في واحدة من أكثر اللقطات حضورًا في المشهد الرياضي لهذا الموسم، لفتت جماهير نادي الاتحاد الأنظار خلال مواجهة فريقها أمام النصر ضمن منافسات دوري روشن، باستخدامها ""لخط السعودي" في تصميم لافتة مدرجية ضخمة، جاءت تحمل عبارة: "واصل حتى النهاية... فالأبطال هم من يكتبون التاريخ". ما ميّز هذه المبادرة لم يكن فقط ضخامة التيفو ولا دقته البصرية، بل إدراك جماهير الاتحاد لقيمة الهوية البصرية الوطنية وتوظيفها في قلب الفعل التشجيعي، حيث استُخدم "الخط السعودي" الذي أطلقته الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) ليكون جزءًا من رسالة جماهيرية بصرية، تعكس ارتباط النادي وجماهيره بالهوية الثقافية السعودية المعاصرة. و"الخط السعودي" هو خط رقمي حديث، يمزج بين البُعد الجمالي العربي الكلاسيكي والتصميم العصري، ويجمع بين خط النسخ والكوفي، ما يمنحه توازنًا بصريًا عاليًا يجعله مناسبًا للاستخدام في المستندات الرسمية، كما في الفعاليات العامة والمشاهد الجماهيرية، وقد أصبح هذا الخط منذ إطلاقه رمزًا للهوية البصرية السعودية الجديدة، ووسيلة تعبير ثقافي تجمع بين الحداثة والأصالة. وجماهير الاتحاد، التي لطالما عُرفت بتفوّقها في ابتكار أشكال الدعم ومبادرات التشجيع، أكدت مرة أخرى أنها ليست مجرد "اللاعب رقم 12"، بل شريك في بناء صورة النادي والمشهد الرياضي الأوسع، حيث يوثق استخدام الخط السعودي بهذه الطريقة هذا الوعي، ويمنح رسائل التشجيع بعدًا ثقافيًا يتجاوز إطار الرياضة. وهذه الخطوة جاءت في وقت يتصدّر فيه الاتحاد قوائم الحضور الجماهيري على مستوى الدوري، حيث سجّل النادي أرقامًا متقدمة في عدد الحضور سواء في ملعبه بجدة أو خارج الديار، مما يعكس ولاءً جماهيريًا مستقرًا ومتصاعدًا، يجد في كل مباراة مساحة جديدة للتعبير. والأكيد أنّ ما فعلته جماهير الاتحاد لم يكن مجرد احتفال بمباراة كبرى، بل إشارة إلى أن التشجيع يمكن أن يكون منصة لعرض الهوية الثقافية الوطنية، وأن الخط العربي، بمرونته وجماله، قادر على أن يكون جزءًا من الذاكرة الجماهيرية، وأن يُكتب به التاريخ من قلب المدرجات.