يستمر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الدفع باتجاه عقد لقاء يجمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، بالرغم من الشكوك الأوروبية والانقسامات داخل المعسكر الغربي حول آليات التسوية. وأكد مصدر في البيت الأبيض، أن ترمب وفريقه للأمن القومي"على تواصل دائم مع المسؤولين الروس والأوكرانيين بهدف التوصل إلى اجتماع ثنائي يمكن أن يضع حداً للقتل ويوقف الحرب". ويأتي ذلك بعد أن حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من "تلاعب محتمل" من قبل بوتين بالرئيس الأمريكي خلال أي مفاوضات، ما أثار حفيظة واشنطن التي ترى أن جهودها تواجه عراقيل أوروبية غير معلنة. فيما أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس بوتين لا يستبعد لقاء زيلينسكي، لكنه اشترط"التحضير الجيد" عبر مفاوضات تمهيدية على مستوى الخبراء. مراقبون اعتبروا أن هذا الشرط يمثل نوعاً من التسويف الروسي، خاصة أن موسكو سبق أن شددت مراراً على ضرورة الإعداد المسبق لأي قمة رفيعة المستوى. القمة الأخيرة بين ترامب وبوتين في ألاسكا منتصف أغسطس الحالي، والتي أثارت حينها تفاؤلاً أمريكياً بإمكانية عقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي، لم تحقق نتائج ملموسة، إذ نفى الكرملين أن يكون الملف الأوكراني قد طُرح بشكل رسمي خلال المحادثات. ترمب، الذي خرج آنذاك ليعلن عن "احتمال لقاء قريب"، وجد نفسه محبطاً بعد أيام قليلة، وفق ما كشف مبعوثه ستيف ويتكوف، خاصة في ظل تعنّت كل طرف عند شروطه؛ فموسكو تطالب بتخلي كييف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والتنازل عن بعض الأراضي الشرقية، فيما تتمسك أوكرانيا بسيادتها الكاملة وتطالب بضمانات أمنية أميركية وأوروبية. وبدأ البيت الأبيض توجيه أصابع الاتهام إلى بعض القادة الأوروبيين الذين يدعمون علناً جهود ترمب لإنهاء الحرب، بينما يعملون سراً – بحسب واشنطن – على حث كييف على رفض التنازلات. مسؤول أمريكي كبير قال:"لا يحق للأوروبيين إطالة أمد الحرب والترويج لتوقعات غير واقعية، بينما يتوقعون من أميركا أن تتحمل التكلفة كاملة". وأضاف أن"التوصل إلى اتفاق هو فن الممكن، لكن بعض الأوروبيين يتصرفون وكأنهم يعيشون في عالم خيالي". مصادر مطلعة كشفت أن المسؤولين الأمريكيين باتوا يفكرون في تقليص وساطتهم إذا لم يظهر أحد الطرفين – موسكو أو كييف – مرونة حقيقية، بينما أشار مقربون من ترمب إلى أن بعض العواصم الأوروبية تمارس ضغوطاً على الرئيس الأوكراني للتشدد في المفاوضات؛ من أجل الحصول على "صفقة أفضل"، في وقت تبدي باريس ولندن موقفاً أكثر إيجابية نسبياً، لكن واشنطن ترى أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى إطالة أمد الحرب التي أنهكت أوكرانيا وأثقلت كاهل الغرب اقتصادياً وعسكرياً.