دعا المراقب العام لجماعة "الاخوان المسلمين" في الاردن عبدالمجيد الذنيبات قادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الثلاثة الموجودين في طهران الى "التريث" في العودة الى عمان، إلا "بحل سياسي يضمن عودة كريمة لهم". جاء ذلك في تصريحات الى "الحياة" عقب اجتماع استغرق نحو ساعتين امس مع رئيس الوزراء الاردني عبدالرؤوف الروابدة حضره رئيس الديوان الملكي عبدالكريم الكباريتي ومدير الاستخبارات العامة الفريق سميح البطيخي والامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي الدكتور عبداللطيف عربيات. ووصف الذنيبات اللقاء بأنه "خطوة ايجابية في طريق الحل"، مستدركاً بأنه "لم يتم التوصل الى حلول ايجابية للقضايا المثارة في هذه الجلسة على أمل ان يتم لقاء لمواصلة الحوار في سبيل ايجاد حل مناسب". واوضح ان اللقاء المقبل سيتحدد بعد عودة رئيس الوزراء من لبنان حيث يرافق العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في زيارة رسمية. ومن جانبه، قال عربيات ل"الحياة" ان اللقاء "لم يسفر عن حل، لكن الباب لم يغلق والخيط مع الحكومة لم ينقطع"، مشدداً على تمسك "الاخوان وجبهة العمل بالموقف الرافض للاجراءات الحكومية ضد حماس وضرورة الغائها حرصاً على المصلحة العليا للوطن". وافادت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الجانبين اعادا تأكيد مواقفها السابقة، ففيما اعتبرت الحكومة ان قضية "حماس" قضية تخص القضاء الذي سيقول كلمته، اكد "الاخوان" ان القضية سياسية وان حركة "حماس" لم تدخل الى الاردن تسللاً وانما باتفاق سياسي وان القضاء العسكري الذي ينظر في القضية سبق له ان اوقف محاكمات في عدد من القضايا السياسية، علماً بأن محكمة أمن الدولة تتبع للقضاء العسكري وليس للمجلس القضائي، لكن احكامها تستأنف لدى محكمة التمييز. وحسب المصادر ذاتها، فإن الجانب الحكومي كشف "تجاوزات قانونية" قام بها قياديو "حماس" في الاردن. واعتبرت المصادر ان حضور الكباريتي والبطيخي اللقاء جاء "رسالة" الى "الاخوان بأن الموقف من حماس ليس مسألة اجرائية وانما سياسية عليا للدولة الاردنية". الى ذلك، أكد الروابدة في لقاء مع المراسلين الاجانب في عمان تصميم الحكومة على اعتقال قياديي "حماس" الخمسة الذين صدرت في حقهم مذكرات جلب. وقال: "من يريد ان يقيم تنظيماً معارضاً لأي دولة عربية على الارض الاردنية فليذهب الى تلك الدولة ليعارضها"، مشيراً الى ان "حماس ليست التنظيم الفلسطيني الوحيد الموجود على الساحة الاردنية، بل هناك الشعبية والديموقراطية، ونحن كبلد ديموقراطي، لا اعتراض لدينا على ممارسة الرأي السياسي، لكن اذا تجاوز الامر ذلك ليصبح عملية تنظيمية، نتخذ الاجراءات القانونية ضده". ورفض الافصاح عن طبيعة الاعمال التنظيمية. وعن لقائه الذنيبات، قال ان "تنظيم الاخوان تنظيم اردني مشروع، نطلعهم على اجراءاتنا واسبابها ونسترشد بآرائهم، كما يطلعون على مواقفنا".