أكد رئيس الوزراء السوداني بكري حسن صالح محاولة الخرطوم تنفيذ تطبيع كامل مع الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية عبر الحوار، وكذلك مع دول الجوار التي تعاني من حروب، مثل جنوب السودان وليبيا والصومال. وأشار، في افتتاح مؤتمر السفراء السودانيين بالخرطوم، إلى توسط السودان في الجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا، خصوصاً في ملف مياه نهر النيل، فيما أعلن وزير الخارجية إبراهيم غندور، إن الوزارة تعكف على وضع استراتيجية شاملة لعلاقات السودان مع الدول الأفريقية التي «تتفهم المواقف الدولية للسودان، خصوصاً في شأن المحكمة الجنائية الدولية التي باتت أداة سياسية موجهة ضد القادة الأفارقة». وجدد صالح دعوة قادة كل الحركات المتمردة إلى وضع السلاح وحل الخلافات عبر المحادثات، لكن نائب مدير الأمن والاستخبارات جلال الدين الشيخ الطيب اتهم الحركات المتمردة ب «التورط بجرائم الاتجار بالبشر والتهريب والقتل والنهب والتجنيد القسري للأطفال وإرسال مرتزقة للقتال في ليبيا». وقال الطيب، في الاجتماع التشاوري حول الهجرة غير الشرعية في الخرطوم الذي نظمته لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الإفريقية (سيسا)، إن «الهجرة غير الشرعية والعصابات الإجرامية المرتبطة بالاتجار بالبشر أثرّت على الأمن والاستقرار في أفريقيا». وأوضح أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي كلَّف لجنة «سيسا» وهياكلها المختلفة وضع استراتيجية طويلة المدى لتفكيك شبكات الجريمة المنظمة والإرهابية التي تتحكم في الهجرة غير الشرعية، ووضع علاجات وتوصيات عملية لإيجاد حلول جذرية لأسباب المشكلة. وكشف المدير التنفيذي ل «سيسا»، شميلس سيماي، أن «شبكات الاتجار بالبشر حققت أرباحاً طائلة بلغت 232 بليون دولار سنوياً». وأشار إلى أن «الاتجار يشمل 24 مليون شخص، نصفهم فتيات في الخامسة أو السادسة من العمر»، داعياً الاتحاد الأفريقي إلى «تفكيك هذه الشبكات وإنهاء المأساة الإنسانية». وبين أهداف لجنة الأمن والاستخبارات الأفريقية التي أنشئت عام 2005 وتضم 54 دولة أفريقية، تعزيز التعاون بين أجهزة الأمن والاستخبارات في القارة. على صعيد آخر، أقرّ مجلس الوزراء السوداني قانوناً يمنح المواطنين من أم سودانية وأب تتحدر أصوله من دولة جنوب السودان حق نيل الجنسية السودانية. وتقطعت السبل بسودانيين كثيرين بعد انفصال جنوب السودان في تموز (يوليو) 2011، إذ أفرز ميلاد الدولة الجديدة أجيالاً من «البدون» في السودان. وظلت أسرة حفيد عبدالفضيل ألماظ، أحد مؤسسي الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار، تعيش بلا هويات بعد إسقاط الجنسية السودانية عن الأسرة عقب انفصال جنوب السودان.