شدد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على ان الاتحاد المغاربي "خيار مصيري" فيما اعرب العاهل المغربي الملك الحسن الثاني بأن تكون الأشهر القليلة المقبلة حاسمة في اتجاه انتعاش اتحاد المغرب العربي وقال ان اسرائيل تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط. وتابع في خطاب خلال مأدبة عشاء اقامها اول من امس في مراكش على شرف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي: "اننا واثقون من ان الشهور المقبلة من عمر الاتحاد ستشهد تجاوز الصعوبات التي اعاقت مسيرة بنائه"، في اشارة الى الأوضاع في الجزائر، وامكان فرز مرحلة ما بعد الانتخابات أسساً جديدة لمصلحة اعادة بناء العمل المغاربي. وقال العاهل المغربي ان استقبال الرئيس التونسي في مدينة مراكش التي احتضنت اعلان المعاهدة التأسيسية لاتحاد المغرب العربي "يجعلنا نستحضر روح مراكش البناءة التي ستظل مهيمنة على مشاعرنا وسنظل اوفياء لها ولما رسمته من مبادئ". وزاد: "نتابع باهتمام قضية لوكربي التي جعلت الشقيقة ليبيا تواجه حظراً دولياً مؤسفاً". وعبّر عن الأمل بأن تسفر الجهود المبذولة عن تسوية نهائية تفضي الى رفع الحظر عن ليبيا ومحو آثاره. وأكد اهمية بناء "علاقات شراكة متكافئة وشاملة وفعلية مع الاتحاد الاوروبي لاقرار السلم في منطقة حوض البحر المتوسط". لكنه ربط الأمن المتوسطي بالتطورات في الشرق الاوسط، وقال ان النزاع العربي الاسرائيلي "لا يعنينا فقط كعرب او كمسلمين وانما يهمنا ايضاً كشعوب متوسطية تسعى الى اقرار روح السلام والوفاق والأمن". واتهم اسرئايل ب "تهديد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط"، وقال: "من دون تحقيق سلام عادل وشامل لحقوق الشعب الفلسطيني، فان شعوب المنطقة لن تتمكن من تعبئة جهودها في سبيل تحقيق نمو شامل". ودعا الى تشكيل تجمع اقتصادي واقليمي عربي متكامل "لتهيئة الأمة العربية لكسب رهانات المستقبل". وتحدث الرئيس بن علي امس امام البرلمان المغربي الذي ينعقد في دورة طارئة، وهيمنت الاوضاع في تونس على كلمة بن علي الذي اشار الى الاصلاحات في بلاده، خصوصاً لتعزيز دور المعارضة ونشر ثقافة حقوق الانسان في البلاد. ودعا الى دعم العلاقة بين الهيئات السياسية وتكثيف التعاون بين المنظمات والهيئات غير الحكومية في البلدين. وعن الوضع في المغرب العربي، قال الرئيس التونسي ان بلاده "واصلت السعي نحو ارساء روح الوئام والتفاهم ومؤازرة الجهود لتجاوز سلبيات الماضي"، في اشارة الى الوساطة التونسية الليبية السابقة لحل الخلافات المغربية الجزائرية. ولوحظ ان العاهل المغربي والرئيس التونسي تفاديا الخوض في تفاصيل الأوضاع الجزائرية، وركزا على قضية لوكربي مما يعني تركيز الطرفين على المحور المغربي التونسي وانتظار مرحلة ما بعد الانتخابات الجزائرية، وما ستفرزه من احتمالات معاودة العمل المغاربي. وأعرب الرئيس التونسي الذي بدأ زيارته للمغرب اول من امس، عن تفهمه "الأسباب التي حالت دون تقدم البناء المغاربي على الوجه المطلوب حتى الآن". وجدد إلتزام بلاده "هذا الخيار المصيري في عصر لم يعد فيه مكان للعزلة والانفراد".