حكمت المحكمة العامة في الرياض على مقيم مصري بدفع 50 ألف ريال ديةً لعائلة طفلة سعودية غرقت في غرفة صرف صحي (بيارة)، بعد ثبوت إهماله في إغلاق الغطاء الخاص بالصرف الصحي، ما جعل والدها يقاضي أشخاصاً عدة، يحملهم مسؤولية وفاة ابنته. وقال خالد المالكي (والد الطفلة نورة) ل«الحياة»: «القضية انتهت بالنسبة إلى المقيم المصري، لكنها مستمرة ضد جهات أخرى، حتى لا يتكرر الإهمال في إغلاق أغطية غرف الصرف الصحي التي تتسبب في وفاة أطفال، وتشكل مصدر خطر على الكبار»، مشيراً إلى أن أحد موظفي البلديات طلب منه صوراً من الأوراق التي رفعها للمحكمة لتعديلها حتى تستمر القضية بالشكل الصحيح، إلا أنه كان يهدف إلى معرفة مستجداتها، ومدى الخطر الذي تشكله عليه. وأضاف أنه لا يوجد رقم بلاغات في حال وجود أغطية غرف صرف صحي مفقودة أو مكسورة، خصوصاً أن الجهة المسؤولة عن مراقبتها غير معروفة لدى معظم المواطنين، لافتاً إلى أن والدة نورة حاولت فسخ وكالة المطالبة بمعاقبة المتسببين في وفاة ابنتهما، وإسنادها إلى شقيقها، كوني متسامحاً في نظرها. من جانبه، أوضح المقيم المصري إبراهيم أحمد (يعمل سائق صهريج لسحب مياه الصرف الصحي) ل«الحياة» أنه غير مقتنع بالحكم، فهو لم يتعمد ترك غطاء غرفة الصرف الصحي التي غرقت فيها الطفلة نورة مفتوحاً، مؤكداً أنه من المفترض وضع غطاء به فتحات تمنع سقوط الأشخاص وتسمح بمرور المياه. وذكر أنه في الجلسة الثانية حملني القاضي الخطأ، لقيامي بسحب مياه الصرف الصحي في آخر الليل، مع أن الأنظمة المعمول بها لا تمنع ذلك، مشيراً إلى وجود غرف صرف صحي ليست عليها أغطية آمنة، وإنما مغطاة بالخشب وإطارات السيارات. وأكد أنه بعد الحادثة اتصل به أحد رجال الدفاع المدني ليستفسر منه عن إحكامه الغطاء من عدمه، فرد عليهم بأنه لا يذكر، مشيراً إلى أن زملاءه في السكن والعمل طالبوه بالإنكار وتغيير رقم هاتفه المتحرك ليصعب الوصول إليه، إلا أنه ذهب إلى مركز الدفاع المدني واعترف بتحمله المسؤولية. وكان والد نورة المالكي رفع شكويين الأولى إلى أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والأخرى إلى هيئة حقوق الإنسان، طالب فيهما بمحاسبة عاملين في المطعم الذي يقع في البناء الذي يسكنه، وعامل الصرف الصحي الذي شفط المياه من غرفة الصرف الصحي لتسببهم في ترك غطاء «البيارة» مكشوفاً، ما تسبب في سقوط ابنته فيها ووفاتها، وشدد وقتها مدير شبكة الصرف الصحي في الشركة الوطنية للمياه محمد الزهراني على إلزام أصحاب العقارات والمحال الموجودة في البناء ذاته بتركيب غطاء آمن لغرفة الصرف الصحي وإلغاء الغطاء القديم، وفي حال عدم تعاونهم سيتم منع الماء عنهم. يذكر أن الطفلة نورة لقيت حتفها غرقاً في غرفة للصرف الصحي (بيارة) قرب البناء الذي تسكن فيه مع عائلتها شرق مدينة الرياض قبل ستة أشهر أثناء خروجها من منزلها عند السادسة صباحاً لتركب في سيارة والدها كي يوصلها إلى مدرستها، لكنها سقطت في غرفة الصرف الصحي التي كانت مكشوفة.