في وقت تتواصل فيه الضربات المتبادلة بين روسياوأوكرانيا، جدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تمسكه بمفهوم"السلام العادل"، مؤكداً خلال كلمة له في احتفالات عيد الاستقلال بالعاصمة كييف أن مستقبل البلاد"لن يحدده سوى الأوكرانيين أنفسهم". وقال زيلينسكي:"عرضنا مراراً وقف إطلاق النار، وقلنا إننا نريد السلام، لكننا نرفض أن يكون ذلك على حساب الكرامة الوطنية"، مضيفاً أن بلاده" لن تُجبر مرة أخرى على تحمل ما يسميه الروس تسوية"، في إشارة إلى أي اتفاق يفرض بشروط موسكو، كما كشف أن الضمانات الأمنية التي وعدت بها الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية"ستصبح جاهزة خلال أيام قليلة". في المقابل، شن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هجوماً على كييف، متهماً زيلينسكي ب"العناد ووضع شروط مسبقة للقاء الرئيس فلاديمير بوتين"، كما حمّل الغرب مسؤولية عرقلة المفاوضات. وقال في مؤتمر صحافي:" إنهم يبحثون عن ذريعة لإفشال التسوية، ويقفون ضد المبادرة التي طرحها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترمب". وكان ترامب قد عقد قمة مع بوتين في ألاسكا الأسبوع الماضي، وأعرب عن أمله في عقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي لإنهاء الحرب المستمرة منذ 2022، غير أن مؤشرات التباعد بين الطرفين لا تزال قائمة. ميدانياً، أعلنت السلطات الروسية أن طائرة مسيرة أوكرانية استهدفت أمس، محطة كورسك للطاقة النووية، ما تسبب في اندلاع حريق قصير وإلحاق أضرار بمحول كهربائي مساعد. وأكدت إدارة المحطة أن الانفجار أجبر على خفض تشغيل الوحدة الثالثة إلى 50% من طاقتها، لكن لم تسجل إصابات، فيما بقيت مستويات الإشعاع"ضمن الحدود الطبيعية". الهجوم على المحطة النووية – الذي لم تعلّق عليه كييف بعد– يعكس استمرار التصعيد العسكري رغم المساعي الدبلوماسية، ويعقّد آمال الوسطاء الدوليين في التوصل إلى هدنة، في وقت يتزايد القلق من أن يمتد النزاع إلى منشآت حساسة؛ قد تهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء. وكانت كييف قد أعلنت من قبل أن ضرباتها داخل روسيا تأتي ردًا على الهجمات الروسية المستمرة على أوكرانيا، وتهدف إلى تدمير البنية التحتية، التي تعتبر حيوية للجهود العسكرية الروسية الشاملة.