رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اقتراح نظيره الروسي فلاديمير بوتين بزيارة موسكو؛ لإجراء مفاوضات بشأن تسوية دبلوماسية للأزمة المستمرة بين البلدين. وقال زيلينسكي في مقابلة مع شبكة "إي بي سي نيوز" ABC News:" يمكنه القدوم إلى كييف. لا أستطيع الذهاب إلى موسكو، وبلادي تتعرض للقصف الصاروخي يوميًا. لا أستطيع الذهاب.. بوتين يتفهم هذا". وفي الوقت نفسه، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لاستقبال زيلينسكي في موسكو، مؤكداً خلال المنتدى الاقتصادي في فلاديفوستوك، أنه سيضمن للأوكرانيين كامل الأمن والسلامة بنسبة 100%، مشيراً إلى أن اللقاء على أرض موسكو هو الأمثل لإجراء المفاوضات. وأوضح بوتين أن الاتفاق حول القضايا الرئيسية غير ممكن حالياً؛ بسبب" صعوبات قانونية وتقنية"، مضيفاً:" حتى لو كانت هناك إرادة سياسية، سيكون من المستحيل تقريباً التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأوكراني". وأشار بوتين إلى أن روسيا ستلتزم بشكل كامل بأي اتفاقات سلام يتم التوصل إليها، مؤكداً أن القضايا الأمنية الأوكرانية لا يمكن حلها بمعزل عن أمن روسيا. واتهم الكرملين الدول الأوروبية ب"عرقلة" حل النزاع، مؤكدًا أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا لا يمكن أن تُقدّم عبر قوات عسكرية أجنبية. من جهته، أكد مستشار الرئيس الأوكراني ميخايل بودولياك، أمس، أن كييف متمسكة بالحصول على ضمانات أمنية قوية في أي اتفاق سلام محتمل، بما في ذلك توفير مقاتلات ودفاعات جوية. وشدد بودولياك على ضرورة تشديد العقوبات على روسيا لدفعها نحو السلام، معتبراً أن موسكو لا تريد الدخول في مفاوضات على مستوى القمة. في الوقت ذاته، حذر بوتين من أن أي وجود للقوات الغربية في أوكرانيا، سيكون هدفاً مشروعاً للجيش الروسي، مؤكداً رفض روسيا القاطع لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو. وأوضح أن أي تدخل أجنبي خلال العمليات العسكرية سيعتبر تهديداً لأمن روسيا، مشدداً على أن بلاده ستفعل كل ما يلزم لضمان حماية مصالحها. وفي إطار الجهود الدولية لإيجاد تسوية، عقد قادة التحالف الداعم لأوكرانيا، المكوّن من نحو 30 دولة معظمها أوروبية، اجتماعاً في باريس عبر الحضور المباشر والفيديو، حيث بحثوا الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها لكييف. وشارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الاجتماع، وأكد على ضرورة فرض مزيد من العقوبات على روسيا لدفعها نحو طاولة المفاوضات، معتبراً أن تحركاته تهدف لوقف الحرب وتسريع جهود السلام. وتأتي هذه التصريحات وسط استمرار الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية، ما يعزز إصرار زيلينسكي على رفض السفر إلى موسكو والتأكيد على أن أي مفاوضات يجب أن تتم على أرض أوكرانيا، لضمان سلامة وفد بلاده ومصالحها الوطنية.