في الآونة الأخيرة ظهرت على شاشاتنا المحلية موجة من المسلسلات السعودية المنسوخة من أعمال غربية وعالمية، لا تمت لواقعنا ولا لعاداتنا وتقاليدنا بأدنى صلة، بل إن بعضها يروّج لأفكار دخيلة تتعارض مع بنية الأسرة السعودية، مثل «تصوير الحرية وكأنها انفلات مطلق تمارسه المرأة، أو إبراز تمرد البنات على والديهن تحت ذريعة الحرية الشخصية، والخروج من المنزل بلا أي ضوابط أخلاقية، بل يصل الأمر أحيانًا إلى الهروب من البيت عندما يُمنعن من ممارسة سلوكيات مرفوضة اجتماعيًا وأخلاقيًا». استنساخ المسلسلات الأجنبية وتقديمها بوجه سعودي، بات في غاية الخطورة لما تخلقه من تصورات مشوهة داخل الأسرة المتابعة لهذه الأعمال، فهي تزرع عادات دخيلة وتفرض نمطًا غريبًا عن قيم المجتمع، مهما ادعى صانعوها أنهم يعالجون قضايا الأسرة ويحاكون الواقع، بينما الحقيقة أن كثيرًا من هذه الأعمال يكرّس صورة غير واقعية للحياة اليومية، ويُضعف الثوابت الأسرية التي بُني عليها الاستقرار الاجتماعي في المملكة. لقد أصبح ضروريًا إعادة النظر في المحتوى الدرامي المحلي، بحيث ينطلق من بيئتنا وقيمنا وتاريخنا وخصوصية مجتمعنا، لا أن يكون استنساخًا لأعمال غربية تتناقض تمامًا مع الهوية السعودية، فصناعة الدراما الحقيقية لا تقوم على القص واللصق، بل على الإبداع الأصيل والاحترام العميق لثقافة البلد وجمهوره، حتى يبقى الإعلام شريكًا في البناء، لا جسرًا لتمرير الأفكار الدخيلة على الأسرة والمجتمع.