شرح لشعث ورقته لإنهاء الصراع . فيشر ينوه بالتحرك الأميركي ويشدد على "الحقوق المشروعة للفلسطينيين"

دعا وزير خارجية المانيا يوشكا فيشر اسرائيل الى الخروج من المناطق الفلسطينية التابعة للحكم الذاتي، وحضها على ضمان وصول المساعدات الانسانية الى هذه المناطق والسماح للمنظمات الانسانية بالعمل فيها بحرية. واكد ان برلين سترسل مساعدات انسانية عاجلة الى الفلسطينيين. وقال فيشر اثر اجتماع مطول تجاوز الوقت المحدد له بساعة تقريباً، عقده امس مع وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث والمفوض الفلسطيني لدى المانيا عبدالله فرنجي، ان انهاء الصراع في المنطقة يتحقق عبر "حل سياسي فقط"، مؤكداً دعم حكومته "الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المتمثلة في اقامة دولة مستقلة الى جانب دولة اسرائيل، في حدود آمنة من الجانبين". وعن دور المجتمع الدولي في تسوية الأزمة، قال فيشر: "على الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا ان تساعد في ايجاد طريق الحل"، مضيفاً انه شرح لشعث "ورقة الافكار" التي طرحها أخيراً.
ورداً على سؤال ل"الحياة" هل يعتقد ان الضغوط الاميركية على اسرائيل للانسحاب كانت جدية، قال فيشر: "بعد خطاب الرئيس جورج بوش وبعد جولة وزير خارجيته تحركت الولايات المتحدة بفعالية وعلى مستوى عال". ونوه بالاعلان عن عودة الوزير كولن باول الى المنطقة قريباً.
اما شعث فأكد ان اسرائيل لم تنفذ القرارات الدولية ولا مطالبات بوش بالانسحاب، ودعا الى تدخل طرف ثالث وارسال قوة حماية دولية للفلسطينيين وللاسرائيليين، مشدداً على ضرورة وقف النار ومتابعة عملية السلام "بما يؤدي الى اعادة مؤسسات السلطة واقامة دولة فلسطينية". وتابع: "نعترف باسرائيل وبوجودها وعليها الآن ان تعترف علناً بدولة فلسطينية الى جانبها على الأراضي التي احتلتها عام 1967، وان يصار الى حل مشكلة اللاجئين". وطالب الدولة العبرية بقبول المبادرة السعودية التي أصبحت عربية، وقال انه بحث وفيشر عدداً من أفكار ورقة الأخير التي يدرسها الآن الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية.
ولفت فيشر الى ان المانيا "صديقة للفلسطينيين بقدر ما هي صديقة لاسرائيل"، وانه ينظر الى آلام الفلسطينيين بقدر ما ينظر الى "آلام الضحايا الاسرائيليين من العمليات الانتحارية". ولم يشأ التعليق على النقاش الدائر في المانيا حول ارسال قوة سلام دولية ومشاركة جنود المان فيها، لكنه اقر بأن طرفاً ثالثاً بقيادة اميركا "يجب ان يلعب دور الضامن المهم لسلام دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين".
الى ذلك، اجتمع شعث وفرنجي مع عدد من المسؤولين في قيادة الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم في المانيا.