زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لأميركا ركّزت على ملفات اقتصادية ودفاعية وتكنولوجية، وجاءت في سياق تأكيد الجانبين على تعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين خلال المرحلة المقبلة. أبرز نتائج الزيارة شهدت الزيارة الإعلان عن عدد من الاتفاقيات والمذكرات بين الرياض وواشنطن، من أبرزها: 1. الاستثمارات السعودية في الولاياتالمتحدة أعلن ولي العهد أن المملكة سوف ترفع حجم استثماراتها في الاقتصاد الأمريكي من نحو 600 مليار دولار إلى تريليون دولار. 2. التعاون النووي المدني وقّع الجانبان اتفاقًا مشتركًا للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، يتضمن أطرًا للتطوير المشترك وفق معايير منع الانتشار النووي. 3. الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال الذكاء الاصطناعي، تتيح للمملكة الوصول إلى أنظمة أمريكية متقدمة مع حماية تكنولوجيا أمريكية. 4. اتفاقية الدفاع الإستراتيجي جرى توقيع اتفاقية دفاعية شاملة، تشمل بيع طائرات F-35 ومعدات عسكرية إضافية، إلى جانب تطوير التعاون الاستخباراتي وبرامج التدريب العسكري. 5. تصنيف السعودية حليفا رئيسيا من خارج الناتو (MNNA): أعلن ترمب رسميًا عن منح المملكة وضع حليف رئيسي غير عضو في الناتو، وهو تصنيف يسمح بتسهيل نقل المعدات الدفاعية والتعاون العسكري المتقدم والمشاركة في مشاريع مشتركة ذات حساسية عالية. ماذا يعني تصنيف (MNNA) للسعودية؟ يتيح هذا التصنيف للدول الاستفادة من: تسهيل شراء الأسلحة الأمريكية المتطورة. توسيع التعاون الأمني والاستخباراتي. الانضمام إلى برامج التدريب والتصنيع المشتركة الحساسة. ولا يترتب عليه التزامات دفاعية مشابهة لحلف الناتو. هذا الزيارة تؤكّد على مرحلة جديدة في العلاقة بين البلدين، فنشاهد اليوم أمريكا تعطي السعودية طائرات F-35، وتسمح للسعودية بإنشاء مفاعل نووي مدني وتوقيع اتفاقية دفاع إستراتيجي دون ربط كل ذلك بإقامة علاقات سعودية-إسرائيلية، حيث كانت تلك المطالب سعودية منذ سنوات، ولكنها كانت تواجه ضغوطًا من الإدارة الأمريكية بربط تلك الطلبات بالتطبيع. فماذا تغيّر؟ أدركت الإدارة الأمريكية الحالية قوة السعودية، ليس فقط على مستوى منطقة الشرق الأوسط، بل على الصعيد العالمي، وأنها اليوم لديها طموحات استثمارية، بالإضافة إلى ما تعانيه أمريكا من مشاكل إسرائيل في المنطقة، فلا تريد أمريكا خسارة السعودية لصالح الصين، وتريد أن تقطع طريق الحرير الصيني عبر مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، حيث تحتاج أمريكا إلى السعودية لتنفيذ هذا المشروع، والكثير من المصالح المشتركة التي جعلت أمريكا تمنح السعودية امتيازات استثنائية ولا تضغط للتطبيع. في الختام، زيارة ولي العهد لواشنطن وحصول السعودية على صفقات مهمة تاريخيّة يدلّان على أننا أمام مرحلة جديدة من الشراكة الإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية. نحن أمام لحظة تاريخيّة سترسم العلاقات بين البلدين لسنوات قادمة، حيث انتقلت تلك العلاقة من الصداقة فقط إلى الشراكة الإستراتيجية والصداقة الأبدية والاحترام الأخوي.