سبحان الله أن جعل هذه الحياة الدنيا دار ممر لا دار مقر، فالإنسان يتنعم فيها قليلاً ثم تنقطع وتزول وكان النبي صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا كما جاء في الحديث: "ما أنا في الدُّنيا إلَّا كراكبٍ استَظلَّ تحتَ شجرةٍ ثمَّ راحَ وترَكَها"، اللهم ارزقنا حسن الخاتمة واللقاء وطيب الأثر، لقد كانت والدتي تعاني من المرض لفترات من الزمن وهي صابرة ومحتسبة ففي أيام عيد الفطر المبارك اشتد عليها المرض، ونظراً لحالتها الصحية التي تحتاج لعناية أكثر تم نقلها لإحدى المستشفيات الكبيرة في العاصمة الرياض، وقام الأطباء الاستشاريون "وفقهم الله" بواجبهم الطبي وبعدها بأيام انتقلت إلى رحمة الله تعالى، فالحمد لله رب العالمين، فلله ما أخذ.. وله ما أعطى.. وكل شيء عنده بأجل مسمى، قال تعالى: (وما كان لنفس أن تموت إلاّ بإذن الله كتاباً مؤجلاً). سورة آل عمران 145 "، لقد كنت قريباً منها وهي تغادرنا إلى ربّ كريم رحيم، فلله الحمد والشكر حقاً إن الدنيا بعد فراق الأم تتغيّر حتى إن الأحلام والأمنيات لا قيمة لها، فمع رحيل الأم تفتقد لذة الحياة، لقد فقدنا نبعاً من الحنان نبعاً من الخير والعطاء والإيثار، لقد غادرت هذه الدنيا الفانية بذكر حسن ومحبة عند الجميع كانت تحمل قلباً نقيّاً نقاء الثلج، دوماً في حالها لا تتدخل بأي أحد ولا تتحدث عن الآخرين. إن ألم الفقد موجع ونحتسب ذلك عند الله بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره، اللهُم اغفر لوالدتي وارحمها وجازها بالحسنات إحسانًا وبالسيئات عفوًا وغفراناً، اللهُم آنس وحدتها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة، اللهُم اجمعنا بها في الفردوس الأعلى من الجنة وجميع موتى المسلمين. إنّا لله وإنّا إليه راجعون. بدر بن عبد الكريم السعيد