احمدي نجاد رئيس بلدية العاصمة طهران. واستبعد المجلس مصطفى معين مرشح ابرز الاحزاب الاصلاحية جبهة المشاركة بزعامة محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس ومنظمة مجاهدي الثورة، وأحد ابرز مستشاري الرئيس الايراني. وأعاد ذلك الى الذاكرة الاحداث التي رافقت رفض صلاحيات المرشحين الاصلاحيين الى الانتخابات البرلمانية في شباط فبراير 2004، ما مكن التيار المحافظ بقيادة مرشد الجمهورية علي خامنئي من استعادة سيطرته على البرلمان. وفي مواجهة تلويح جبهة المشاركة الاصلاحية برئاسة محمد رضا خاتمي، بمقاطعة الانتخابات رداً على رفض صلاحية مرشحها معين، طلب مرشد الجمهورية من المجلس اعادة النظر في اهلية ابرز مرشحين للاصلاحيين: معين ومحسن مهر علي زاده. وفسر هذا الطلب بأنه محاولة لتنفيس الازمة داخلياً وتبديد النقمة الخارجية. لكن هذه الخطوة تذكر عملياً بتدخل خامنئي لدى مجلس صيانة الدستور خلال الانتخابات البرلمانية، الامر الذي لم يغير النتيجة لمصلحة الاصلاحيين ودفعهم الى استنتاج ان المرشد"لم يتدخل... لا سلباً ولا ايجاباً". ورجحت مصادر اصلاحية امس، ان تؤول اصوات تيارها في حال لم تنجح المقاطعة، الى رفسنجاني وكروبي"المعتدلين"، على رغم ان استطلاعات الرأي اظهرت تقدم الاول بفارق كبير على الاخير. كذلك يتوقع ان يستفيد رفسنجاني من الخلافات داخل التيار المحافظ وظهورانقسام داخل الجناح الذي يعرف ب"المحافظين الجدد"على تأييد المرشحين قاليباف واحمدي نجاد، ما يؤدي الى انسحاب الاخير لمصلحة الرئيس السابق, اضافة الى انسحاب متوقع لرضائي لمصلحة من يعده بموقع في الحكومة المقبلة. وفي حال حدوث هذا الامر فإن امكان انسحاب لاريجاني لمصلحة رفسنجاني لا تعود مستبعدة، وبذلك يصبح الاخير المرشح الاقوى والمعتدل ويكون اقترب اكثر من الفوز بالرئاسة.