سادت أجواء من الذهول أوساط اليمنيين نتيجة الضربات "الإرهابية" التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن وسيطر على مشاعر الناس خليط من الدهشة والحزن وعدم استيعاب ما حدث لليوم الثالث على التوالي. وإذا كان معظم اليمنيين يرون أن ما حصل كارثة إنسانية، فإن بعضهم رأى فيه تنبيهاً للولايات المتحدة لتراجع سياساتها الخارجية. وغادر صنعاء نحو 123 أميركياً ضمن فريق التحقيق الأميركي المكلف التحقيق في حادث المدمرة "كول" في عدن العام الماضي بعد ساعات قليلة من تفجيرات نيويورك وواشنطن، تحسباً لأي أعمال ارهابية تستهدف الفريق. وانتقل المحققون من مكان اقامتهم في فندق شيراتون إلى السفارة الأميركية قبل أن تقلهم طائرة خاصة إلى مكان غير معروف خارج اليمن في طريق عودتهم إلى الولاياتالمتحدة. وترك المحققون الأميركيون وراءهم كاميرات تصوير كانوا نصبوها داخل فندق شيراتون وأجهزة تقنية ذات علاقة بالاحتياطات الأمنية التي كان فريق أمني أميركي تولى تركيبها قبل وصول المحققين الأساسيين الأسبوع الماضي. وأكدت مصادر يمنية ل"الحياة" بأن فريق التحقيق الأميركي سيعود إلى اليمن في وقت لاحق وبعد أن تتجاوز الولاياتالمتحدة هذه المحنة. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد بعث ببرقية إلى الرئيس بوش اعتبر فيها ما حصل عملاً إرهابياً ومأساة فظيعة. وأمس عبر التجمع اليمني للاصلاح عن "استنكاره وإدانته الشديدة". إلى ذلك، عززت السلطات الأمنية اليمنية اجراءاتها حول السفارة الأميركية في صنعاء والأحياء المجاورة.