تجدد الخلاف بين السلطات الأمنية في اليمن وفريق التحقيق الأميركي في حادث تفجير المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن العام الماضي. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" أن التحقيقات التي يجريها فريق مشترك "شبه متوقفة" بسبب رفض الجانب اليمني تقديم تنازلات أو استجابة أي مطالب يتقدم بها الجانب الأميركي خارج إطار الاتفاقات الثنائية، وتعتبرها صنعاء تجاوزات تمس السيادة الوطنية. وقالت هذه المصادر إن واشنطن تمارس ضغوطاً على اليمن للحصول على صلاحيات تسمح لمحققيها بتوسيع دائرة التحقيق واستجواب شخصيات يمنية لها مكانة رسمية في الحكومة وتأجيل احالة 6 متهمين إلى القضاء اليمني. وقالت المصادر إن صنعاء تلقت "اشارات" أميركية إلى احتمال إعادة اغلاق القسم القنصلي في السفارة في صنعاء وربما اغلاق السفارة نفسها بسبب تهديدات ارهابية تتلقاها هذه السفارة بين حين وآخر. وتصر السلطات اليمنية على رفضها مطلب المحققين الأميركيين توسيع دائرة التحقيق في حادث "كول"، وبالأخص رفضها أن تطاول هذه التحقيقات شخصيات مهمة حكومية أو عسكرية أو اجتماعية. كما أن اتاحة المجال للمحققين الأميركيين لاجراء تحقيقات إضافية قد تمتد إلى البحث في "قضايا وهمية" سيكون لها محلياً تأثير سلبي. ولفتت المصادر إلى أن السلطات اليمنية لا تعترف بوجود متورطين في تنفيذ الهجوم على "كول" من خارج قائمة الأسماء التي توصلت إليها التحقيقات المشتركة، وتعتبر أن البحث عن مجهولين يعني تعطيل محاكمة 6 متهمين وابقاءهم مع القضية معلقين في دوائر الأمن منذ عشرة شهور، ما يخالف القوانين اليمنية النافذة التي توجب محاكمة المتهمين فور الانتهاء من التحقيقات وجمع الاستدلالات والأدلة الثبوتية. وفي هذا السياق، قال مسؤول يمني ل"الحياة" طلب عدم ذكر اسمه، إن على الولاياتالمتحدة أن تتعاون لانجاح التحقيقات واستكمالها والتغاضي عن فكرة البحث عن امتدادات لأسامة بن لادن في اليمن. وأضاف ان انتهاك السيادة الوطنية لأي بلد يتجاوز مفهوم التعاون الذي يطلبه المحققون الاميركيون من الاجهزة اليمنية بين فترة وأخرى، مؤكداً ان الاميركيين انفسهم يعلمون بحجم التعاون الذي قدمته السلطات اليمنية ولا تزال تقدمه في هذه القضية.