أعلن الرئيس الأمريكي دونالد تراب، أمس (الأحد)، عن إحراز ما وصفه ب"تقدم كبير" بشأن الحرب الروسية – الأوكرانية، بعد يومين من قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، ما أثار ردود فعل متباينة بين التفاؤل الأمريكي والحذر الأوروبي. وكتب ترمب على منصته"تروث سوشال":" تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!"، من دون كشف تفاصيل إضافية. فيما كشف المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وفقاً لشبكة"سي إن إن" أن روسيا قدمت"بعض التنازلات" في ما يتعلق بالمناطق الخمس التي أعلنت ضمها، وهي: دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا وشبه جزيرة القرم، موضحاً أن القمة أسفرت أيضاً عن تفاهم مبدئي على "ضمانات أمنية متينة" لأوكرانيا، قد تشبه التزامات الدفاع الجماعي المنصوص عليها في المادة الخامسة من معاهدة الناتو. ويتكوف قال:" تمكنا من انتزاع تنازل يسمح للولايات المتحدة وحلفائها بتقديم حماية شبيهة بالناتو، وهو ما يشكل أحد أبرز مطالب كييف"، لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بدا أكثر حذراً؛ إذ أكد في مقابلة مع"سي بي إس" أن واشنطن"ستواصل العمل على وضع سيناريو لإنهاء الحرب"، إلا أنه أقرّ بأن هذا الهدف" قد لا يكون ممكناً"، محذراً من استمرار نزيف الدماء بالآلاف". من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحافي ببروكسل: إنه لا يرى"أي مؤشر" على استعداد روسيا للجلوس معه في قمة ثلاثية مع ترامب، مضيفاً أن موسكو"لا تزال متمسكة بموقفها". مخاوف الأوروبيين من أن يؤدي حوار ترامب – بوتين إلى تنازلات على حساب أوكرانيا، دفعت عدداً من القادة إلى مرافقة زيلينسكي إلى واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقي ترمب اليوم. وأكدت برلين وباريس وهلسنكي أن قادتها سينضمون للقمة، إلى جانب الأمين العام لحلف الناتو مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين. مصادر أوروبية أوضحت أن الهدف من الحضور هو"طمأنة كييف" وضمان إشراك أوروبا في أي تسوية محتملة، وسط خشية من تكرار سيناريو" الاجتماع الكارثي" بين ترامب وزيلينسكي في فبراير الماضي، الذي أدى إلى توتر العلاقات لعدة أشهر. ورغم التلميحات الإيجابية، لا تزال مواقف ترمب تجاه الحرب الأوكرانية متأرجحة، فبينما كان في السابق يحمّل كييف مسؤولية استمرار القتال، عاد ليصعّد لهجته ضد بوتين قبل القمة، ملوحاً ب"عواقب وخيمة" إذا لم يوقف الحرب، إلا أن تصريحاته بعد لقاء بوتين اتسمت بالليونة، مع إشارته إلى أن"الأمر يعود لأوكرانيا" للقبول باتفاق لم يكشف مضمونه بعد. وفي حين ترى كندا أن رئاسة ترمب قد تفتح" فرصة لإنهاء الحرب"، يحذر الأوروبيون من أي اتفاق قد يُفرض على كييف ويؤدي إلى خسارة أراضٍ جديدة. وفي الوقت ذاته، تتواصل مشاورات أوروبية – أمريكية مكثفة، دون نتائج ملموسة، فيما تبقى الحرب مفتوحة على احتمالات متعددة.