استأنف المجلس العدلي اللبناني برئاسة القاضي منير حنين وفي حضور المدعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم متابعة سماع شهود الحق العام في دعوى اغتيال الرئيس رشيد كرامي المتهم فيها قائد "القوات البنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع والعميد خليل مطر والرائد الاحتياطي كيتل حايك وآخرون. وكان الشاهد الاول امس في الجلسة الاولى لهذا العام بعد عطلة الاعياد قائد القوات الجوية في الجيش اللبناني حالياً العميد جوزف غصن الذي رد على استفسارات الرئاسة وجهتي الدفاع والادعاء التي تركزت على المستندين المبرزين في الملف في قيادة القوات الجوية في شأن الموجات المثبتة على أجهزة الاتصال في الطوافات وفي شأن أجهزة "جنيفا" اللاسلكية التي سلّمت الى قاعدة حالات الجوية. فسئل: هل الترددات الموجودة في ابراج المراقبة في القواعد الجوية موجودة ايضاً على أجهزة جنيفا؟ أشار الى "ان من الضرورة ان تكون على هذا الجهاز موجتان الاولى وهي غرفة العمليات الجوية الرئيسية في اليرزة وموجة تردد الاستغاثة العالمي. وما عدا ذلك تثبت في كل قاعدة الموجات المستعملة في برج المراقبة والرادار على أجهزة الجنيفا المستعملة في القاعدة ويمكن ان توضع على هذا الجهاز موجات اخرى وفقاً لما ترتأيه قيادة القوات الجوية وحاجات القاعدة". وقال ان القواعد الجوية الثابتة خلال العام 87 اقتصرت على بيروت ورياق القليعات وقد استحدث خلال الاحداث مطارا أدما وحالات، وان الاجهزة التي نقلت من رياق الى حالات بقيت بعض الموجات فيها على أجهزة هاتين القاعدتين. ولما سألت الرئاسة العميد مطر عن عدد أجهزة جنيفا التي نقلها معه الى حالات، قال خمسة موضحاً انها كانت مبرمجة على الجهاز نفسه الذي كان في حوزته خلال وجوده على متن الزورق. اما وكيل دفاعه المحامي بدوي ابو ديب فقد سجلّ ملاحظات عدة بعد سيل من الاسئلة وجهها الى الشاهد الذي آثر عدم الاجابة عن معظمها والطلب اليه توجيهها الى مطر. وسأله: هل في إمكان قائد طائرة هوكر هنتر الحربية ان يصطحب معه جهازاً بطول 30 سنتم وعرض 20 سنتم من دون ان يراه احد الجهاز الذي استعمل في تفجير مروحية كرامي من الزورق في البحر أجاب: "لا أعرف . جرب ميدانياً على الطائرة لنرى..". فأحضر ابو ديب البزة العسكرية التي كان يرتديها العميد مطر والخاصة بالطيارين تحتوي جيوباً عدة وتسمى بالجبة اضافة الى علبة الجهاز. وسأل هل يعقل ان يوضع فيها جهاز بهذا الحجم؟ فردّ العميد غصن بعد اصرار محامي الدفاع "فليذهب المحامون ويرتدوا هذه الملابس وليجرّبوا فهذه العلبة وهذا الجهاز.."، فشاطره الرئيس حنين رأيه بعدما استعمل المطرقة قائلاً "هيدا الكردي وهيدا الحيط". ثم سألت الرئاسة المتهم انطوان الشدياق مرافق رئيس جهاز الامن في "القوات" غسان توما الذي كان على متن الزورق في حضور العميد مطر لحظة حصول حادث الاغتيال عما اذا كان شاهد العميد مطر في هذا اللباس نفسه في منزل توما. فنفى وقال "لم يكن عليه هذه السحابات الخاصة بجيوب البزة العسكرية وهي غير لون البزة التي كان يرتديها". بعد ذلك سمح للدكتور جعجع بتوجيه سؤالين فقط للشاهد غصن وسأل: هل يسلّم جهاز الجنيفا للقاعدة للتكلم مع الطائرات أؤ مع القواعد الاخرى فأجاب "للاتصال مع الطيران". وكم موجة عملانية كانت تستعمل تقريباً؟ اجاب "من الضرورة ان تكون هناك موجة من أصل 6 موجات". وأبلغ النقيب عصام كرم وكيل جعجع "الحياة" انه توافق مع حنين بعدما أبلغ الاخير افرقاء الدعوى انه ابتداء من بعد غد الاثنين ستصبح الجلسات في هذه القضية بمعدل ثلاث كل اسبوع نظراً الى كثافة عدد الشهود لجهتي الادعاء والدفاع وأبرزهم الرئيس امين الجميل والوزير السابق جوزف الهاشم والمحامي اميل رحمة.