يستأنف المحققون الأميركيون مطلع هذا الأسبوع التحقيق في حادث الهجوم الانتحاري على المدمرة الأميركية "كول" في عدن العام الماضي، وذلك في صنعاء بدلاً من عدن. وكان نحو 20 من عناصر أجهزة الاستخبارات الأميركية، بينهم نساء، توافدوا إلى صنعاء منذ أسبوعين وتولوا اجراء الترتيبات الأمنية في مقر إقامة الفريق الجديد للتحقيق في فندق "شيراتون" حيث حجز له طابقان. ويكفل الفريق الأمني بتجهيز الفندق بكاميرات التصوير الداخلي، وتتولى الشرطة اليمنية الجانب الأمني خارج مبنى الفندق الذي يبعد بنحو 200 متر جنوباً عن السفارة الأميركية في صنعاء. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" أن الحكومة اليمنية وافقت أخيراً على بعض مطالب المحققين الأميركيين، ومنها تأجيل احالة ملف 8 متهمين في الحادث إلى المحاكمة إلى وقت غير معلوم وإعادة استجواب عدد من المتهمين والشهود واجراء تحريات ومتابعات تتعلق بالتحقيقات التي يراها الجانب الأميركي ويعتقد أنها بحاجة إلى استكمال، خصوصاً ما يتعلق بنشاطات الجماعات الإسلامية في اليمن وأماكن وجودها في ضوء معلومات مدعومة من أجهزة الأمن اليمنية وفي إطار برنامج تعاون أمني لمكافحة الارهاب اتفق عليه البلدان منذ عامين. واعتبرت هذه الأوساط أن الحكومة اليمنية والجانب الأميركي توصلا إلى "تسوية معقولة" تمنع إثارة خلافات جديدة ويتم بموجبها استئناف المحققين الأميركيين عملية التحقيق مجدداً في العاصمة صنعاء وفقاً لتعهدات قدمتها الحكومة اليمنية التزمت بموجبها تقديم تسهيلات جديدة "محدودة" وضمان أمن فريق المحققين والفريق الأمني التابع له. ولفتت هذه المصادر إلى أن فريق المحققين الأميركيين الذي بدأ التوافد منذ ليل الأربعاء الماضي، يضم خبراء متخصصين في مكافحة الارهاب والجرائم المنظمة، وبينهم مطلعون على ملف الصراع بين الولاياتالمتحدة من جهة، واسامة بن لادن والجماعات الإسلامية خصوصاً الأفغان العرب من جهة ثانية. وقالت إن الإدارة الأميركية مقتنعة تماماً بمستوى التعاون الذي قدمته صنعاء وهي تعمل على استغلال هذا التعاون لتحقيق هدف رئيسي يتمثل في كشف جميع المتورطين في الهجوم على المدمرة "كول" والجهة التي تقف وراءه تمويلاً وتخطيطاً بشكل واضح لا يحتمل أي درجة من الشك، على رغم أن أصابع الاتهام الأميركية واليمنية تشير إلى تورط ابن لادن في الحادث، وأن أنصاره وأتباعه في اليمن تولوا عملية التنفيذ في ضوء نتائج التحقيقات بهذا الشأن. وأفادت المصادر أن الفريق الأميركي العائد يحمل مئات الأسئلة والاستفسارات التي يطلب اجابة عنها.