معلمون ومهندسون وأطباء وموظفون عاديون ومتدينون من الجنسين ومن الطبقات المختلفة في المجتمع السعودي، يعملون في القطاعين العام والخاص، وضعوا مئات الآلاف من الريالات بين أيدي تجار بطاقات شركة الاتصالات السعودية المسبوقة الدفع سوا، والذين يروجون في الشارع السعودي بأنها "تدر ذهباً"، رغم نفي الشركة لعلاقتها بهؤلاء التجار وتحذيرها من التعامل معهم. بعض الأسر السعودية والمقيمة وضعت أملاكها في حقائب يدوية وسلمتها طوعاً إلى هؤلاء التجار غير المعروفين طمعاً في الكسب السريع، بعدما انتشرت سمعة "مساهمات سوا" في أوساط السعوديين انتشار النار في الهشيم. وفي غرب المملكة، تكاد الأحاديث اليومية في المجالس والمقاهي تقتصر هذه الأيام على عمليات التعامل والمساهمة في بيع بطاقات "سوا" وشرائها، ومدى صدقية الاخبار عن الارباح العالية التي يدعي المتعاملون بها تحقيقها، وسلامة المساهمة فيها. وقالت مصادر المتعاملين في صالات الأسهم في أحد المصارف الكبرى في جدة ل"الحياة"، أن تجار "سوا" بدأوا يغزون صالات الأسهم لاصطياد العملاء والمستثمرين عبر الترويج لبضاعتهم بوسائل احترافية مقنعة لا تكشف زيف ما يدعون. لكن "شركة الاتصالات السعودية" حذرت من ادعاء البعض بإمكان شراء بطاقات "إعادة الشحن" المسبقة الدفع بأسعار تقل عما حددته الشركة لموزعيها المعتمدين وهو 94 ريالاً للبطاقة من فئة المئة ريال. ووصفت "مساهمات سوا" بأنها "عمليات نصب واحتيال للحصول على كسب مادي بالطرق غير المشروعة"، مشددة على أن لا علاقة للشركة بمثل هذه المساهمات نهائياً، ومنبهة من التعامل مع أي جهة تروج لها حتى لا يعرض البعض نفسه للخسارة المادية. يذكر ان تجارة "سوا" بدأت قبل نحو أربعة أشهر، وتصل الفوائد الأسبوعية للمساهم فيها الى أكثر من 1500 ريال، رغم أن السعر الرسمي للبطاقة يقل عن مئة ريال. وكان بعض المصارف السعودية لاحظ تدفق سيولة نقدية "غير عادية"، في حسابات بعض التجار والموظفين في الفترة الأخيرة، حيث قفزت حساباتهم الجارية من خانة الآلاف إلى خانة الملايين، وهو ما استدعى التحرك لابلاغ الجهات المختصة في الدولة للتحقيق في الأمر. وعلم ان شرطة محافظة جدة تحقق مع مواطن سعودي جمع من تجارة بطاقات "سوا" حوالي 300 مليون ريالا. ويتوقع أن تجتمع لجنة مكونة من ممثلي عدد من الدوائر الرسمية المعنية لوضع آلية لطريقة الاستثمار في "سوا"، لحماية حقوق المستثمرين من المواطنين والمقيمين. وروى مدرس سعودي ل"الحياة" أنه "رصد مبلغ 100 ألف ريال للمساهمة في البطاقات عن طريق زميل له يعمل مدرساً أيضاً، سيقوم بإدخاله مع مجموعة مساهمين في "سوا"، إلا أن زميله طلب منه السبت الماضي الانتظار والاحتفاظ بأمواله لوجود مشاكل هذه الأيام مع الشخص المعني، وأنهم بصدد سحب أموالهم منه "بعد اكتشاف تلاعب ما". وأفاد المدرس، أن الأرباح في العادة توزع كل يوم خميس إلا أن فوائد الأسبوع الماضي، حسبما روى زميله، لم تصرف حتى الآن، مما يعني وجود مشاكل بين "هوامير" المستثمرين في تلك البطاقات.