عاد الى عدن فريق اميركي يتولى التحقيق في تفجير المدمرة الاميركية "كول" التي تعرضت لهجوم انتحاري في ميناء المدينة، في 12 تشرين الاول اكتوبر الماضي. وشارك الفريق في سلسلة لقاءات عقدها في صنعاء مع مسؤولين في الاجهزة الامنية واعضاء في لجنة يمنية كلفت التحقيق في الهجوم. وعرض الجانبان نتائج جهود محققين يمنيين في دول اوروبية وآسيوية وعربية، تتعلق بملاحقة المتهمين الفارين، بالاضافة الى اقناع السلطات في صنعاء بتأجيل إحالة ستة آخرين على المحاكمة في موعد حُدّد منتصف الشهر الجاري. واكدت ل"الحياة" مصادر ديبلوماسية غربية واخرى يمنية مطلعة ان المحققين الاميركيين طلبوا من السلطات اليمنية تبادل معلومات في صنعاء كلما اقتضت الضرورة او لأسباب أمنية، لكن مقرهم الدائم لا يزال في مدينة عدن، حيث تفرض اجراءات مشددة حول مكان اقامتهم في احد الفنادق الكبيرة المطلّة على البحر. واشارت الى ان هؤلاء المحققين عادوا الى المدينة بعد زيارة ريتشارد شيلبي رئيس لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي صنعاء، حيث شاركوا في محادثاته مع المسؤولين اليمنيين، وأطلعوه على مستجدات التحقيقات. ولفتت المصادر الى ان مسؤولين في الحكومة اليمنية رفضوا الربط بين وجود محققين اميركيين في صنعاء وبين قرار واشنطن رفع مستوى حال التأهب حول بعثاتها في الشرق الاوسط، اثر ادانة محكمة في نيويورك اربعة اشخاص ينتمون الى تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن، بتهمة تفجير السفارتين الاميركيتين في افريقيا. وتابعت ان السلطات اليمنية ابدت انزعاجها من ربط انتقال عدد من افراد لجنة التحقيق الاميركية من عدن الى صنعاء موقتاً، باحتياطات امنية، خصوصاً ان هؤلاء يلقون رعاية كاملة من الحكومة اليمنية في الجانب الامني. واكدت ل"الحياة" مصادر أمنية مطلعة ان الاجهزة اليمنية حققت تقدماً في التحقيق في تفجير المدمرة "كول" ستكشف تفاصيله قريباً، مشيرة الى ان الجانب الاميركي مطلع على كل مراحل التحقيقات التي يجريها الجانب اليمني، في ضوء اتفاق أبرمه الجانبان في كانون الاول ديسمبر الماضي.