كثفت اجهزة الأمن اليمنية انتشارها واجراءاتها في الطرق والأحياء المجاورة والمؤدية الى السفارة الاميركية في صنعاء وفندق "شيراتون"، استعداداً لوصول فريق جديد من محققي ال"اف بي آي" لمواصلة التحقيق في حادث تفجير المدمرة الاميركية "كول" العام الماضي في عدن على يد متشددين اسلاميين يعتقد بأنهم من اتباع اسامة بن لادن. وبدأت دوريات الشرطة تفتيش كل من تشتبه بوجوده قرب السفارة الاميركية وفندق "شيراتون"، وأكدت مصادر ل"الحياة" انها ألقت القبض مساء أول من امس على شخص مسلح وقامت باستجوابه داخل الفندق بسبب وقوفه بسيارته بالقرب من السور الجنوبي، ثم أطلقته امس بعدما تأكدت انه لم يكن يحمل سوى سلاحه الشخصي المرخص، وان وجوده في المكان لا علاقة له بالاجراءات الأمنية. وقالت هذه المصادر ان موعد وصول الفريق الاميركي الرئيسي في التحقيقات الى صنعاء لم يتحدد بعد، وانه مرتبط بالاستعدادات الأمنية التي يتولاها نحو 11 عنصراً أمنياً وتقنياً في الفندق منذ نحو أسبوعين، لتأمين مقر اقامة المحققين أمنياً واستكمال الترتيبات الفنية المرتبطة بمهمة المحققين بالتعاون مع عناصر في اجهزة الأمن والاستخبارات اليمنية. وأوضحت المصادر ان موعد استئناف التحقيقات المشتركة سيحدد فور وصول الفريق الاميركي، وقد يستغرق ذلك يوماً أو اسابيع، لكن المهم ان الجانبين اليمني والاميركي اتفقا على التعاون في "الحدود المعقولة والتسهيلات المحدودة" التي لا تتنافى مع القوانين اليمنية النافذة في مثل هذه القضايا. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اكد في حوار مع قناة "الجزيرة" ليل الاربعاء - الخميس أن القضية تسير في طريقها نحو القضاء تمهيداً لمحاكمة قريبة للمتهمين المحتجزين لدى السلطات الأمنية اليمنية. ونفى أي تسهيلات يمنية للاميركيين لاستجواب مسؤولين وشخصيات دينية يمنية واعتبر ذلك "أبعد من عين الشمس". من جهة اخرى، أكد مسؤول يمني ان وحدات من قوات الأمن تقوم حالياً بتطويق مكان احتجاز الديبلوماسي الالماني المخطوف منذ اكثر من خمسة اسابيع، وهو موجود مع خاطفيه في منطقة قبيلة جهم التابعة لمحافظة مأرب. وقال المصدر في تصريحات نشرتها أمس صحيفة "26 سبتمبر" إن الخاطفين تراجعوا عن مطالبهم السابقة من دون ذكرها، واكتفوا حالياً بشرط العفو عنهم مقابل اطلاق الرهينة. ويواصل مشايخ قبيلة جهم جهودهم لتأمين الافراج عن الديبلوماسي الالماني بصورة سلمية وتسليم الخاطفين أنفسهم للدولة.