اتخذت الهيئة العامة للبنك العربي في اجتماع غير عادي عقدته يوم أمس قراراً برفع رأسمال المصرف الأكبر في المملكة إلى 356 مليون دينار من 172 مليون دينار هو رأس المال الراهن، وذلك من طريق الاكتتاب الخاص. وقد ترأس الاجتماع المشار إليه السيد عبدالحميد عبدالمجيد شومان الذي أعلن عن الزيادة التي كانت مقررة سابقاً، ولكن حجم رأس المال الجديد لم يكن معروفاً بدقة، إذ كان هناك من يتوقع أن يكون رأسمال المصرف الجديد هو 372 مليون دينار أي ما يعادل ضعف رأس المال السابق. وعلمت"الحياة"أن الفارق بين المبلغ الذي رفع إليه رأس المال وهو 356 مليوناً وبين ضعف رأس المال السابق وهو 372 مليوناً سوف يذهب إلى صندوق خاص بالعسكريين في الجيش الأردني. وكان البنك العربي أعلن في وقت سابق عن نيته زيادة رأسماله بنسبة الضعف، غير أن أنباء غير مؤكدة ترددت عن أن الزيادة ستصل برأسمال المصرف إلى 400 مليون دينار وليس الضعف فقط، ولكن ما حدث يوم أمس أكد أن هذه الأنباء لم تكن دقيقة. وكان البنك العربي قد بدأ العمل في العام 1930 حين افتتح أول فروعه في القدس برأسمال مقداره 15 ألف جنيه فلسطيني، ولكن سلسلة من الزيادات على رأس المال رفعته إلى 40 مليوناً قبل عشر سنوات، ثم إلى 88 مليون دينار في العام الماضي فنحو 172 مليوناً قبل الزيادة الراهنة التي جعلته واحداً من أكبر المصارف العربية من حيث رأس المال. وقدرت مصادر مصرفية تكلفة الاكتتاب بنحو بليون دينار، وهو مبلغ كبير كان سيؤثر على الوضع النقدي في السوق المحلية لو كانت أموال الاكتتاب ستأتي منها، إذ يقدر حجم النقد المتداول في السوق المحلية بنحو 3.5 بليون دينار. غير أن حجم المساهمة العربية في الاكتتاب والتي تناهز 62 في المئة تعني أن ما يعادل هذه النسبة من أموال الاكتتاب ستأتي من خارج البلاد، وعليه فلا خشية من مثل هذا الاحتمال. وكان لافتاً في الاجتماع حضور مستثمرين سعوديين في البنك العربي بوصفهم جزءاً من المستثمرين العرب المساهمين في المصرف الذي يساهم فيه مستثمرون عرب من لبنان والخليج في صورة خاصة، إلى جانب الاستثمار المحلي الذي يمثله في صورة أساسية آل شومان الذين يملكون نحو 13.5 في المئة، ومؤسسة الضمان الاجتماعي، التي تملك نحو 14 في المئة من أسهم المصرف. وكانت مساهمة عائلة شومان في البنك العربي تراجعت في وقت سابق من العام الجاري حين اشترت شركة"سعودي أوجيه"التي يملكها رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري من السيد عمر شومان، وهو ابن أخ عبدالمجيد شومان رئيس مجلس إدارة البنك العربي الراحل، كامل حصته في المصرف، والتي تناهز 11 في المئة من رأسماله، إذ بلغ حجم الصفقة التي أبرمت في مطلع شهر تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي نحو 266 مليون دينار. وكانت نفذت منذ أيام صفقة تمت خارج جلسة التداول باع بموجبها مساهم من آل شومان نحو 300 ألف من أسهم"البنك العربي"بقيمة 23 مليون دينار لشركة مملوكة للأسرة نفسها. غير أن الصفقة لم تحدث أي تغييرات في نسب المساهمين في البنك العربي لأنها تمت بين طرفين ينتميان إلى العائلة نفسها.